خاص

في استفتاء «الجريدة» حول الأفلام المصرية في المهرجانات الدولية

يوسف شاهين الأوفر حظاً و«أسماء» الأكثر حصداً للجوائز

نشر في 08-07-2016
آخر تحديث 08-07-2016 | 00:00
على مدار أكثر من 110 أعوام هي عمر السينما المصرية، شاهدنا آلاف الأفلام التي شارك مئات النجوم في صناعتها، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، جميعهم  اجتهدوا لتقديم أفضل ما لديهم من خلال تجارب فنية تعيش في ذاكرتنا ووجداننا.
«الجريدة» استطلعت آراء أبرز النقاد السينمائيين للوقوف على الأفضل في تاريخ السينما المصرية، وهل شهدت تغيراً في الخيارات عبر تخصصات عدة، في سلسلة حلقاتها التي تنشرها خلال شهر رمضان.
على مدى تاريخها قدمت السينما المصرية أكثر من 6 آلاف فيلم روائي طويل، إلا أن أقل من 100 فيلم شاركت في مهرجانات سينمائية دولية وعربية معترف بها وهو رقم ضئيل مقارنة بتاريخ السينما المصرية.

والمتأمل لهذا الكمّ ونوعية الأفلام سيتوقف أمام ظاهرة جديرة بالدراسة في ما يتعلق بالعلاقة العكسية بين الإنتاج السينمائي والتمثيل في مهرجانات سينمائية دولية، وهو ما ظهر لافتاً في الخمسينيات والستينيات التي شهدت بلوغ معدلات الإنتاج السينمائي إلى نحو 70 فيلماً سنوياً، بينما لم يشارك في تلك الفترة سوى 14 فيلما سينمائيا في مهرجانات دولية.

{كان} والعصور الذهبية

يعد {مهرجان كان السينمائي الدولي} من أكثر المهرجانات التي اهتم صناع السينما بالمشاركة فيها، فسجلت الأرقام 23 فيلماً سينمائياً منذ بداية المهرجان وحتى الدورة الأخيرة التي اختتمت بداية الصيف الجاري، من بينها 14 في المسابقة الرسمية، 4 في برنامج {نظرة خاصة}، بالإضافة إلى 5 أفلام شاركت في برنامج {نصف شهر المخرجين} اختارتها نقابة المخرجين الفرنسيين خلال الفترة من 1973 إلى1990.

بدأت المشاركات الرسمية المصرية في المهرجان منذ انطلاقته عام 1946، وكان {سيف الجلاد} أول فيلم مصري يشارك في الدورة الأولى، إخراج يوسف وهبي وبطولته، مع: عقيلة راتب، بشارة واكيم، محمود المليجي، ومحمد فوزي، بينما شارك {عنتر وعبلة} إخراج صلاح أبو سيف في دورة 1949، بطولة: فريد شوقي، كوكا، إستيفان روستي، ونجمة إبراهيم.

وفي عام 1952 شاركت مصر بفيلم {ابن النيل}، إخراج يوسف وهبي، بطولة فاتن حمامة ويحيى شاهين، وفي 1954 شاركت في فيلم {صراع في الوادي}، إخراج يوسف شاهين، وتقاسمت بطولته فاتن حمامة مع عمر الشريف، فنال شهادة تقدير من لجنة التحكيم، بينما نال {الوحش} الذي شارك في الدورة نفسها جائزة لجنة التحكيم، وهو من إخراج صلاح أبو سيف، بطولة: أنور وجدي، سامية جمال ومحمود المليجي، فيما خرج {حياة أو موت} لعماد حمدي ومديحة يسري من الدورة من دون أن ينال جوائز.

في دورة المهرجان عام 1956 نال فيلم {شباب امرأة}، إخراج صلاح أبو سيف وبطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان جائزة النقاد، وقد حضرت تحية العرض الخاص به وهي ترتدي الملاية اللف، لجذب الحضور إلى الفيلم المصري المشارك في المهرجان، بعد ذلك غابت المشاركات المصرية حتى عام 1964 عندما عاد كمال الشيخ للمنافسة بفيلمه {الليلة الأخيرة}، بطولة فاتن حمامة، وفي العام التالي شارك معها في فيلم {الحرام} الذي خرج من دون جوائز.

غابت السينما المصرية 9 سنوات عن المهرجان الفرنسي الأشهر والأعرق، إلى أن أعادها يوسف شاهين عام 1970 بمشاركته في المسابقة الرسمية من خلال فيلم {الأرض} مع محمود المليجي وعزت العلايلي وصلاح السعدني، ليعود الغياب مجدداً والمشاركة على يد شاهين في فيلم {وداعاً بونابرت}، بطولة محسن محيي الدين مع محسنة توفيق وهدى سلطان، وعرض في مسابقة المهرجان عام 1985.

ضمن نصف شهر المخرجين خلال دورات 1986، 1987 و1988، عرضت أفلام {الحب فوق هضبة الهرم} للمخرج عاطف الطيب، {اليوم السادس} للمخرج يوسف شاهين}، {دعوة مواطن} للمخرج محمد خان} و{إسكندرية كمان وكمان}، وكان هذا البرنامج بمثابة نافذة للمخرجين المصريين على العالم.

يعتبر يوسف شاهين صاحب الكمّ الأكبر من الأفلام التي عرضت في مهرجان كان، من بينها: {المصير} لنور الشريف الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 1997، {الآخر} لنبيلة عبيد وحنان ترك الذي شارك في المسابقة عام 1999، و{إسكندرية نيوريوك} في المسابقة الرسمية عام 2004.

وغابت السينما المصرية عن المهرجان لسنوات، مكتفية بالمشاركة في عروض على هامشه مثلما حدث في أفلام {عمارة يعقوبيان}، {إبراهيم الأبيض} وغيرها من التجارب السينمائية، إلى أن قبلت إدارة المهرجان مشاركة الفيلم المصري {بعد الموقعة} لمنة شلبي وباسم سمرة وإخراج يسري نصر الله في المسابقة الرسمية عام 2012، أما آخر المشاركات ففيلم {اشتباك} لنيللي كريم الذي عرض ضمن برنامج {نظرة} ونال ردة فعل من الجمهور والنقاد.

برلين وحضور على استحياء

لم تحظ المشاركات المصرية في {مهرجان برلين السينمائي الدولي} بتمثيل مناسب لتاريخ السينما المصرية، فالمهرجان الذي يعد أحد أهم المهرجانات السينمائية يشترط ألا يكون الفيلم قد شارك في أي مهرجان آخر، ما أعاق صناع السينما.

عرفت السينما المصرية طريقها إلى برلين منذ دورته الثانية وتحديداً عام 1952 بفيلم {زينب} إخراج محمد كريم وبطولة راقية إبراهيم ويحيى شاهين وفريد شوقي، بينما شارك المخرج صلاح أبو سيف في الدورة الثالثة بفيلمي {لك يوم يا ظالم}، بطولة فاتن حمامة مع محسن سرحان ومحمود المليجي و{ريا وسكينة}، مع أنور وجدي وفريد شوقي، وهي الدورة نفسها التي شارك فيها المخرج أحمد ضياء الدين بفيلمه {من غير وداع}، بطولة مديحة يسري وعماد حمدي.

ونال فيلم {أين عمري} الذي أخرجه أحمد ضياء الدين لماجدة الصباحي وأحمد رمزي شهادة تقدير لبطلته عن تميزها بدورها، بينما شاركت في الفترة من 1957 إلى 1967 أفلام: {الفتوة} لصلاح أبو سيف، {باب الحديد} ليوسف شاهين، {حسن ونعيمة} لبركات، {دعاء الكروان} لبركات، {المراهقات} لأحمد ضياء الدين، {اللص والكلاب} لكمال الشيخ، {الأيدي الناعمة} لمحمود ذو الفقار، {الليلة الأخيرة {لكمال الشيخ، {ليلة زفاف} لبركات، و{المخربون} لكمال الشيخ من دون الحصول على أي جوائز.

وغابت السينما المصرية عن مهرجان برلين لنحو 12 عاماً حتى مشاركة فيلم {إسكندرية ليه} ليوسف شاهين، بطولة نجلاء فتحي مع فريد شوقي ومحسن محيي الدين، الذي نال جائزة الدب الفضي ليكون آخر مشاركة رسمية لمصر في المهرجان، بينما عرض فيلما {الأفاكاتو} لرأفت الميهي و{الحريف} لمحمد خان ضمن قسم البحر المتوسط عام 1984.

البندقية ومشاركة محدودة

رغم أهمية مهرجان البندقية السينمائي باعتباره أحد أعرق المهرجانات السينمائية عالمياً إلا أن السينما المصرية شاركت فيه على استحياء 7 مرات على فترات متقطعة، فكانت البداية مع فيلم {ابن النيل} ليوسف شاهين عام 1951 والنهاية مع صلاح أبو سيف بفيلم {البداية} عام 1986 مروراً بأفلام {نساء في حياتي لفطين عبد الوهاب، {أنا حرة} لصلاح أبو سيف، {الزوجة 13} لفطين عبد الوهاب، و{حدوتة مصرية} ليوسف شاهين، بينما جاءت شهادة التقدير الوحيدة من نصيب الفنانة ماجدة الصباحي عن دورها في فيلم {الحقيقة العارية} مع المخرج عاطف سالم والذي عرض عام 1965.

حققت الأفلام المصرية حضوراً في مهرجانات سينمائية حول العالم، خصوصاً في بداية السينما، فشارك {وداد} (1936) بمهرجان مدينة البندقية، {الطريق (1965) بمهرجان لوكارنو الذي شارك فيه لاحقا فيلم {عفاريت الأسفلت} للمخرج أسامة فوزي، وهو أحد المهرجانات السينمائية المهمة.

كذلك شاركت السينما المصرية في مهرجان {نيودلهي} بالهند، وكانت البداية مع فيلم {ابن النيل} ليوسف شاهين، بينما شارك أكثر من 12 فيلما بمهرجان الموسم السينمائي الدولي، بداية مع فيلم {جميلة بوحريد} إخراج يوسف شاهين وفازت بطلته ماجدة بجائزة الاتحاد النسائي الروسي.

مهرجانات عربية
شاركت السينما المصرية بالمهرجانات السيينمائية العربية منذ انطلاقتها، فهي ضيف شبه دائم على المنافسة بجوائز مهرجانات وهران، دبي، بالإضافة إلى مهرجاني: أبو ظبي الذي ألغي أخيراً ودمشق المتوقف منذ سنوات بسبب الأزمة السورية، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعتبر أول مهرجان بإفريقيا والشرق الأوسط يحصل على اعتراف الاتحاد الدولي للمنتجين.

ويعتبر {أسماء} بطولة هند صبري وإخراج عمرو سلامة، أحد أكثر الأفلام المصرية التي حصدت جوائز خلال العقد الأخير، بعدما نال أكثر من 10 جوائز دولية من بينها جائزة الجمهور في {مهرجان فربيورغ} بسويسرا، وجائزة سينما المرأة في {مهرجان مونز لأفلام الحب} في بلجيكا، الجائزة الذهبية في {مهرجان جنيف لأفلام الشرق الأوسط} وأفضل ممثل في {مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي}.

وغابت السينما المصرية عن مهرجان برلين لنحو 12 عاماً حتى مشاركة فيلم {إسكندرية ليه} ليوسف شاهين
back to top