مارع تحارب ثلاث جبهات... والآلاف يفرون إلى مناطق الأكراد

النظام يفشل في اقتحام سجن حماة... وموالون يحتجون على فتح طريق يسمح لـ «السُّنة» بالمرور قرب قريتهم!

نشر في 30-05-2016
آخر تحديث 30-05-2016 | 00:06
شاحنات وقود تمر بنقطة أمنية في دارة عزة بمحافظة حلب أمس الأول (رويترز)
شاحنات وقود تمر بنقطة أمنية في دارة عزة بمحافظة حلب أمس الأول (رويترز)
باتت مدينة مارع ثاني أبرز معاقل المعارضة السورية المعتدلة في حلب بعد أعزاز، بين فكي كماشة، مع إصرار "داعش" على اقتحامها من جهتي الشرق والشمال، وتطويق "قوات سورية الديمقراطية" لها من جهة الغرب، وإحكام قوات النظام حصارها من الجنوب.
تمكّن أكثر من ستة آلاف مدني من الهرب من ريف حلب الشمالي، معظمهم من مدينة مارع التي يحاول تنظيم "داعش" اقتحامها وقرية الشيخ عيسى المجاورة، بعد سماح قوات "سورية الديمقراطية" لهم بالمرور في مناطق تحت سيطرتها باتجاه تل رفعت وعفرين.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن النازحين وصلوا ليل السبت- الأحد إلى مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي تحت سيطرة "سورية الديمقراطية"، التي تحاصر مدينة مارع الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المعتدلة من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات الرئيس بشار الأسد من الجنوب، و"داعش" من جهتي الشرق والشمال.

وأفاد المرصد باحتدام المعارك أمس على أطراف مارع ومحيط القرى المجاورة، خصوصاً قرب كفركلبين على بعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة أعزاز، مؤكداًَ مقتل 137 هم 47 جهادياً بينهم تسعة انتحاريين، و61 مقاتلاً من الفصائل، بالإضافة الى 29 مدنيا منذ بدء هجوم التنظيم الجمعة.

كما أحصى المرصد إقدام "داعش" على إعدام 81 شخصاً في مناطق سيطرته بالرقة ودير الزور وحلب وحمص خلال الفترة الممتدة بين 29 أبريل و29 مايو الجاري، التي توافق الشهر الـ23 من إعلانه "دولة الخلافة".

هجوم مفاجئ

ودفع هجوم "داعش" المفاجئ على مارع، والذي تمكن مع بدايته فجر الجمعة من السيطرة على خمس قرى على طريق إمدادها الوحيد مع أعزاز، أبرز المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب، المنظمات الدولية والطبية إلى إبداء خشيتها حول مصير نحو 165 ألف نازح باتوا عالقين بين مناطق الاشتباكات القريبة والحدود التركية المقفلة.

وبفعل حركة النزوح الكبيرة من مارع "لم يبق في مستشفى الحرية، الوحيد في المدينة، سوى أربعة عاملين في الكادر الطبي"، وفق أحد فنيي التخدير في المستشفى، مبيناً أن التنظيم حاصر المستشفى عشر ساعات يوم الجمعة، وأصيب عاملان فيها واضطر الأطباء إلى إجراء عملية جراحية لأحدهما من دون كهرباء، بعد توقف المولد الخاص بالمستشفى. واضطر فني التخدير وعائلته إلى مغادرة مارع عبر الشيخ عيسى بعد سقوط قذيفة على منزل أقربائه تسببت في مقتل خمسة منهم.

مشافي أعزاز

وفي شمال أعزاز، قال يحيى، وهو مشرف تمريض في مستشفى السلامة المدعوم من منظمة "أطباء بلا حدود"، "هناك ضغط كبير على المستشفيات" في المنطقة، مضيفاً: "مشفانا بات بحكم المغلق سوى أمام الحالات الطارئة والاسعافات".

واضطرت المنظمة إلى إجلاء المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة، بعدما باتت المعارك على بعد ثلاثة كيلومترات منه.

وبعد التطورات الأخيرة، يزداد الوضع الإنساني سوءاً، وفق يحيى، مع حصول "موجة نزوح من النازحين أنفسهم أي من خيم إلى خيم"، وإلى مخيمات جديدة غير مؤهلة، مضيفا "المخيم الذي يستوعب 200 شخص بات يؤوي الآلاف".

سجن حماة

فشلت قوات الأسد فجر أمس في اقتحام سجن حماة المركزي باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص، ما أسفر عن سقوط عدة إصابات بين المعتقلين، الذين اشترطوا الإفراج عنهم جميعاً تحت إشراف الصليب الأحمر، مقابل إنهاء تمردهم الثاني خلال مايو الجاري وتسليم مدير السجن وقائد شرطة مدينة حماة وتسعة عناصر آخرين من الشرطة.

وإذ أكد المرصد أن العصيان أكثر شدة من سابقه في أول مايو، طالب ائتلاف المعارضة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحصل في السجن، مشدداً على ضرورة التدخل بشكل سريع لضمان تنفيذ اتفاق إطلاق سراح المعتقلين، وتوجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوقوف على مستجدات الوضع.

طريق حمص

وفي حمص، قطع أهالي قرية المشرفة الموالية للنظام طريق حمص– السلمية احتجاجاً على فتح قوات الأسد طريق تلبيسة– السعن، والسماح للمدنيين في ريف حمص الشمالي ومعظمهم من الطائفة السنية بالمرور بالقرب من قريتهم.

ونشرت شبكة "أخبار ريف حمص الشرقي" الموالية للنظام في صفحتها "فيسبوك" دعوة لأهالي المشرفة وعسكرييها‬ للتجمع بالقرب من مفرق سلمية، والاحتجاج على إعادة فتح الطريق مرورا بقريتهم، التي "عانت ومازالت تعاني إرهابهم"، على حد وصفها.

استخبارات الأسد

وعلى عكس كل اتهامات الأسد إلى الغرب برعاية الإرهاب في سورية ودعمه له، كشفت صحيفة "فيلت ام سونتاغ" الألمانية عن تعاون أجهزة الأمن الأوروبية بشكل وثيق مع استخباراته، موضحة أنه قدّم خدمات ومعلومات مهمة جداً في مجال مكافحة الإرهاب كان يمكن من خلالها وقف بعض إرهابيي باريس.

وذكرت أن نظام الأسد أرسل إلى الأجهزة الأمنية في دول الاتحاد الأوروبي قوائم بأرقام آلاف جوازات سفر سورية سرقها مسلحو "داعش" من مدينة الرقة في 2015، منوهة بأنها كان يمكن أن تستخدم للتسلل إلى أوروبا ضمن تيارات اللاجئين.

(دمشق، برلين - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

إسرائيل تشكل وحدة ارتباط في الجولان

كشف النقاب في إسرائيل عن شروع الجيش الإسرائيلي في إنشاء وحدة ارتباط بهدف توثيق العلاقات مع سكان الجانب السوري من هضبة الجولان في مختلف المجالات.

وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن العلاقة بين إسرائيل والسكان السوريين وبعض فصائل المعارضة تساهم في ضمان الهدوء على امتداد الحدود، وهذه الوحدة ستعزز العلاقة في مختلف المجالات كتقديم العلاج للمصابين في الحرب.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وحدة مشابهة عملت في لبنان قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني كانت تنفذ مهاما عسكرية متنوعة بالمنطقة بما في ذلك الإشراف على "جيش لبنان الجنوبي".

back to top