محمود الجندي: أشارك في مسلسل لبناني حول {داعش}

نشر في 30-05-2016
آخر تحديث 30-05-2016 | 00:00
محمود الجندي
محمود الجندي
رغم أنه صاحب تاريخ من الأعمال الناجحة والمميزة في التلفزيون والمسرح السينما، اتخذ النجم محمود الجندي أخيراً قراراً باعتزال الدراما التلفزيونية المصرية ورفض أي عمل يعرض عليه، لذا لن يخوض سباق موسم رمضان هذا العام، في حين يُشارك في عمل مسرحي جديد وفي الدراما اللبنانية.
حول أعماله الجديدة، والأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قرار الاعتزال كان الحوار التالي معه.
ما خلفية القرار الذي اتخذته برفض المشاركة في الدراما المصرية؟

عُرضت عليَّ أعمال كثيرة لكني رفضت المشاركة فيها، بسبب الحالة التي وصلنا إليها، من عدم احترام للجيل السابق وتاريخه. كذلك طريقة العمل سيئة ولم أستطع التعامل معها، فهل يُعقل أن أشارك في عمل من دون الاطلاع على تفاصيل الشخصية التي أجسدها؟ وهل من الطبيعي أن أصوّر مشهداً من دون معرفة أحداث المشهد السابق أو اللاحق؟

هل من الممكن أن تعدل عن هذا القرار؟

في حال تغيرت الأوضاع إلى الأفضل، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، وحصلت على النص كاملاً فور التعاقد وقبل التصوير، وتعامل المنتجون وصانعو الدراما مع جيلي بتقدير واحترام، غير ذلك أنا مستمر في المقاطعة ولن أتراجع لأن تاريخي والمكانة التي وضعني فيها الجمهور تلزمني الحفاظ عليها وعدم إهانتها.

حدثنا عن {على قلوب أقفالها}.

مسلسل لبناني أشارك فيه مع دينا، أحمد فؤاد سليم، جميلة عوض، فاطمة ناصر ونجوم من الوطن العربي، من إخراج عادل أديب، يتمحور حول {داعش} والإرهاب الدولي وتصديره إلى الوطن العربي، ويغوص في تفاصيل هذا التنظيم، كيف بدأ، من يموله وكيف يستقطب الشباب.

ما الذي حمّسك للموافقة عليه؟

تميّز النص وتناوله قضية خطيرة يُعانيها الوطن العربي، ثم وجود عادل أديب يضمن جودة العمل، فضلاً عن أن المناخ في تنفيذ الأعمال اللبنانية مختلف عما وجدته في مصر في الفترة الأخيرة، وقد اشترطت الجهة المنتجة في العقد على أبطال المسلسل عدم التطرّق إلى التفاصيل أو الشخصيات التي يجسدونها.

هل من الممكن أن تشارك في عمل درامي من 120 حلقة؟

بالتأكيد، شرط أن يكون النص جيداً وتستحق الأحداث هذا الكمّ من الحلقات، وليس حشواً ومطاً لملء الحلقات، كذلك لا بد من أن يتغير المناخ الذي نعمل فيه وطريقة التعامل مع الجيل الكبير.

إفلاس وسطو

كيف تقيّم إعادة تقديم أعمال قديمة؟

إفلاس وسطو على إبداع الآخرين، تصوّر أن أحد المفلسين يٌقرر، فجأة، سرقة إبداع حقق نجاحاً وعاش في ذاكرة الجمهور سنوات طويلة، وإعادة تقديمه ليحقق نجاحاً شخصياً على حسابه.

من يتحمّل مسؤولية هذا الوضع، برأيك؟

ورثة المُبدع، من بينهم ورثة أسامة أنور عكاشة فهم مشاركون في هذه الجريمة، وبالتالي لا مجال للحديث، لأن أصحاب الشأن هان عليهم تاريخ الوالد.

هل تشارك في هذه الأعمال؟

لا، اتصلت بي الفنانة عفاف شعيب، منذ فترة، وأخبرتني إمكانية تنفيذ جزء ثالث من مسلسل {الشهد والدموع}، والغريب أنها سعيدة ومتحمسة، وطلبت مني عقد لقاء مع القيمين على الفكرة ومناقشة ما يُمكن أن نقدمه في الجزء الثالث، فرفضت. يبدو أن ثمة من قرر السطو على إبداع أسامة أنور عكاشة مع استعداد الورثة لبيع هذا التاريخ.

ماذا عن المسرح؟

أشارك في مسرحية {أعملوا معروف} في قريتي أبو المطامير بمحافظة البحيرة، مع مجموعة من الفنانين الشباب.

كيف تقيّم هذه التجربة؟

على كل فنان دعم الوجوه الشابة، لا سيما المغمورين الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى صانعي الفن لإثبات موهبتهم، فقررت مشاركتهم في هذا العمل حتى يراهم الجمهور والمخرجون من خلالي.

لماذا اختيار هذه المسرحية بالذات؟

فوجئت بالشباب يقدمون مسرحية {أحدب نوتردام} لجمهور القرى والنجوع، وهو فن لا يناسب هذا الجمهور، بل من الضروري تقديم فن قريب من الناس ومن البسطاء، لذا قررت تقديم عمل مسرحي بسيط مع هؤلاء الشباب للجمهور في القرى.

ما سبب أزمة مسرح الدولة؟

عدم اهتمام الدولة بالمسرح والثقافة عموماً، وعقم النظام الروتيني الذي يتحكم بالفن ويهدر المال العام من خلال مكافآت ورواتب لموظفين لا علاقة لهم بالفن.

هل لديك مشاريع على صعيد مسرح الدولة؟

طرحت على وزير الثقافة السابق عملا مسرحياً عن رواية لتوفيق الحكيم من بطولتي مع فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين، فوافق ثم أحال المشروع إلى خالد جلال، لكن توقف الأمر بعد ذلك، لانشغال الأخير باللهاث وراء منصب الوزير، متجاهلاً عمله الأساسي كفنان مهمته المساعدة في إنتاج أعمال مسرحية جيدة.

مسرح مصر

ما تقييمك لتجربة مسرح مصر؟

متواضعة، يغلب عليها البحث عن إيرادات من دون تقديم فن حقيقي له قيمة. في البداية، خاض أشرف عبد الباقي التجربة لحث الجمهور على العودة إلى المسرح، وقدم أعمالاً خفيفة هدفها الإضحاك أولاً، لكن بعد النجاح الذي حققه استسهل الأمر هو والقناة المنتجة للعمل، واستمرا في تقديم مسرحيات تافهة، فيما كان بمقدورهما تقديم أعمال مسرحية كوميدية لها قيمة فنية جيدة.

ماذا عن تجربة النقابة؟

هذا أسوأ ما في الأمر. قررت الدولة ممثلة بنقابة المهن التمثيلية خوض التجربة وتقديم أعمال مسرحية بعد عودة الجمهور إلى المسرح، وأعلنت عن تقديم كوميديا حقيقية جيدة. وبعد النقد الذي وجه إلى مسرح مصر، توقع الجميع أن يكون {مسرح النهار} أفضل حالاً، ويقدم أعمالاً فنية لها قيمة إلى جانب الكوميديا، لكن المنافسة دفعت القيمين على مسرح النهار إلى تقديم أعمال أكثر إسفافاً وضعفاً من مسرح مصر، رغم أن هؤلاء انتقدوا مسرح مصر، ومعظمهم نجوم كبار ولهم اسم وتاريخ.

كيف تختار أعمالك؟

اختار ما يُضيف إلي وإلى تاريخي الذي صنعته على مدار أكثر من 50 عاماً. وضعني الجمهور في مكانة كبيرة، وهو من صنع هذا الاسم، من هنا يدفعني احترامي إلى اختيار ما أقدمه، بعناية، وهذا الأمر بالذات سرّع اعتزالي الدراما، بعدما وجدت أن ما يحدث إهانة لي ولتاريخي.

لم يكن للسينما نصيب في مشوارك الفني... ما السبب؟

يقوم العمل في السينما على الشللية والعلاقات الشخصية، ثم البطولة في أي عمل سينمائي تكون محدودة باسم واحد أو اثنين وكل من يأتي معهما يكون ثانوياً. شاركت في أعمال جيدة من بينها: {ناجي العلي، المرشد، الطوفان}، لكن كانت تنقصني المثابرة كي انتهز هذه الفرص، ثم انشغلت بالمسرح والتلفزيون، وقدمت أعمالاً جيدة عوضت غيابي عن السينما.

تجربة مسرح مصر متواضعة يغلب عليها البحث عن إيرادات من دون تقديم فن حقيقي له قيمة
back to top