كائنات غريبة عجيبة تعالجنا من أمراضنا!

نشر في 25-07-2016
آخر تحديث 25-07-2016 | 00:02
No Image Caption
يزداد استعمال بعض الكائنات التي تلدغ وتمتص الدم وتفرز اللعاب في المستشفيات, لتخفيف الأوجاع ومداواة الجروح, أو تحسين مسار زراعة الجلد. أصبحت خصائصها المستعملة لمعالجة الأمراض المزمنة والحادة قيد الدرس...

شراب بلعاب الحلزون

ربما استعملتَ يوماً شراب “هيليسيدين” لمعالجة السعال الجاف: يجب أن تعلم أنه مصنوع من لعاب الحلزون! كان هذا العنصر دوماً محطّ بحث لمعالجة اضطرابات الجهاز التنفسي, واستكشاف خصائصه المضادة للجراثيم, وقد أصبحت منافعه معروفة. يُعتبر مخاط الرخويات اليوم عنصراً سحرياً لمكافحة الشيخوخة لذا يُستعمل في بعض الكريمات بسبب غناه بالكولاجين والإيلاستين.

دودة العلق قبل عمليات الزرع

تُستعمَل دودة العلق لأغراض علاجية منذ آلاف السنين. لكنها عادت إلى الواجهة منذ عشرين سنة عبر الجراحة التصحيحية. تلجأ إليها مستشفيات كثيرة خلال عمليات الزرع كونها تخفف الألم عبر تفريغ الدم المتراكم حول المنطقة المستهدفة، ويحتوي اللعاب الذي تفرزه أثناء العضّ على أكثر من مئة مادة تكافح التخثر والالتهاب وتُسَكّن الألم وتداوي الجروح. تؤكد دراسات عدة على فاعلية هذه الطريقة لمعالجة الفصال العظمي، مع تحسّن الألم والقدرة على الحركة بنسبة 80%، فضلاً عن التهاب الأوتار أو التهاب لقيمة العضد الجانبية، ويفوق مفعولها أثر الكورتيزون في هذه الحالات. يوصي بها الأطباء أيضاً لمعالجة الكدمات وحوادث الالتواء والمشاكل الجلدية واضطراب الدورة الدموية والدوالي والدمامل والأورام الدموية والصداع النصفي. حين يشتدّ الانزعاج، لا بد من استشارة طبيب متدرّب لمعرفة موانع الاستعمال (فقر دم، أخذ مضادات تخثر، نزف الدم الوراثي...).

ضمادة باليرقات

إذا أصبتَ يوماً بجرح بليغ، قد تتلقى ضمادة باليرقات في المستشفى! تكون اليرقات طبعاً مغلّفة بضمادة ولا يمكن رؤيتها. يمكن اللجوء إلى هذه الطريقة في حالات محددة: على الجروح المزمنة مثل القرحة الوريدية وقرحة الفراش، تسمح اليرقات بالتخلص من جميع الأنسجة الميتة لكنها لا تعالج سبب الجرح (سكري، قلة الحركة، قصور وريدي...) وقد يكون استعمالها مؤلماً بسبب العناصر الناشطة الموجودة في لعابها. لكن يعتبرها الخبراء أسرع تقنية حين يضطرون لزرع الجلد بشكل عاجل.

لدغات النحل تكافح الأوجاع المزمنة

صحيح أن سمّ النحل قد يكون قاتلاً إلا أنه يحمل في الوقت نفسه مزايا علاجية مدهشة. اليوم تستعمل بلدان عدة، مثل الولايات المتحدة والصين، العلاج بِسمّ النحل. عدا الروماتيزم والفصال العظمي المزمن، قد يخفف هذا العلاج حدة الصداع النصفي وألم عرق النسا والتهاب المفاصل وحتى بعض الندوب الحساسة. في روسيا، تُستعمل هذه المقاربة أيضاً لمعالجة حالات الإدمان.

تقترح بعض العيادات الأميركية والروسية هذا العلاج أيضاً لاستهداف التصلب المتعدد مع أنّ هذا الاستعمال يبقى مثيراً للجدل. عملياً، يجب أن يقصد المريض اختصاصي الحساسية أولاً كي يتأكد من عدم إصابته بأي شكل من الحساسية. تبدأ أولى الجلسات بلدغة أو اثنتين ثم قد تصل إلى عشرين أو ثلاثين لدغة، بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. يقول بعض الخبراء إن النحل يخفّف أعراض التصلب المتعدد في حالتين من أصل ثلاث لكنه لا يزيلها بالكامل. لا يشفي سمّ النحل نهائياً بل يسمح بالتعايش مع المرض. لكن عند وقف العلاج، يتجدد المرض عموماً.

تنتظر بعض البلدان ظهور أدلة علمية إضافية، لكن بدأ العلماء يفهمون مدى تعقيد هذا العنصر المؤلف من 700 أو 800 جزيئة، منها مادة الفوسفوليباز A1 التي تنعكس على مكافحة الروماتيزم، وعنصر الميليتين، مضاد التهاب أقوى من الكورتيزون بمئة مرة! حتى أنّ بعض الأبحاث انطلقت لتقييم آثاره على فيروس الإيدز وبعض أشكال السرطان. في إحدى المستشفيات الفرنسية، حُقنت مجموعة من الفئران بِسمّ النحل فتبيّن أن جزيئة الأبامين تسمح بكبح مرض الزهايمر. ما زلنا نجهل جزيئات كثيرة أخرى علماً أنّ 3% منها يتألف من زيوت أساسية وعناصر مضادة للتشنجات ومهدئات ومزيلات قلق ومضادات اكتئاب وعلاجات حساسية ومركّبات تعيد التوازن إلى الجهاز العصبي.

سمّ العناكب بدل الفياغرا!

تحتوي سموم العناكب الذئبية والعقارب والأفاعي على عناصر قيّمة وناشطة بعد تحضيرها وتذويبها وتنقيتها. يحتوي مُسَكّن الألم “بريالت” على سمّ الحلزون البحري الذي يكون أقوى من المورفين بألف مرة، وثمة علاجات مصنوعة من سمّ الأفاعي لتسييل الدم أو تخفيض الضغط.

تحتوي 173 ألف فصيلة حيوانية على السموم ولا يزال معظمها مجهولاً. لإطلاق الأبحاث عن هذه الجزيئات الجديدة، نشأ أكبر مشروع عن السموم (Venomics) في أوروبا. استناداً إلى مئتَي فصيلة من الحشرات والرخويات والأفاعي والعناكب والسحالي والنحل والنمل وكائنات قاتلة أخرى، حدّد الباحثون 25 ألف نوع من السموم. ومن بين الجزيئات التي خضعت للدراسة، يبدو أن عشرين منها يحمل خصائص علاجية. تشتق تلك الجزيئات من سموم نملة في إفريقيا أو حريشة في مدغشقر ويمكن أن تُعالج البدانة أو الالتهابات. إذا أردنا تحديد أكثر حيوان واعد في هذا المجال، يمكن اختيار العنكبوت لأن سمّه يُعتبر الأغنى بينها كلها. لكن حصل اكتشاف حديث عن طريق المصادفة: أثناء تفريغ حمولة موز، تفاجأ العمّال بحصول انتصاب لديهم طوال 24 ساعة بعد أن لدغتهم عناكب الموز الموجودة في شجر الموز. أصبح منافِس الفياغرا قيد الدرس طبعاً!

back to top