إخوان كاذبون

نشر في 20-06-2015
آخر تحديث 20-06-2015 | 00:01
 د. نجوى الشافعي صدعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر رؤوسنا بالعداء للولايات المتحدة الأميركية أيام كانوا في صفوف المعارضة لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وارتفعت أصواتهم تتهمه بالعمالة لأميركا والغرب وإسرائيل من أجل الحفاظ على كرسي الرئاسة وحكم مصر، وذلك على حساب المصلحة الوطنية واستقلال الدولة، ولم تمر مناسبة دينية أو وطنية الإ وكانت إسرائيل واليهود محل السباب والتهكم والتوعد والوعيد والتذكير بأنهم حفدة القردة والخنازير، وأن كيانهم إلى زوال كما وعد الله ورسوله.

 خدعونا وصدقنا أنهم صوت الحق والحرية والدين المستنير، وتعاطفت أعداد كبيرة من الشعب المصري معهم ظناً منه أنهم جماعة صادقة مخلصة لله والوطن، إنما تعرضت للاضطهاد والملاحقة على يد أجهزة الأمن بدءا من عصر عبدالناصر الذي تصورنا خطأً أنه قد ظلمهم ظلما كبيرا، ولكن ما إن قامت ثورة ٢٥ يناير حتى اختطفوها وسارعوا للتفاوض مع المجلس العسكري الذي كان يتولى أمور البلاد في الفترة التي أعقبت تنحي مبارك عن الحكم، والبحث للجماعة عن أفضل المكاسب بمنطق غنائم العصور القديمة، ونجحوا في توجيه دفة الأحداث لمصلحتهم تارة بالتفاهم مع المجلس العسكري وتارة أخرى بالتلويح بقدرتهم على تحريك الشارع والسيطرة على أمور ميدان التحرير الذي كان رمزا للثورة وقتها.

فجاءت انتخابات مجلس الشعب قبل صياغة الدستور عكس ما كانت تبغي القوى الثورية المستنيرة وقتها، واستطاعوا بحكم تنظيمهم وانضباط نظام السمع والطاعة لديهم أن ينتشروا في المدن والقرى، وأن يخدعوا جماهير البسطاء من الناس بأنهم خير بديل لنظام مبارك، وأنهم سيقيمون لهم دولة العدل والحق والقانون، فكان لهم ما أرادوا من أغلبية في مجلس الشعب، وبدأت الاستعدادات لانتخابات رئاسة الجمهورية وكان التخطيط على أعلى مستوى وأعلى التكاليف، فقد سارعوا إلى عدو الأمس الولايات المتحدة يقدمون فروض الولاء والطاعة، وبأنهم سيكونون خير صديق ومعين لهم في مصر وبالتالي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحكم صلاتهم القوية مع الجماعات الإسلامية الأخرى ومنها الإرهابية والمتشددة ويطمئنونهم على أمن إسرائيل، وأنهم سيحترمون معاهدة السلام التي قتل أصدقاؤهم الإسلاميون السادات بسببها، كل ذلك بسبب كرسي الرئاسة أيضاً والرغبة الشديدة في حكم مصر، وما اختلفوا عن مبارك قيد أنملة.

 وفي انتخابات الإعادة عصر الثوريون والوطنيون على أنفسهم الليمون وانتخبوا مرسي ليس اقتناعا به إطلاقا، ولكن هربا من ظل النظام القديم الذي تصور الناس أنه امتداد لمبارك الذي تخلصنا منه بالأمس، وعلى أمل أن هذه الجماعة سوف ترعى الله في حكمها لمصر، ولكن كان ما كان وظهر الإخوان على حقيقتهم وكشفهم الشعب المصري خلال العام الذي حكموا فيه، واستطاع التخلص منهم في ثورة ٣٠ يونيو بمساعدة جيشنا العظيم، فإذا بالجماعة تستنجد بالولايات المتحدة والدول الأوروبية وتطلب مساعدة الأسطول السادس لاستعادة ملك مصر!

ثم هم هؤلاء وخلال عامين يطوفون مسحا بأروقة البيت الأبيض والخارجية الأميركية، والدول والصحف الغربية يكذبون ويدعون على الشعب المصري والحكومة المصرية استجداء للعطف والمساعدة على استرداد السلطة والكرسي والنفوذ! سبحان الله ولا قوة إلا بالله، هذه جماعة لا تحركها إلا مصالحها، هؤلاء قوم يستحلون أي شيء في سبيل الوصول إلى أهدافهم حتى لو كان بالكذب الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والتدليس والنفاق الذي بشر الله عز وجل مرتكبيه بالنار. حسبي الله ونعم الوكيل.

back to top