الإفتاء بغير علم حرام وكذب على الله ورسوله

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:00
No Image Caption
السؤال: ما حكم الإفتاء بغير علم؟

المفتي: مفتي مصر شوقي علام.

الفتوى: يشترط فيمن يتصدى للفتوى جملة من الشروط تجعله قادرا على التعامل مع الأدلة الشرعية فاهما للواقع ومدركا له، قادرا على تنزيل الحكم الشرعي من الدليل على الواقعة المعروضة عليه.

وأول الشروط التي يجب توافرها في المفتي الإسلام، فلا تصح فتيا غير المسلم للمسلمين، وثانيها العقل فلا تصح فتيا المجنون، وثالثها البلوغ وهو أن يبلغ من يفتي الحلم من الرجال، والمحيض من النساء، فلا تصح فتيا الصغير والصغيرة، والشرط الرابع هو العلم، فالإفتاء بغير علم حرام، لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى ورسوله، ويتضمن إضلال الناس، وهو من الكبائر.

والاجتهاد يعتبر شرطا مهما يجب توافره فيمن يتولى الإفتاء، وهو بذل الجهد في استنباط الحكم الشرعي من الأدلة المعتبرة، وليس المقصود هو أن يبذل العالم جهدا ملاحظا قبل كل فتوى، وإنما المقصود بلوغ مرتبة الاجتهاد، التي قال الشافعي عنها فيما رواه عنه الخطيب البغدادي: "لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجل عارف بكتاب الله، بناسخه ومنسوخه، وبمحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكيه ومدنيه، وما أريد به، وفيما أنزل، ثم يكون بعد ذلك بصيرا بحديث رسول الله (ص)، بالناسخ والمنسوخ، ويعرف من الحديث ما عرف من القرآن، ويكون بصيرا باللغة، بصيرا بالشعر، وبما يحتاج إليه للعلم والقرآن، ويستعمل هذا مع الإنصاف وقلة الكلام، ويكون بعد هذا مشرفا على اختلاف هذه الأمصار، وتكون له قريحة بعد هذا، فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام، وإذا لم يكن هكذا فليس له أن يتكلم في العلم ولا يفتي".

كما أنه يجب أن يضاف إلى ما سبق شرط التخصص، وهو شرط نضيفه في هذا العصر، نظرا لطبيعته، ونعني به أن يكون من يتعرض للإفتاء قد درس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسة مستفيضة، وله دراية في ممارسة المسائل وإلمام بالواقع المعيش، ويفضل أن يكون قد نال الدراسات العليا من جامعات معتمدة في ذلك التخصص على أيادي أكابر العلماء، وإن كان هذا الشرط هو مقتضى شرط العلم والاجتهاد، فإن العلم بالفقه والاجتهاد فيه يقتضي التخصص، لكن طريقة الوصول إلى هذه الدرجة تحتاج الى ما ذكر، ولقد اعتبرت التخصص شرطا منفصلا رغم اندراجه في شرط العلم والاجتهاد لحسم حالة الفوضى التي تثار هنا وهناك ممن لم يتخصص في علمي الفقه والأصول، ويعترض ويناظر على فتاوى لم يدرس مبادئها الفقهية، ولا أصولها، هذا بالإضافة إلى لزوم أن يكون المفتي جيد القريحة، ومعنى ذلك أن يكون صحيح الاستنباط، وهذا يحتاج إلى حسن التصور للمسائل، وبقدر ما يستطيع المجتهد أن يكيف المسائل تكييفا صحيحا بقدر ما يعلو اجتهاده، ويصيب فى فتواه.

back to top