أوراق وردة الغناء العربي (7 - 20)

الهروب لمقابلة بليغ حمدي

نشر في 12-06-2016
آخر تحديث 12-06-2016 | 00:04
في الحلقة السابقة تحدثنا عن الأغاني الوطنية التي كانت تلهب بها وردة الجزائرية المناضلين والمجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي وكيف أنها صنعت بحنجرتها ساحة قتال للدفاع عن كرامة وكبرياء وطنها والتعبير عن قضاياه في الحرية والعدالة.

وأوضحنا كيف أن هذه الأغنيات الوطنية كانت البداية الحقيقية لصوت وردة في ساحة الغناء مثل أغاني (جميلة) و(جاية الجزائر) و(رايتنا الحرة) التي غنتها في ديو مع عادل مأمون بفيلم ألمظ وعبده الحامولي.

وتحدثنا عن علاقة وردة بالملحن اللبناني عفيف رضوان الذي كان يعمل ضمن الكورس في الإذاعة ومن خلال عمله تعرف على مطربين ومطربات منحهم ألحانا كثيرة ناجحة.

وتكلمنا عن مشهد صعب عاشته وردة مع الفنان فريد الأطرش الذي استمع إليها في الملهى الليلي بلبنان وكانت تشدو بإحدى الأغنيات الوطنية فقال: “صوتها لسه ما استواش ومش قوي ومحتاج إحساس”، وهي الكلمات التي استقبلتها وردة بالدموع.

وحكينا عن بعض صفحات من حياة فريد الأطرش الذي ينتمي لإحدى العائلات العريقة في جبل العرب بجنوب سورية وهي منطقة الدروز، وكيف أنه يشترك مع وردة في النضال ضد الفرنسيين، لأن والده كان مطاردا من جنود الاحتلال، مما تسبب في سفر فريد للقاهرة هربا من الاغتيال ليبدأ مشواره مع النجومية ولتمر الأيام ويلحن لوردة التي هاجم صوتها في الماضي أغنية (روحي وروحك حبايب) للشاعر صالح جودت وأغنية (أحبابنا ياعين) للشاعر بيرم التونسي وأخيرا أغنية (كلمة عتاب)، التي لم يكمل لحنها واستكملها الموسيقار بليغ حمدي.

كما حكينا عن علاقة وردة بالمطرب الفرنسي شارل ازنافور الذي أعجب بصوتها جدا ونصحها أن تغني باللغة الفرنسية وبالفعل لحن لها أغنية غنتها في مسرح أوليمبيا ومسرح بالية دو ناسيون.

في أوائل الخمسينيات كان هناك اختراع جديد دخل العالم العربي اسمه (الجوك بوكس) وهو عبارة عن علبة أسطوانات أتوماتيكية ويكفي أن تضع في ثقب منها قطعة نقود لتستمع على الفور للاسطوانة التي تريدها من بين الأسطوانات الموجودة في العلبة.

انتشر هذا الجهاز بصورة كبيرة وأصبح حديث الناس الذين انبهروا به وبقدرته على تلبية طلب المستمع بالاستماع للأغاني التي يحبها.

وكان هذا الجهاز موجودا في جميع مطاعم بيروت ونواديها الليلية. أما أكثر الأسطوانات التي كان يتم طلبها فهي أسطوانات كوكب الشرق أم كلثوم.

وفي أحد الأيام كان الموسيقار بليغ حمدي يقضي السهرة مع بعض الأصدقاء في أحد المطاعم اللبنانية وطلب من المسوؤل عن المطعم أن يعيره هذا الجهاز العجيب وبدأ يستمع لرائعة أم كلثوم التي تشدو فيها وتقول:

يا ظالمني

يا هاجرني وقلبي من رضاك

محروم .. يا ظالمني

تلاوعني وتكويني

تحيرني وتضنيني

ولما أشكي تخاصمني

حرام تهجر وتتجنى

وتنسى كل ماجرالي

وأقضي العمر أتمنى

يصادف يوم وتصفالي

صبرت سنين على صدك

وأقاسي الضنا في بعدك

عشان تعطف عليا يوم

وتهجرني وتنساني وتتركني لأشجاني

ويوم ماشكيك تخاصمني

وتغضب لما أقولك

يا ظالمي

إنها الكلمات التي صاغها الشاعر الكبير أحمد رامي ووضع نغماتها الموسيقار رياض السنباطي.

كان بليغ يستمع للأغنية ويسرح مع الصوت الذي يأخذه إلى عالم بعيد من السحر والشجن والبهجة.

لكنه اندمج تماما مع كلمات الأغنية وذابت مشاعره مع ألحانها. دقق في الصوت بأذنيه. وفجأة قفزت ملامح الحيرة على وجهه. في الواقع إنها حيرة ممزوجة بالدهشة وعلامات الاستفهام.

معقووول؟ إن الصوت الذي سمعه ليس لأم كلثوم.. إن هذا الصوت ربما يحمل نفس حلاوة صوت أم كلثوم..ربما نفس القوة.. نفس الإحساس ونفس الشجن، لكنه ليس صوتها.

وعلى الفور نادى المشرف على إدارة الجهاز وقال له: الجوك بوكس ده بيغير الأصوات؟

ضحك المشرف ورد: وهي الأصوات ممكن تتغير يا أستاذ بليغ؟

فقال له بليغ: آه ممكن قوي.. صوت أم كلثوم وهي بتغني يا ظالمني متغير جدا.. تحس إنه مش صوتها.. فيه حاجة كده مش قادر أفهمها.

استمر المشرف في ضحكاته بينما بدا الغضب يقفز فوق ملامح بليغ وهو يقول له بحدة: أنت بتضحك على إيه؟

رد: أصل اللي بتغني يا ظالمني دي مش الست أم كلثوم.

فسأله بليغ وقد زادت حجم الدهشة بداخله: آمال صوت مين؟

فقال له: دي مطربة جزائرية سنها صغير اسمها وردة.

فقال بليغ: سنها صغير وصوتها متميز بالحلاوة والإحساس والجمال ده.. دي مشاعرها وكأنها ست في الثلاثين من عمرها.

رد المشرف: وردة بتغني لكل النجوم زي أسمهان وفريد الأطرش وعبدالوهاب وهي حافظة تقريبا كل أغانيهم وقدرت في فترة بسيطة تعمل لها اسم وتحقق النجاح والناس ابتدت تحفظ اسمها.

كانت هذه هي المرة الأولى التي سمع فيها بليغ صوت وردة، والذي وقع في غرامه من أول كلمة مثلما وقعت وردة في غرام بليغ من أول نغمة عندما استمعت للحن أغنية “تخونوه”.

كلاهما عشق الآخر بصدفة غريبة رتبها القدر. صدفة كان البطل فيها: أغنية

وكان سفير الصدفة لوردة هو صوت عبدالحليم حافظ، بينما كان سفير الصدفة لبليغ هو صوت أم كلثوم الذي اكتشف فيما بعد أنه ليس صوتها.

والاثنان لا يعلم أي منهما شيئا عن الآخر ولكن الغناء والموسيقى جمع بين قلبين من بعيد لعل الزمن يقدر على أن يجمعهما عن قريب.

وهكذا أحب بليغ صوت وردة قبل أن يراها وجها لوجه، وفي يوم فؤجي بعازف الكمان أنور منسي يحضر له شريطا من لبنان به أغان منوعة لوردة وكان من ضمن هذه الأغاني أغنية (جميلة) عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وازداد إعجابه بصوتها القادر على أن يتلون بسهولة وببساطة فهي في الغناء الوطني تملك حنجرة شديدة القوة والحماس وفي الغناء الرومانسي تذوب حنجرتها رقة وعذوبة وفي الغناء الاجتماعى يبدو صوتها حميميا على الأذن. إنها لا تستفز المستمع بقدر ما تحتضن مشاعره.

منذ تلك الأيام وتلك اللحظة كان هناك هاجس واحد يتكرر ولا يتغير داخل مشاعر بليغ حمدي.. هاجس يطارده ليلا ونهارا ويحول كل أفكاره إلى فكرة واحدة ويبدل كل أهدافه إلى هدف واحد. إنه هاجس رؤية وردة.

كان بليغ يريد أن يشاهد صاحبة هذا الإحساس الذي جعله يؤمن بصوتها ويحبه ويتمنى أن يصنع علاقة عاطفية بين موسيقاه وحنجرته.. كان يريد أن تأتي الصدفة الجميلة بوردة أمامه، وكان أكثر ما يحيره هو: ماذا سيقول لها؟ هل يبدي إعجابه بصوتها أم بها كلها؟ هل يعترف لها بحبه أم ينتظر ليختبر مشاعرها نحوه أولا؟ هل يكتفي بأن يكون صديقا لها أم لن يرضى بأقل من حبيب في حياتها؟

عشرات التساؤلات الحائرة التي ملأت حياة بليغ بالقلق والتوتر قبل أن يرى وردة، وعندما رآها اكتمل الحلم بداخله، وأصدر قلبه فرمانا عاطفيا يقول: وردة سوف تزين حديقة عمري.

اشتعلت نيران الحب في قلب بليغ حمدي حتى لم يعد يحلم إلا بوردة ولا يفكر إلا فيها ولا يستطيع أن يؤلف لحنا ألا وصورتها أمام عينيه.

في إحدى أمسيات عام 1964 كان يجلس الشاعر الغنائي محمد حمزة مع الشاعر كامل الشناوي وبليغ حمدي والكاتب الصحافي عدلي فهيم الذي يعمل بمجلة “صباح الخير” وعازف الكمان أحمد الحفناوي في كافيتريا “نايت آند داي” بفندق سميراميس.

كان بليغ في حالة من القلق مما جعل كامل الشناوي يقترح ذهاب محمد حمزة وأحمد الحفناوي إلى منزل وردة في جاردن سيتي للاستفسار عن سبب عدم حضورها هي وشقيقها مسعود للدعوة على العشاء من بليغ وتم اختيار حمزة والحفناوي لهذه المهمة الصعبة لأن هناك علاقة صداقة عميقة تربطهما بمسعود شقيق وردة، بالإضافة إلى الصداقة التي تربط أحمد الحفناوي بوردة وأسرتها.

وبالفعل أخذ الحفناوي سيارة بليغ وذهب مع حمزة إلى منزل وردة وبمجرد أن ترك الاثنان المكان ظهر القلق والارتباك على وجه بليغ، حيث كانت عيونه زائغة وتكاد تسقط منها الدموع.

لهذه الدرجة كان حريصا على رؤية وردة ولهذه الدرجة بداخله هذا الكم الهائل من المشاعر والأحاسيس.

كان بليغ في الواقع طوال اللحظات التي تلت خروج حمزة والحفناوي يعقد رهانا مع نفسه.

هل ستأتي وردة أم لا؟

هل ستنجح الخطة أم تفشل؟

هل سيفوز بالعشاء معها على طاولة واحدة في مكان عام أم سيكون نصيبه هو خيبة الأمل!

كانت كل دقيقة تمر على بليغ وكأنها ساعة

كان كامل الشناوي يحاول تهدئته قائلا: اهدى شويه يا بليغ.. مش لازم كل حاجة تأخدها على أعصابك.

رد بليغ بصوت مخنوق: عارف يا كامل أنا جوايا أيه دلوقت؟

رد عليه: عارف الأشواق والحيرة يا عم بليغ.. هو أنت حتكلمني عن الحب وبلاويه.. أنا كمان دقته وانكويت به.

قال بليغ: يا كامل أنا جوايا إحساس حب يكفي الدنيا كلها وفي نفس الوقت إحساس خوف برضه يكفي الدنيا كلها.

قال له كامل: شوف لو لك نصيب تشوفها حتشوفها.. لو لك نصيب تتجوزها حيحصل مهما حصل.

ابتسم أخيرا بليغ وقال: أتجوزها.. معقول؟

قال له كامل: مش بتحبها؟

رد: بأعشقها.

فقال له: خلاص يبقى تكمل حياتك معاها.

فرد بليغ: ما أنت عارف موقف أهلها.. رافضين الارتباط بمصري وعاوزين يجوزوها واحد جزائري.

ضحك كامل: ده مش بس مصري.. ده مصري وفنان ومتمرد وحياته كلها فوضى وبوهيمية.

بغضب قال له بليغ: أنت حتتكلم زي أهل وردة؟

رد كامل: مش دي الحقيقة يا بليغ.. أنت حتضحك عليّ وألا أيه؟

قال بليغ : أنا مستعد أتغير تماما لما أتجوز وردة.

قال له كامل: ده طبع وصعب يتغير.. لكن عموما أي فنان بتكون عنده حتة (لاسعة) وشوية جنون.. اطمن.

وظل التوتر مقيما داخل بليغ طوال الوقت في انتظار ما سيحدث هذه الليلة.

أما المفاجأة التي كانت في انتظار محمد حمزة وأحمد الحفناوي عندما وصلا لبيت وردة فقد كانت مشهدا لا يصدقه عقل.

المشهد كان البطل فيه شقيقها مسعود والذي كان يحاول مساعدتها على النزول من البلكونة إلى الأرض بعد أن ربطها بملاية السرير وألحق الملاية بحبل سميك.

كانت وردة تسكن في الدور فوق الأرضي ورغم ذلك لم تتمكن من إتمام مهمة الهروب من الحصار المفروض عليها .

كانت عائلة وردة منقسمة لفريقين وكل فريق متمسك بوجهة نظره. الفريق الأول يؤيد زواج وردة من بليغ والفريق الثاني يعارض فكرة زواجهما وهذا الفريق مكون من الأخت الكبيرة نظيرة والأخ الكبير حميدو. أما مسعود فكان أكثر الأشخاص الذين يباركون زواج وردة من بليغ، وكان السؤال الذي يفرض نفسه دائما: أي من الفريقين سوف يفرض رأيه ووجهة نظره؟

الوقت يمر ببطء ومرارة وخوف. بليغ يقف ويجلس اكثر من مرة.. ينظر في ساعته.. يتلفت يمينا ويسارا بدون تركيز.. يدندن بأغنية.. يأخذ نفسا عميقا من سيجارة لا تغادر أصابعه.. وبمجرد أن ينتهي من واحدة يشعل أخرى.

كل ذلك وكامل الشناوي يراقبه وهو يبتسم فهو أكثر الشعراء إحساسا بالحب ودائما يخلق لنفسه عالما من الوهم والخيال وكان يحب الكثيرات مثل نادية لطفي وسعاد حسني ولكن حبه الكبير الذي استغرق منه ديوانا من الشعر وصوره في قصيدة (لا تكذبي) هو حبه للفنانة نجاة الصغيرة.

الوقت يمر ببطء.. وبليغ لا يتوقف عن النظر في ساعته.. يريد أن يلمح وردة.. ان يطمئن قلبه.. أن تهدأ مشاعره وتستقر عواطفه.

وفجأة دخل المكان الحفناوي وحمزة وحدهما بدون وردة، فشعر بليغ بالصدمة وأدرك أن قصته مع وردة لن تكتمل خصوصا مع كلمات حمزة له: معرفناش نهرب وردة عشان تيجي معانا... ما تزعلش يا بليغ.

في الواقع أن بليغ لم يكن زعلان أو حزينا أو مكتئبا، لكنه كان يموت من داخله وهو يرى قصة حبه تؤكد له أنها قصة مستحيلة وصعبة ولن تتحقق.

أغنية: ولو إنك يا حبيبي بعيد

كلمات: عصمت الحبروك

ألحان: سيد مكاوي

غناء: وردة الجزائرية

ولو انك يا حبيبى بعيد .. بعيد

انا لى مع الشوق مواعيد

لو قال لى عن البعد ونارة

وانا اقول لة عن ليلة العيد

عن طعم الايام الحلوة

وحنينى .. الموال والغنوة

والقلب يلى فى حبة سعيد ..

ولو انك يا حبيبى يا حبيبى بعيد بعيد

انا وانت الروح بالروح

يا حبيبى طب فين ح نروح

انا وانت الدنيا يلى بتضحك

وانا وانت القلب المجروح

انا وانت الحب واحبابة

وحكاية كل العاشقين

مين فينا ح يحن لمين

يا حبيبى هو احنا اتنين؟

بحبك حب مخلينى

مش لاقية نفسي فى حنينى

وياعينى على ياعينى

تبعد وتغيب عن عينى

وخيالى يروح ويجينى

لا يجيبنى ولا يودينى

فين طعم الايام الحلوة

وحنين الموال والغنوة

والقلب يلى فى حبة سعيد

ولو انك ياحبيبى يا حبيبى بعيد بعيد

احلفلك والحب يمين

وشهودى عينيك الحلوين

والكلمة من قبل ما اقولها بنفهمها

شوف شوق العاشقين

واحكيلك .. طب ما انت حكايتى

اوصفلك .. طب ما انت مرايتى

واتكلم عن حبى لمين

طب ما انت سيد العارفين

سيدى سيدى يا سيدى

اة منك ياحبيبى واة

م الشوق يلى احترت معاة

توعدنى بالقرب .. اتمنى

واستنى وعدك .. ماالقاة

مين غيرك مش حاسة الناس

ايام بتعدى وخلاص

كان قربك هو الحنية

ووجودك هو الاحساس

ولو انك ياحبيبى بعيد بعيد

اه يا حبيبى

كامل الشناوي.. شاعر اكتوى بالحب

في مرحلة الكهولة لم تتوقف نيران حب كامل الشناوي، للدرجة التي خجل فيها من قلبه وخاطبه قائلا: احتشم يا قلبي .. فالحب طيش وشباب وأنت طيش فقط.

وكانت قصته مع نجاة هي الأكثر خلودا فلقد أحبها بجنون ولم تبادله نفس المشاعر وكان يعلم ذلك لكنه لا يستطيع أن يتوقف عن حبها بل كان عذابه يستوحش أثناء الخصام فلا يتحمل بعدها وكان يقول لها (افهميني على حقيقتي .. أنا لا أجري وراءك بل أجري وراء دموعي).

وتعرض الشناوي لكثير من الصدمات أثناء حبه لنجاة الصغيرة وكانت أبرز صدمة في عام 1962 وبالتحديد في عيد ميلاد نجاة عندما اشترى هدايا ووروداً وحضر برفقة أصدقائه في شقتها بالزمالك وعند إطفاء الشموع اختارت الأديب الدكتور يوسف إدريس ليقطع التورتة معها ممسكا بيدها فانسحب كامل الشناوي حزينا باكيا وتضاعفت أحزانه لمشهد رآه بعد ذلك فكتب كلمات تقطر أسى ولوعة قال فيها :

لا تكذبي إني رايتكما معا

ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا

ما أهون الدمع الجسور إذا جرى

من عين كاذبة

فأنكر وادعى

وفي أحد الأيام ذهب للكاتب مصطفى أمين ومعه قصيدته فاتصل بنجاة على أمل أن تغنيها وألقاها عليها في التليفون كامل الشناوي بصوت مخنوق بالدموع وبعد الانتهاء من قراءتها فؤجى بها تقول بهدوء شعر أنه أقسى أنواع البرود (الله.. حلوة قوي الأغنية دي) وكأنها لا تدري أنها كتبت فيها.

وعبر الشناوي عن إحساسها به فكتب (إنها تحتل قلبي وتتصرف فيه كما لو كان بيتها.. تكنس وتمسح وتعيد ترتيب الأثاث.. وتقابل فيه كل الناس.. شخص واحد تهرب منه.. صاحب البيت)

ثم عبر عن خيانتها له بقوله (هل ألعنها أم ألعن الزمن.. كانت تتخاطفها الأعين فصارت تتخاطفها الأيدي)

بليغ استمع إلى صوت وردة لأول مرة عبر جهاز «جوك بوكس» في مطعم لبناني

عائلة وردة انقسمت إلى فريق يؤيد زواجها من بليغ وآخر يعارض بشدة
back to top