الطيار والسفير والمؤرخ بدر خالد القناعي في ذمة الله

نشر في 11-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-09-2015 | 00:01
غيب الموت العم بدر القناعي، الذي كان على مدى قرن من الزمن أحد الرجالات الذين تركوا بصماتهم في أكثر من مجال.
فقدت الكويت، أمس، أحد الرواد الأوائل من رجالات الكويت، هو العم بدر خالد البدر القناعي، بعد حياة حافلة بالعطاء لوطنه، ويعد الراحل أول طيار كويتي يحصل على رخصة طيران خاص، كما كان صاحب الفضل في إنشاء وإصدار جريدة الكويت الرسمية.

الولادة والدراسة

ولد الراحل في 11 ديسمبر عام 1912 في منطقة شرق بحي بن خميس، وهو المكان الذي تقع فيه حاليا وزارة التخطيط، وعند سن السادسة ذهب إلى الكتاتيب، حيث تعلم القراءة والكتابة وعلوم القرآن الكريم، ثم انتقل الى إحدى المدارس الأهلية براحة الدبوس في فريج القناعات، لينتقل بعدها إلى مدرسة عبدالملك الصالح.

في عام 1921 سافر إلى العراق وهو في سن التاسعة، ومستفيدا من وجود محل تجاري لوالده في البصرة، التحق بمدرسة السيف ليستكمل دراسته.

توفي والده في عام 1925 لتنتقل الوصاية عليه لشقيقه عبدالله، حيث كان الراحل في سن الثالثة عشرة، وفي عام 1928 أنهى الراحل المرحلة الابتدائية ولم يُكمل الثانوية، بسبب تعرضه لمرض الملاريا الذي أبعده عاما عن الدراسة.

في عام 1931 سافر الراحل إلى لبنان لمتابعة الدراسة، وقد واجه صعوبة فيها بسبب عدم إجادته اللغة الإنكليزية، ولكن مع المثابرة استطاع إنهاء المرحلة الثانوية عام 1932 ليعود إلى الكويت فترة بسيطة، سافر بعدها الى الهند، حيث شجعه على ذلك وجود أقاربه فيها، وهناك درس اللغة الإنكليزية في مدرسة سانت ماري العالية.

رحلة الطيران

خلال وجوده بالهند بدأ شغفه بحب الطيران يظهر، وأصبح يقرأ في الكتب والمجلات التي تعنى بهذا المجال، وعند عودته للكويت عام 1933 صارح أهله برغبته في أن يصبح طيارا، وقد ظنوا في بداية الأمر أنه يمزح، ولم يأخذوا الأمر على محمل الجد، ولكنه كان مصرا على تحقيق رغبته،

 وعاقدا العزم على دراسة الطيران، فسافر في العام نفسه إلى بريطانيا، وتحديدا الى مدينة ساوث هامبتون، حيث تقع مدرسة هامبل لتعلّم الطيران، والتحق بها الراحل في سبتمبر من عام 1933، وأنهى الدراسة في 23 مايو 1934، وحصل على شهادة الطيران رقم 6529، التي تستخدم لقيادة الطائرات غير التجارية، ليكون أول طيار في تاريخ الكويت يحمل رخصة طيران خاصة.

بعد عودته إلى الكويت، استقبله أهله بفرحة غامرة بهذا الإنجاز، وبدأ رحلة البحث عن وظيفة تتناسب وشهادة الطيران التي لديه، فسافر - رحمه الله - إلى العراق في سبتمبر 1934، بعد أن سمع أن سلطات الانتداب البريطاني بصدد إنشاء مطار جديد في البصرة، وذهب لمقابلة المسؤولين الذين أكدوا له حقيقة الموضوع، ولأن إنجاز المطار سيستغرق وقتا قد يمتد عامين، فقد أقنعه المسؤولون هناك بأن يستغل هذه الفترة في الأعمال الإدارية والفنية، فسافر الى بغداد ليعمل بداية بوظيفة معاون ضابط الحركات في مطار بغداد مدة سنة، ومن ثم عاد الى البصرة بعد افتتاح مطارها في أبريل 1936، وأسندت له مهمة برج المراقبة، وبقي رحمه الله حتى عام 1941، حيث شعر برغبة ملحة في العودة الى الكويت، فقدم استقالته وعاد وهو في الـ28.

العمل في الكويت

بعد قبول استقالته وعودته إلى الكويت، مارس العمل التجاري بين الكويت والبصرة، ثم توسع في التجارة أكثر، فسافر الى الهند وظل فيها حتى عام 1954 ليعود الى الكويت التي بدأ النشاط يدب فيها في مختلف المجالات الحياتية، فعمل في دائرة المعارف بوظيفة سكرتير القسم الإداري.

الجريدة الرسمية

وبسبب ما كان يواجهه - رحمه الله - من زيادة في أعداد المراجعين في كل عام، فكر في طريقة لتخفيف الضغط عليه وعلى القسم، فهداه تفكيره الى إيجاد وسيلة لنشر كل الإعلانات والمعاملات والمناقصات الخاصة بالدوائر الحكومية في مجلة واحدة، فاقترح إصدار جريدة رسمية لهذا الغرض، فكتب رسالة بهذا الخصوص الى مدير الدائرة وقتها المرحوم خالد المسلم، الذي عرضها على اللجنة التنفيذية العليا، التي رحبت بالفكرة ووافقت على إصدار جريدة رسمية تحت مسمى "الكويت اليوم"، وإسناد إدارتها للراحل ليكون أول مدير لجريدة الكويت اليوم الرسمية، وفي عام 1955 تولى إدارة المطبوعات والنشر بدرجة مدير.

في عام 1959 عرض على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي كان رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر آنذاك، فكرة إنشاء لجنة كتابة تاريخ الكويت، وحظيت الفكرة بالتأييد وأصبح أحد أعضائها، وكان - رحمه الله - قد استوحى هذه الفكرة خلال زيارة له للعاصمة البريطانية لندن وما شاهده فيها من متاحف وآثار.

مرحلة العمل بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، وفي أول تشكيل وزاري بتاريخ 17 يناير 1962، تم تعيين الراحل أول وكيل لوزارة الإعلام، التي كانت تسمى وزارة الإرشاد والانباء، وفي نهاية العام التحق بلجنة مساعدات الخليج، ثم أصبح الممثل الشخصي للأمير الراحل عبدالله السالم في لجنة الخليج التابعة للجامعة العربية، وفي عام 1964 انتدب لوزارة الخارجية ومُنح لقب سفير، وتولى رئاسة هيئة مساعدات الخليج والجنوب العربي حتى عام 1969، حيث تقدم بطلب إحالته للتقاعد، وقد وافق الشيخ صباح الأحمد على طلبه، بعد إصراره على الأمر، إلا أنه طلب منه الاستمرار لمتابعة بعض الأمور الخاصة بالخارجية، فوافق على الاستمرار، وبقي يتعاون مع وزارة الخارجية حتى منتصف عام 1971، حيث شارك في تأسيس مركز الوثائق التابع للديوان الأميري.

وللراحل إصدارات أدبية، فقد صدر له كتاب "معركة الجهراء ما قبلها وما بعدها"، وكتاب "رحلة مع قافلة الحياة"، إضافة الى عديد من الكتابات والمقالات في الصحف.

و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب الجلل، تتقدم إلى ذوي الفقيد بأحر التعازي، وتدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان.

السيرة الذاتية

مكان وتاريخ الميلاد

ولد بفريج "بن خميس" في الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة في 11 ديسمبر عام 1912.

الدراسة

• تعلم في طفولته بإحدى المدارس الأهلية.

• أكمل تعليمه في مدرسة عبدالملك الصالح المبيض.

• سافر إلى البصرة عام 1921 وأنهى المرحلة الابتدائية وجزءا من الثانوية.

• سافر إلى لبنان عام 1931 ودرس في مدرسة برمانا العالية وأنهى المرحلة الثانوية.

• سافر إلى الهند عام 1932 ودرس اللغة الإنكليزية في مدرسة "سانت ماري".

• سافر إلى بريطانيا عام 1933 لدراسة الطيران.

• عام 1934 حصل على شهادة الطيران من مدرسة هامبل.

العمل الوظيفي

• خلال الفترة من 1934 - 1941 عمل بوظائف فنية تتعلق بالطيران في العراق (نظرا لامتلاك عائلته مقاطعات النخيل الزراعية).

• خلال الفترة من 1941 - 1954 مارس الأعمال الحرة والتجارة.

• في عام 1954 شغل منصب سكرتير في دائرة المعارف.

• في عام 1954 انتقل الى دائرة المطبوعات والنشر، لتولي إصدار الجريدة الرسمية (الكويت اليوم).

• في عام 1955 أصبح مديرا لإدارة المطبوعات والنشر.

• في عام 1962 عُين وكيلا لوزارة الإرشاد والانباء (الإعلام حاليا).

• انتدب لوزارة الخارجية بتاريخ 27 أغسطس 1964 (بدرجة سفير)، وأصبح مديرا عاما لهيئة الخليج والجنوب العربي حتى عام 1969.

نشاطات أخرى

• عضو في لجنة كتابة تاريخ الكويت 1959.

• ساهم في تأسيس مركز الوثائق (التابع للديوان الأميري) 1971.

• له كتابات ودراسات وأبحاث تاريخية منشورة في الصحافة.

• له كتابا "معركة الجهراء ما قبلها وما بعدها"، و"رحلة مع قافلة الحياة".

back to top