علاج الهرمونات النباتي بديل جيد خلال سن اليأس

نشر في 15-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2015 | 00:01
No Image Caption
الهبات الساخنة، اضطرابات النوم، جفاف المهبل، تقلبات المزاج، صعوبة في التركيز، وخسارة العظام: تُعتبر هذه المسائل شائعة بين النساء عندما تتراجع معدلات الاستروجين في جسمهن وتختل الهرمونات خلال فترة الانتقال إلى سن اليأس. ولكن تتوافر بالتأكيد بدائل للنساء اللواتي يردن حلاً طبيعياً.
عام 2002 تراجع استعمال التركيبات التقليدية لعلاج الهرمونات بالإستروجين والبروجستين (Prempro) وعلاج الإستروجين (Premarin) لتفادي أعراض سن اليأس لارتباطها بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، تجلط الدم، سرطان الثدي والخرف، لدى تناولها على الأمد الطويل، كما أظهرت دراسة مبادرة صحة المرأة.

ما زال الخبراء يعتبرون علاج الهرمونات التقليدي ملائماً للتخفيف من الأعراض في حالات سن اليأس المبكر، إلا أنهم ينصحون باستخدام أقل جرعة فاعلة لأقصر فترة ممكنة.

الإستروجين النباتي

تحتوي بعض الأطعمة النباتية طبيعياً بعض المركبات التي تحاكي أو تعدّل عمل الإستروجين في الجسم. لذلك ندعوها إستروجين نباتي. إليك ثلاثة من أكثر أنواع الإستروجين النباتي شيوعاً:

الإيزوفلافونات، بما فيها الجينيستين والدايدزين: تتوافر في مأكولات الصويا المعالجة بالحد الأدنى (خصوصاً العضوية منها)، مثل التوفو وحليب الصويا.

الليغنانات: تكثر في بذور الكتان، ومن الممكن طحنها وإضافتها إلى السلطات، المشروبات الباردة، المقبلات، والمخبوزات.

الكوميستانات: تكثر في براعم البرسيم الحجازي والنفل،  ويمكن زراعتهما في المنزل من بذور صغيرة، إن لم يتوافرا في المتاجر المحلية. استخدميهما مع السلطات والسندويشات.

قد تحد الإستروجينات النباتية عموماً (خصوصاً تراكيب الإيزوفلافونات والليغنانات، كتلك المتوافرة في المكمل الغذائي Femarelle) من أعراض سن اليأس، وفق مراجعة بحثية نُشرت في عدد يناير 2014 من مجلة Steroid Biochemistry and Molecular Biology.

تشمل الفوائد التخفيف من حدة (وأحياناً وتيرة) الهبات الساخنة، تعزيز صحة المهبل، تحسين النوم ووظائف الدماغ، وتقوية العظم. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن استعمال الإستروجين الطبيعي لا يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، سرطان الغدد الصماء، أو مرض القلب.

من المؤسف أن دراسات الإستروجين النباتي في سن اليأس تختبر عادة المركبات النباتية مقابل دواء وهمي لا العلاجات المستخدمة عادةً. لذلك لا تتوافر مقارنة مباشرة لمدى فاعلية هذه المواد النباتية.

تأثيرات شخصية

صحيح أن تناول مأكولات الصويا المعالجة بالحد الأدنى وأخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على الإيزوفلافونات وغيرها من الإستروجينات النباتية قد يعودان بالفائدة على بعض النساء في سن اليأس، لكن الكميات الضرورية من هذه المأكولات غير محددة بسبب الاختلاف في ظروف الزراعة، التبدلات الطبيعية في استهلاك الطعام اليومي، والاختلاف في امتصاص المواد المغذية.

علاوة على ذلك، تحوّل البكتيريا في الأمعاء بعض الإستروجينات النباتية إلى مركبات لها التأثيرات ذاتها كما الإستروجين. لكن عملية التحويل هذه تختلف باختلاف عادات الطعام، صحة الأمعاء، والجينات. كذلك من الممكن أن تتعطل، لأسابيع عدة، بتناول المضادات الحيوية. لذلك، تتبدل الفاعلية الفردية للإستروجينات النباتية، سواء كان مصدرها الطعام أو المكملات الغذائية، وقد تعود بفائدة على النساء اللواتي يحتجن إلى الحد الأدنى من الدعم الهرموني.

لكن المرأة قد تتسبب، عن غير قصد، بخلل في الهرمونات بمحاولة التداوي من تلقاء ذاتها بمكملات غذائية تحتوي على الإستروجينات النباتية، حسبما يوضح رودي دراغون، صيدلي متخصص في تركيب الأدوية من الصفر في أريزونا، له كتاب Bioidentical Hormone Replacement Therapy (العلاج البديل بالهرمونات المطابق حيوياً). لذلك استشيري طبيبك أولاً قبل أخذ أي مكملات من هذا النوع.

العلاج الهرموني المطابق حيوياً

من البدائل التي تحتاج إلى وصفة طبية للمكملات الغذائية والأطعمة التي تحتوي على الإستروجين النباتي، العلاج الهرموني المطابق حيوياً. يضم هذا العلاج هرمونات مطابقة بتركيبتها الكيماوية والجزيئية لتلك التي ينتجها الجسم، وفق دراغون. تُنتج هذه عموماً من خلاصات من الصويا واليام البري يحولها المختبر إلى الهرمونات المطلوبة (في المقابل، تكون العلاجات البديلة بالهرمونات، عموماً، اصطناعية أو مستخلصة من مصادر حيوانية).

يضيف دراغون: “إن كنت تعانين حساسية تجاه الصويا وتتناولين علاجاً هرمونياً مطابقاً من الصويا، فلن تعاني ردة فعل حساسية لأن هذا العلاج يُعدل كيماوياً ولا يعود يحتوي على الصويا”.

يمكنك الحصول على العلاج الهرموني المطابق حيوياً من الصيدليات بجرعات محددة أو تراكيب حائزة موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (مثل Estrace وPrometrium) أو بتراكيب معدلة تعدها صيدليات تركب الأدوية، وذلك بالتعاون، طبعاً، بين الطبيب والصيدلي المركِّب.

يعلن دراغون: “يسمح العلاج الهرموني المطابق حيوياً المركب في الصيدليات بمرونة أكبر لتعديل الجرعات، شكل الدواء، والمواد الفاعلة وفق حاجة كل مريضة، وخصوصاً في الحالات التي تعاني فيها المريضة حساسية تجاه أحد المكونات المعتمدة”. كذلك من الممكن الدمج بين الإستروجين والبروجيسترون المطابقين حيوياً في حبة واحدة.

صحيح أن الدراسات أظهرت سلامة منتجات العلاج الهرموني المطابق حيوياً في الصيدليات وفاعليتها في علاج أعراض سن اليأس، ولكن ثمة نقص في الدراسات الواسعة النطاق، العشوائية، والمضبوطة لتلك التي تُركب وفق حاجة المريضة. إلا أن الأدلة على فاعلية هذه العلاجات المركبة وسلامتها في كثير من الحالات الفردية تبدو مشجعة.

back to top