أوراق وردة الغناء العربي (3)

اللقاء الأول مع عبدالوهاب في لبنان

نشر في 08-06-2016
آخر تحديث 08-06-2016 | 00:03
في الحلقة السابقة تحدثنا عن احتلال فرنسا للجزائر والأحكام الجائرة التي أصدرها الحاكم الفرنسي، ومنها حظر استخدام اللغة العربية واعتبارها لغة أجنبية، كما تم إصدار الأوامر بالولاء للإدارة الفرنسية، وعدم تدريس تاريخ الجزائر في المدارس.
وحكينا عن مشهد الموت الذي عاشته الصغيرة وردة هي وشقيقها مسعود بعد أن دخل الاثنان ثلاجة المطعم المملوك لوالدهما محمد فتوحي، هربا من الذهاب للمدرسة وبصعوبة شديدة تم اكتشافهما وإخراجهما، إلا أن وردة ظلت تعاني بعد هذا الحادث متاعب شديدة في الرئة.
بدأت حركات التمرد والثورة تشتعل ضد الاحتلال، وكان من بين المناضلين محمد فتوحي والد وردة الذي كان يستخدمها في توصيل المنشورات الثورية، ويضعها في حقيبة مدرستها، كما خصص جزءا من دخل المطعم لشراء السلاح، وإرساله للثوار والفدائيين، وكان يخفي الأسلحة في مكان سري بالمطعم لا يعلمه أحد، إلا أن أمره انكشف، واقتحم البوليس الفرنسي المطعم، وتم اعتقاله، وتعرض لشتى أنواع الضرب والتعذيب، ليعترف بأسماء الفدائيين الذين يتعامل معهم، وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، وبعد خروجه من السجن كان عليه أن يغادر فورا الأراضي الفرنسية، وسافر مع أسرته إلى عائلة زوجته في لبنان، وهناك تعرفت وردة لأول مرة في حياتها على عائلة والدتها، وأحست بجذورها العربية الأصيلة بعد أن عاشت سنوات الغربة في فرنسا.

في حياة الطفلة الصغيرة وردة شخص لعب أهم دور في اكتشاف موهبتها، وكان أول من اكتشف حلاوة صوتها، ورقة إحساسها، وقدرتها على الغناء لكبار نجوم الغناء في ذاك العصر باحترافية عالية لا يصدق أحد أنها تصدر من حنجرة هذه الطفلة التي لم يتعد سنها الحادية عشرة.

إنه الفنان العربي أحمد التيجاني الذي قادته الصدفة في أحد الأيام لتناول طعام الغداء في مطعم “طم طم”، وعندما سمع من محمد فتوحي أن ابنته تغني طلب منها أن تُسمعه صوتها، فرحت وردة، وقررت أن تبهره، فغنت إحدى أغنيات المطربة ليلى مراد بعد أن حفظتها من أحد أفلامها، وبالتحديد من فيلم “شاطئ الغرام” الذي كانت تشاهده بحب واندماج شديد، وتسرح مع كل أغنياته.

لم تكن تعلم ما الذي يشدها لهذا الفيلم الذي أخرجه هنري بركات، وشارك في بطولته مع ليلى مراد مجموعة كبيرة من الفنانين مثل حسين صدقي، وسميحة أيوب، وصلاح منصور وستيفان روستي، وشفيق نور الدين ومحسن سرحان،

وميمي شكيب، الفيلم كان يضم 6 أغان هي “يختي عليه”، و”الميه والهوا”، و”نعيما يا حبيبي”، و”يا أعز من عيني”، و”يا ربي”، وأخيرا أغنية “يا مسافر وناسي هواك”، وهي الأغنية التي كتبها صالح جودت، ولحنها أحمد صدقي، وغنتها وردة أمام أحمد التيجاني الذي كان في دهشة وحيرة من هذه الطفلة، التي تعبر بكل هذا الإحساس عن الحب واللوعة والشوق رغم صغر سنها.

وانطلقت وردة في الغناء:

يا مسافر وناسي هواك .... رايداك والنبي رايداك

أحلفلك بدمع العين ....... ولا لكشي عليّ يمين

إن فاتت عليّ سنين ......... حأفتكرك ولا أنساك

رايداك والنبي رايداك

تسألني صحيح حبيت .... لاجاوبتك ولا خبيت

ياريت الكلام ياريت ...... وفاني وباح بهواك

رايداك والنبي رايداك

احكيلو يا موج مطروح ...... ع القلب اللي بات مجروح

من فرقة حبيب الروح ... روح قولوا ده قلبي معاك

رايداك والنبي رايداك

وطلب منها التيجاني بعد أن انتهت من الغناء أن تغنيها بطبقة صوت أعلى ليختبر قدرتها وقوتها، فرفعت صوتها، وغنت بجرأة وقوة وحماس وانفعال لم يصدقه التيجاني الذي التفت إلى والدها وقال له:

- أنت عندك كنز يا محمد لازم تراعيه وتأخد بالك منه.

فرد والدها: وردة موهوبة وصوتها حلو زي والدتها، ويظهر أنها ورثت منها حلاوة الصوت.

فقال التيجاني: أنا متوقع لها مستقبل في عالم الغناء، وبكرة أفكرك.

ضحك والدها وقال: إحنا عايشين في ظروف صعبة، لكن مين عارف القدر مخبي إيه لوردة.

قال له التيجاني: أنا حأسجل صوتها على اسطوانة.

فقد كان يعمل في شركة التيجاني فرنسية شهيرة اسمها “باتيه”، وكان يقدم أيضا برنامجا للأطفال في الإذاعة الفرنسية الموجهة إلى عرب شمال أفريقيا.

وبالفعل طبع التيجاني صوت وردة على اسطوانة، ونجحت التجربة الصوتية، لتجد وردة نفسها وهي تغني في الإذاعة بركن الأطفال باللهجة الجزائرية، وكانت أول أغنية لها موجهة للأم في القسم العربي بإذاعة باريس ويقول مطلعها:

يا أمي يا أمي

اسمك دائر في فمي

وحققت الأغنية صدى واسعا وكبيرا في بلاد أفريقيا الشمالية وفي العراق أيضاً، واستمرت وردة تغني لمدة عامين إلى أن غنت أول أغنية لها كمحترفة يقول مطلعها:

ظلموني حبايبي ظلموني

وخانوا قلبي وهجروني

يا ريتني ماكنت أنا عارفاهم

ولاهما كانوا عرفوني

وأيضاً استطاعت هذه الأغنية أن تحقق الجماهيرية والشهرة، وبدأ الناس يدندنون بها، ويرددونها ويحفظون اسم المطربة التي تؤديها، ومنذ تلك اللحظة شعرت وردة أن حلمها في الطريق ليصبح حقيقة وواقعا وليس أوهاماً وخيالاً. إن وردة الآن وهي في بيروت تتذكر جيدا تلك اللحظة، وتتذكر مساحة الإعجاب الذي أبداه الفنان أحمد التيجاني، وتتذكر ردود فعل والدها، إن كل هذه الذكريات الآن تجتمع بداخلها وهي في لبنان عند عائلة والدتها وعمرها الآن 17 عاما.

وتدرك جيداً أنها باتت أكثر قدرة على التعبير بصورة أكثر دقة وأكبر عمقا وأروع إحساسا عن أغاني الحب والغرام بعد أن نضجت قليلا.

وكان ملهى “طانيوس” في منطقة “عالية” في لبنان هو القاعدة التي ستشهد تفاصيل عديدة في مشوار وردة، فمنه بدأت رحلتها مع الغناء، أما صاحب الملهى الذي كانت تغني فيه فقد كان رجلا طيبا ووافق والدها بسهولة على أن تغني في ملهاه بعد أن أدرك صاحب الملهى أن وردة ابنة عائلة محترمة وعريقة وأن بعض أفراد عائلتها يبقون معها أثناء ساعات عملها، أدرك أن وردة من الممكن أن تكون سببا في زيادة عدد الزبائن للاستماع إلى صوتها.

كانت كل ليلة تغني للنجوم الذين تربت على إبداعاتهم وألحانهم وفنهم الجميل بعد أن تعاقد معها الملهى مقابل 100 ليرة لبنانية يوميا وأبدى صاحب الملهى استعداده لمضاعفة المبلغ في حالة نجاحها واستطاع أن يحشد لها حملة دعاية لا مثيل لها لدرجة أن الحملة أقنعت الموسيقار محمد عبدالوهاب بالحضور لسماع تلك الموهبة الجديدة، وكان وقتها موجوداً في لبنان مع زوجته نهلة القدسي، حيث يقضيان شهر العسل في أحد فنادق بحمدون.

دخل عبدالوهاب الملهى، بينما كانت وردة تغني إحدى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم من ألحان الموسيقار رياض السنباطي، الذي كانت تعشق موسيقاه، وتشعر معها أنها في حالة من النشوة والطيران لعالم من الخيال، ثم شدت بصوتها أغنية “خي خي” لعبدالوهاب.

انتهت الأغنية، وبدأ التصفيق، بشكل متواصل ومليء بالإعجاب، تصفيق جعل الدموع تزور عيون وردة، دموع فرح وإحساس بالنشوة، إنها لا تصدق هذا الشعور، في الحقيقة إنها كانت تتوقعه بداخلها، لكن ليس بهذه الصورة المبهرة، أما المفاجأة التي لم تكن تتوقعها فهو أن أجرها تضاعف ليصبح 200 ليرة لبنانية في الليلة.

وبعد انتهائها من الغناء، دعاها صاحب الملهى للجلوس في مكتبه مع عبدالوهاب وزوجته للاحتفال بهما، وفي المكتب غنت كل الأغاني التي طلبها منها عبدالوهاب، وكان يجلس معهم الملحن اللبناني فيلمون وهبي الذي اختارت واحدة من الأغنيات التي لحنها وغنتها، وهنا ثار عبدالوهاب، ونهر فيلمون وهبي وقال له: حرام عليك.. ليه تختار طبقة عالية أوي على صوتها.. دي لسه بنت صغيرة.. أنت كده ناوي تبوظ أحبالها الصوتية وتقضي عليها، رد فيلمون: يا أستاذ عبدالوهاب أصل البنت دي صوتها عبقري، وتغري أي فنان بأنها تغني من أي طبقة.

قال له عبدالوهاب: لا مش صح لازم نعرف أيه الطبقة اللي بتليق على صوتها الأول علشان نقدر نأخد منها أداء سليماً.

- معاك حق.

- شوف مثلا لما غنت لي أغنية “خي خي” كانت مدهشة، لأن الأغنية بتناسب الطبقة اللي عندها.

كانت وردة تسمع هذا الحوار وهي لا تفهم نصفه ومعجبة بنصفه الآخر، إنها لا تفهم ما معنى طبقات الصوت وطريقة الأداء وأسلوب التعبير، إنها في الغناء تعيش الكلمات، وتحسها، وتحولها مع النغمات إلى أغنية، هذا كل ما في الأمر، لكن أدركت من هذا الحوار أنها موهوبة، وأن صوتها أعجب عبدالوهاب، وأنها ربما يأتي يوم وتغني واحدة من ألحانه الرائعة، وأيضا من ألحان فيلمون وهبى الذي تحمس لصوتها.

وفيلمون يعتبر الأب الشرعي للأغنية اللبنانية، وهو من مواليد “كفر شيما”، وبدأ مشواره بالعمل في إذاعة القدس كملحن ومغن، لكنه وجد نفسه أكثر في التلحين والموسيقى، فالتحق مع عدد كبير من زملائه مثل حليم الرومي، وسامي الصيداوي، وزكي ناصيف، والأخوين رحباني، والمخرج صبري شريف بإذاعة الشرق الأدنى ثم إذاعة لبنان الرسمية.

والغريب أن فيلمون لم يدرس النوتة الموسيقية وكان دائما يقول:

“عمو.. أنا هيك.. جاهز دايما.. ما بعرف دو ري مي وغيرها، ولا أتعامل معها، لكن هات لي فاتورة السمان، وشوف كيف بلحنها”.

ولحن فيلمون للعديد من كبار نجوم الأغنية اللبنانية مثل صباح، ووديع الصافي، ونصري شمس الدين، ونجاح سلام، وسميرة توفيق، وعصام رجي، وملحم بركات، كما لحن لوردة أكثر من أغنية أشهرها أغنية بعنوان “نور عيني”، ولحن أيضا لشريفة فاضل وفايزة أحمد.

ومثلما برع في التلحين، برع أيضا في التمثيل على مسرح الأخوين رحباني، وأطلق عليه وصف “العمود الفقري للمسرح”، وكان يسميه الرحبانية “فاكهة المسرحية اللذيذة”، وكان يظهر في معظم مسرحيات الأخوين رحباني في دور السبع، ولحن لفيروز عددا كبيرا من الأغاني منها “يامرسال المراسيل، طيري يا طيارة، جايب لي سلام، فايق يا هوى، يادارة دوري، عالعالي الدار، من عز النوم، أسامينا، ياريت، على جسر اللوزية، أنا خوفي من عتم الليل”.

وفيلمون أول من نشر الأغنية اللبنانية في العالم العربي خاصة في مصر من خلال أغاني مثل “عالعصفورية” لصباح، و”برهوم حاكيني” لنجاح سلام، و”حلوى وكدابى” لوديع الصافي، كما انتشرت أعماله في الكويت والخليج من خلال أغاني غريد الشاطئ، ومحمد الباقر، وغيرهما.

وكانت أبرز الأغاني التي تغنيها وردة في ملهى “طانيوس” الأغاني الوطنية، التي تحيي ثورة الجزائر، وتشد من أزر المجاهدين والفدائيين، ورغم أن هذه النوعية من الأغاني لا تستهوي الجمهور، إلا أنها فرضت بقوة صوتها، وصدق مشاعرها هذا الذوق على رواد الملهى، الذين أصبحوا يذهبون خصيصا لسماعها، وهي تشدو بأغنياتها الحماسية لمؤازرة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي.

وكانت وردة من حين لآخر تذهب إلى سورية، وفي أول مرة وصلت لدمشق كان ذلك عام 1959 وأخذت معها أغنية “جميلة بوحريد”، التي كتبها ميشيل طعمة، ولحنها عفيف رضوان، وغنتها في مهرجان أضواء المدينة، الذي أقيم على مسرح دمشق، وكان يوما لا ينسى بالنسبة لها، ففي هذا اليوم وقفت إلى جوار عبد الحليم حافظ، وشادية، وصباح، وعدد كبير من النجوم الكبار في سورية، واستمع لها الجمهور السوري بحماس غير مسبوق، وصفق لها بحرارة وهي تردد قائلة:

كلنا جميلة.. البطلة النبيلة، وهي الأغنية التي بثتها الإذاعة على الهواء مباشرة، وكان يستمع لها أيضا الجمهور المصري الذي منحها حبه وثقته، منحها جواز مرور لقلبه، لتستقر بداخله بعد أن فرضت نفوذها كمطربة من طراز خاص بأسلوب مختلف، وأداء مختلف، وفكر مختلف، وروح مختلفة.

في هذه الليلة أدركت وردة أن سلاحها الذي تحارب به هو صوتها، وأدركت أنها لا تقل عن أي فدائي في المعركة، فهذه الأغاني الحماسية تصنع المعجزات في نفوس الثوار والمناضلين.

إنها حين تغني أغانيها الوطنية تنسى كل ما حولها من بشر ومعان وأفكار وكلمات، ولا تتذكر سوى الجزائر الوطن، الذي ابتعدت عنه، لكنه ظل يسبح في خلايا دمها.

هاهي تغني في إذاعة صوت العرب، غنت قصيدة وطنية كلمات الشاعر الجزائري سامح الخرفي، ولحن محمد الموجي يقول مطلعها:

أدعوك يا أملي.. وأهتف من بعيد

أنا لم أزل للحب.. للحب الوليد

للذكريات الخالدة

للزفرات الصاعدة

يوم المسير للفدا

وغدا تلبية الندا

صوت أعز من الحبيب

صوت الجزائر يا حبيبي

وغنت بعدها قصيدة أخرى للجزائر من ألحان الموسيقار رياض السنباطي، يقول مطلعها:

يامن تنادون الجزائر

ها أنا عانقت حريتي

وهكذا تحولت وردة من مجرد مطربة إلى محاربة تقاتل الاستعمار بصوتها، وتشعل حماس الثوار في الجزائر، وتزيد إصرارهم على الكفاح، أصبحت حنجرتها رمزاً للحرية والنضال حتى تسترد الجزائر استقلالها وكرامتها وشرفها.

أغنية: لعبة الأيام

كلمات: علي مهدي

لحن: رياض السنباطي

غناء: وردة الجزائرية

تضحك لك الأيام.. تهجر وتنساني

تغدر بك الأيام ترجع لي.. من تاني

بتغيرك أيام.. وتبدلك أيام

وبتجيني تلاقيني مع الماضي

مع الذكرى.. مع الأحلام

عشان قلبي أنا أوفى من الأيام

يالعبة الأيام.. يا لعبة الأيام

يا لعبة الأيام ارتاح وريحني

ياما غلبت كلام ولامرة تسمعني

بتخدك الأيام.. أعيش بجرحك

وتجيبك الأيام.. أعيش لجرحك

بتغيرك أيام.. وتبدلك أيام

وبتجيني تلاقيني مع الماضي

مع الذكرى.. مع الأحلام

عشان قلبي أنا.. أوفى من الأيام

يا لعبة الأيام.. يا لعبة الأيام

في يوم ما الدنيا تغدر بك

وأيام الهنا تخونك

وأيام الضنا تذلك

تجيني وتفتكر حبك

وأشوف الذل في عيونك

أقول نفسي فدى ذلك

يا أغلى عندي من نفسي

ما بين أملي وبين يأسي

ضناني الصبر وجروحي

ولولا بقية من رسمي

وحرف وكلمة من اسمي

لتاهت عيني عن روحي

ياللي هواك كاسين

أحلى ما فيهم مر

والصبر ع الاتنين

داق العذاب والمر

بتاخدك الأيام.. عيش بجرحك

وتجيبك الأيام.. أعيش لجرحك

بتغيرك أيام.. وتبدلك أيام

وبتجيني تلاقيني مع الماضي

مع الذكرى.. مع الأحلام

عشان قلبي أنا.. أوفى من الأيام

يا لعبة الأيام.. يا لعبة الأيام

عبدالوهاب يمنحها الثقة

اللقاء الأول بين وردة ومحمد عبدالوهاب، منحها الثقة في نفسها، وكأن بمثابة شهادة مهمة من فنان كبير على ميلاد نجمة في سماء الفن، فحين سمعها للمرة الأولى في ملهى “طانيوس” بلبنان تغني لأم كلثوم أعجب بصوتها، وبعد أن انتهت من الأغنية اختارت أن تغني لعبدالوهاب نفسه واحدة من أغنياته، فاختارت أغنية “خي خي”، وغنتها، بينما كانت عيونها تراقب عبدالوهاب لترصد انفعاله، وتعرف هل يعجبه الأداء أم لا، وكانت تحاول قدر الإمكان ألا تغني بطريقته، وإنما بأسلوبها هي، وكأنها اكتشفت مبكراً ضرورة أن يكون للمطرب شخصية مستقلة ولا يقلد أحداً، وأنصت لها عبدالوهاب بملامح وجه تظللها الابتسامة الهادئة التي اشتهر بها.

وغنت وردة:

خي خي حبيبي ليه قاسي ليه يا خي

قلبي قلبي خوفي عليه وأعمل أيه يا خي

أمانة إن كنت تقابله تقوله الفرح ناسيني

وقوله يشاور عقله وينسى يوم ويجيني

وحلفه بويلي من نهاري وليلي

آه يابا

أمانة لو يسألك في البعد عن حالي

تحكيله عاللي جرى واللي بيجرالي

وفات معايا الكلام الحلو والغالي

يهز قلب الحجر لو يفهمه الخالي

آه يابا

يا فايت قلبي على نار حبي وأنا مش قادر عليك أنا

شوف من أمتى أنا لك وأنت دايما شاغل يومي بسنة

الشوق خلاني أبعتلك مرسال الروح والعين

عاوزين يشوفوني بقابلك وارتاح م الفكر يومين

يا تجيني يا تقوللي أروحلك ياتقول أروح منك فين

يا خي

الفنان أحمد التيجاني اكتشف موهبتها الغنائية وأصدر لها أول اسطوانة

شدت في سورية أغنية «جميلة بوحيرد» في حفل مع صباح وعبدالحليم وشادية

من مقهى طانيوس في «عاليه» بدأ مشوار احتراف الفن
back to top