أجيال الكويت وتاريخها

نشر في 18-07-2015
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
 بدر المطوع أعتقد أن لكل مواطن كويتي الحق في أن يدرس كيف نشأت الكويت ومن أسسها وحافظ على استقلالها، وإنني أجد أن جامعتي- الجامعة الأميركية في الكويت- لها مواد مميزة من أهمها "عهد الشيخ مبارك الصباح 1896- 1915" التي درّسها د. هشام العوضي للمرة الأولى باللغة الإنكليزية.

تخرجت من مدرسة البيان ثنائية اللغة الخاصة، وطوال سنوات الدراسة لم أدرس أي مادة تتعلق بتاريخ الكويت! هل السبب لأنها مدرسة خاصة؟ الجواب: لا، كنا ندرس مادة الاجتماعيات، وكان يتركز المنهج على المناخ وحياة العرب والخرائط وشجرة العائلة لآل الصباح... إلخ. وكُتب هذه المادة كانت تفرض من وزارة التربية مع كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية، هذا يعني أن الوزارة تقرر ما يدرس في هذه المواد.

لكن بعدما درست عهد الشيخ مبارك فوجئت بأهمية هذا الحاكم، فهو من أسس الكويت الحديثة وحافظ على استقلالها من خلال اتفاقات بتكتيكات مختلفة، وهو من حافظ على حكام "ذرية مبارك"، ولولا الشيخ مبارك لربما ما كانت الكويت المعاصرة كما هي عليه الآن.

إذاً لمَ لم ندرس تاريخ الكويت (بما فيه عهد الشيخ مبارك) في المرحلة المتوسطة أو الثانوية، فالطالب في بعض الجامعات الأميركية لا يستطيع التخرج من دون دراسة على الأقل مادة عن التاريخ الأميركي؟ ولِم لا يطبق هذا في الكويت؟!

كيف إذاً درّسها د. هشام في جامعتنا؟ أرى أن المادة درست بفنّ، والمنهج دُرس بطريقة حيادية دون المساس بأي شخص أو التطرق إلى مواضيع حساسة، والتركيز كان على أهم لقطات نقاط التحول والأحداث التي ميزت عهد الشيخ مبارك بأسلوب مشوق كأنه فيلمٌ سينمائي، وهذا يسمح للطالب أن يقدر أهمية هذا الحاكم وتطوراته السياسية ويقيّم عهده من خلال المحاضرات أو بحث يقدم.

بعدما درست هذه المادة أستطيع الآن أن أفهم طبيعة بداية السياسة الخارجية للكويت، وأفهم قصر السيف وقصر خزعل، ومستشفى مبارك، وأسماء بعض الشوارع، وأفهم بعضاً من واقع بلادي، فهل ستبقى أجيالنا الكويتية جاهلة بتاريخ بلادها؟

back to top