بدعة بريد النواب

نشر في 19-12-2015
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:00
 أحمد عبيد المطيري في كل دول العالم التي تحترم البشر قبل القانون والدستور لا يوجد ممثل للشعب يكسر القانون، أما في الكويت فالأمر مختلف، لأن ممثل الأمة هنا مشرع ومراقب و"مخلص معاملات"، بل أصبح تخليص المعاملات أهم صفة للنائب، "فيالك من ممثل كبير".

وهذه البدعة ليس وليدة المصادفة، بل من تراكمات الماضي، غير أنها ليست من صنيعة النواب وحدهم، بل تتحمل الحكومة فيها جزءاً كبيراً، لعدم سماحها بدخول المعاملات إلى الوزير أو المسؤال إلا عبر هذا "الممثل"، حتى أصبح الأمر مزعجاً، فكيف يمكن لشخص أن يدعو إلى احترام القانون، نائباً كان أو وزيراً، وهو من يخالفه، والجميع يعلم أن ٩٠ في المئة من معاملات النواب مخالِفة أو غير قانونية، لأنها لو كانت سليمة لما احتاجت إلى مساعدة أحد. وتخليص هذه المعاملات بات ثمناً إما لشراء ولاءات أو ابتزاز، وكلا الأمرين معيب أن يخرج من حكومة تحترم ذاتها قبل الدستور، وإذا كان هناك مثلث للفساد فإن للحكومة الضلع الأكبر فيه، ثم يأتي بعدها النائب، ثم المواطن الذي يتحمل كذلك جزءاً، فكيف ندعو إلى احترام القانون ونحن من يخالفه؟!

وأختم ببيتي الإمام الشافعي اللذين يقول فيهما:

نعيب زماننا والعيب فينا          وما لزماننا عيبٌ سوانا

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ       ولو نطق الزمان لنا هجانا

back to top