نزوة تاجر مخدرات... أغرقت كولومبيا بأفراس النهر

نشر في 26-07-2016
آخر تحديث 26-07-2016 | 00:05
No Image Caption
ترك زعيم المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار إرثاً فريداً من نوعه... قطيع من حيوانات فرس النهر يعيش في غابات كولومبيا، هو الأكبر خارج إفريقيا.

بين الأعشاب العالية في أحد حقول قرية دورادال، وفي ظلمة الليل، ينهمك أحد هذه الحيوانات في التهام العشب بسلام، قبل أن يفضح أمره الضوء الكاشف الصغير، الذي يوجهه عليه دييغو أليخاندور روياس، وهو فتى من سكان القرية، يقول إن هذا الحيوان الضخم لم يعد يخيفه.

ويبدو أن فرس النهر أيضاً لم يعد يخاف هو أيضاً الإنسان في هذه المنطقة، فبعضها يقترب من القرية وصولاً إلى عتبات بيوتها.

ويقول أليخاندرو البالغ 19 عاماً: "هذه الحيوانات تأتي إلى هنا ليلاً من مزرعة هاسيندا نابوليس المجاورة سالكة القناة المائية".

وصارت لقاءات السكان مع فرس النهر أمراً متكرراً. وتقول لينا ماريا ألفاريس البالغة 12 عاماً: "هذا الصباح، كنت ذاهبة إلى تدريب كرة القدم عند السادسة والنصف صباحاً، التقيت بفرس نهر قرب المدرسة".

أما روسا غونزاليس ذات السبعة وخمسين عاماً، فتروي أيضاً لقاءها المفاجئ "وجهاً لوجه" مع أحد هذه الحيوانات.

تقع قرية دورادال على مسافة 190 كيلومتراً من ميديين، ثاني مدن كولومبيا، وأشهرها بسبب عصابة إسكوبار، الذي عاث في بلده فساداً وقتلاً، قبل حوالي عشرين عاماً.

في عام 1978، كانت عصابة المخدرات الشهيرة تسيطر على ألفي هكتار من المساحات المزروعة بالكوكايين قرب حدود القرية.

وهناك بنى إسكوبار له دارة فخمة معروفة باسم هاسييندا نابوليس، وأقام حديقة للحيوانات، وضع فيها عدداً من الأنواع الغريبة.

ويروي عالم الأحياء ديفيد إيشيفيري، أنه "بين عامي 1982 و1984، وصلت إلى هنا أربعة حيوانات فرس النهر من كاليفورنيا".

وحين قتل بابلو إسكوبار برصاص الشرطة في ديسمبر عام 1993، تكاثرت هذه الحيوانات وتضاعفت أعدادها حتى باتت تشكل الآن أكبر قطيع فرس نهر بري خارج القارة الإفريقية، بحسب المتخصص.

ويوضح جايرو ليون هيناو الطبيب البيطري، أن الإناث تنجب مرة كل عامين، في هذه البيئة "الأشبه بالجنة" بالنسبة لفرس النهر، حيث لاحيوانات مفترسة.

back to top