يوم السعادة

نشر في 19-12-2015
آخر تحديث 19-12-2015 | 00:00
 سناء راشد السليطين هل جربت يوماً أن تعيش يوماً من السعادة؟ فمهما كبر الإنسان فإنه يحمل في قلبه طفلاً صغيراً يحن إلى الماضي ويشتاق إلى طفولته، وما أجمل الطفولة لأنها تجعلنا نقضي يومنا في اللهو واللعب والمرح والضحك دون مبالاة بهموم الدنيا وأكدارها، لننام وقد أنهكنا التعب من كثرة اللعب، قريري العين فرحين ومتشوقين لبداية يوم جديد، مؤمنين أنه سيكون أفضل من سابقه.

ليتنا نخصص يوماً نعيشه بقلب طفل، نلهو ونضحك ونمسح من ذاكرتنا في ذلك اليوم كل هم وتعب، لنملأ قلوبنا فرحاً وسعادة، ليكون ذلك فرصة لمن لم يعش لذة الطفولة أو من لم يكتفِ منها، لتعويض نفسه، أو لمن يريد استعادة اللحظات الجميلة التي افتقدها من كثرة انشغاله بالمسؤوليات؛ والأجمل أن تقضي يومك مع طفل وتلهو معه فتسعده ويسعدك؛ وفرصة أن تقضي يومك مع أبنائك لتعوضهم افتقادهم إياك لانشغالك عنهم، فتسعدهم بقربك منهم وبمشاركتك لهم في لهوهم.. وانظر إلى نفسك في اليوم التالي كيف تبدو هيئتك وصحتك ونشاطك وحماسك وذهنك الصافي لاستقبال يوم جديد.

إن يوم السعادة بمنزلة غسل لأدران الذات، يوم تبعد فيه عن كل الهموم وتتغاضى به عن كل الأحداث السلبية التي تعكر صفو مزاجك، يوم تشحن فيه همتك وتستعيد طاقتك التي افتقدتها في زحمة الحياة.

حين نخصص لأنفسنا وقتاً لإسعاد أنفسنا فإن ذلك يكون بمنزلة نوع من تركيز الاهتمام بالذات وتكريمها، وكأنك تقول لنفسك: "نعم تستحقين ذلك، أنت أعظم ما أملك، بك أستعيد همتي وطاقتي"... وكلما أعطيت نفسك أعطتك، وفاقد الشيء لا يعطيه، فكيف نستطيع منح السعادة لمن حولنا إذا كانت تنقصنا! ومثال على ذلك لبس قناع الأكسجين عند التعرض لخطر أثناء السفر بالطيران، فإنه يجب أن تبدأ أنت بلبسه أولاً ثم تُلبس صغارك، لأنك إن لم تنقذ نفسك فلن تستطيع إنقاذهم.

هذا الاتزان النفسي والروحي يتحقق حين نُعيد توازننا من جديد، كلما أفرغنا همومنا التي أصبحت ضغوطا يومية تعوق تفكيرنا ومسيرة حياتنا النفسية والاجتماعية والصحية، فالضغوط من مسببات الأمراض العضوية بالجسم، لذا يجب مقاومتها والتصدي لها بمحاولة تفريغ الذهن منها، وإن كان بأبسط محاولة، وهي يوم السعادة.

back to top