هل مشكلة التعليم في المناهج فقط؟

نشر في 31-10-2015
آخر تحديث 31-10-2015 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي في كل لحظة يدور فيها النقاش عن أزمة التعليم في الكويت فإن الاتهام يكون دائماً للمناهج التعليمية، وتزداد المطالبات بضرورة تغييرها لأنها، بحسب آراء الكثيرين، مناهج قديمة أو تحتوي على بعض التشدد الديني الذي يؤثر على توجهات الطلبة، وكأن كل مشاكل تردي التعليم في الكويت هي بسبب المناهج فقط، وبإصلاح هذه المناهج فإن التعليم سيرتقي إلى العالمية! ودائماً ما يتم إغفال النظر عما هو أهم من إصلاح المناهج والذي يعتبر محور تطور التعليم ألا وهو المعلم.

إن مناهجنا التعليمية في الكويت مشهود لها بالكفاءة، والقائمين على إعدادها نخبة من خيرة أساتذة الجامعات، وقبل أن تصل هذه المناهج إلى الطلبة فإنها مرت بمراحل متعددة من المراجعات العلمية، ولذلك لا ينبغي التشكيك في جودتها، ولكن ما يجب الالتفات إليه في عملية تطوير التعليم هو ضرورة إصلاح المعلم قبل أي شيء آخر.

 وأقصد بإصلاح المعلم هو أن تحرص وزارة التربية على تحسين بيئة العمل للمعلمين، وذلك لأن الواقع اليوم يؤكد أن المعلم أو المعلمة أصبحا يكلفان بأعمال إدارية ليست من صلب عملهما، كأن يشرفا على (مطعم المدرسة) أو أن يتم تكليفهما بتزيين الفصول وإعادة صبغها، وغالباً ما يكون على نفقتهما الخاصة، حتى إن الوسائل التعليمية الإيضاحية من مجسمات وأدوات تعليمية تكون مهمة توفيرها على المعلمين أنفسهم دون أن تكلف وزارة التربية نفسها عناء توفيرها لهم، هذا علاوة على ما يعانيه كثير من المعلمين من زيادة عدد الساعات الدراسية المكلفين بها، وكثرة أعداد الطلبة في كل فصل.

وكل هذه الأمور هي التي تؤثر حتى على أكفأ المعلمين، وتجعلهم مع الوقت أقل رغبة في التدريس وأقل عطاء من ذي قبل، ولهذا من الضروري على وزارة التربية أن تعمل على تحسين بيئة العمل للمعلمين حتى يكونوا أكثر رغبة في العطاء والإبداع.

back to top