نزوح أكثر من ستة آلاف مدني من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرة الأكراد

قوات سورية الديموقراطية تحاصر مدينة مارع من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب وتنظيم داعش من جهتي الشرق والشمال.

نشر في 29-05-2016 | 14:34
آخر تحديث 29-05-2016 | 14:34
شاحنات نقل الوقود تخضع لعمليات التفتيش الأمنية في بلدة دارة عزة، محافظة حلب.
شاحنات نقل الوقود تخضع لعمليات التفتيش الأمنية في بلدة دارة عزة، محافظة حلب.
تمكن أكثر من ستة آلاف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال من الفرار من مناطق في ريف حلب الشمالي سيطر عليها تنظيم داعش في اليومين الأخيرين أو يحاول اقتحامها وتحديداً مدينة مارع وقرية الشيخ عيسى المجاورة.
تمكن أكثر من ستة آلاف مدني من الهرب من ريف حلب الشمالي غالبيتهم من مدينة مارع التي يحاول تنظيم داعش اقتحامها، بعد سماح قوات سورية الديموقراطية لهم بالمرور في مناطق تحت سيطرتها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «أكثر من ستة آلاف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال تمكنوا من الفرار من مناطق في ريف حلب الشمالي سيطر عليها تنظيم داعش في اليومين الأخيرين أو يحاول اقتحامها وتحديداً مدينة مارع وقرية الشيخ عيسى المجاورة».

وأضاف أن «النازحين وصلوا ليل أمس (السبت) إلى مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية بعدما سمحت لهم بالمرور من مارع إلى الشيخ عيسى باتجاه تل رفعت وعفرين».

وتحاصر قوات سورية الديموقراطية التي تضم مقاتلين أكراد وعرب مدينة مارع التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومعارضة من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب وتنظيم داعش من جهتي الشرق والشمال.

ودفع هجوم تنظيم داعش المفاجئ في المنطقة المنظمات الدولية والطبية إلى ابداء خشيتها حول مصير نحو 165 ألف نازح باتوا عالقين بين مناطق الاشتباكات القريبة والحدود التركية المقفلة.

وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار بضعة آلاف إلى مدينة أعزاز والمنطقة الحدودية مع تركيا جراء المعارك الأخيرة.

وبفعل حركة النزوح الكبيرة من مارع «لم يبق في مستشفى الحرية، الوحيد في المدينة، سوى أربعة عاملين في الكادر الطبي»، وفق ما قال أحد فنيي التخدير في المستشفى لفرانس برس رافضاً الكشف عن اسمه.

وروى الشاب أن التنظيم حاصر المستشفى عشر ساعات يوم الجمعة، وأصيب عاملان اثنان فيها واضطر الأطباء إلى اجراء عملية جراحية لأحدهما من دون كهرباء، بعد توقف المولد الخاص بالمستشفى.

واضطر فني التخدير وعائلته إلى مغادرة مارع إلى اعزاز عبر الشيخ عيسى أمس بعد سقوط قذيفة على منزل اقربائه تسببت بمقتل خمسة منهم.

وفي شمال اعزاز، قال يحيى وهو مشرف تمريض في مستشفى السلامة المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود، «هناك ضغط كبير على المستشفيات» في المنطقة.

واضطرت المنظمة إلى اجلاء المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة بعدما باتت المعارك على بعد ثلاثة كيلومترات منه.

وأوضح يحيى «مشفانا بات بحكم المغلق سوى أمام الحالات الطارئة والإسعافات».

وبعد التطورات الأخيرة، يزداد الوضع الإنساني سوءاً، وفق يحيى مع حصول «موجة نزوح من النازحين أنفسهم أي من خيم لخيم»، وإلى مخيمات جديدة غير مؤهلة، مضيفاً «المخيم الذي يستوعب 200 شخص بات يأوي الآلاف».

ويخوض الجهاديون معارك ضد الفصائل المقاتلة على أطراف مارع في محاولة لاقتحامها، بعدما تمكنوا فجر الجمعة من السيطرة على خمس قرى أهمها كلجبرين وكفركلبين اللتين تقعان على طريق الإمداد الوحيد الذي كان يربط مارع بأعزاز، أبرز المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب.

وبحسب المرصد، تدور الأحد اشتباكات عنيفة بين الجانبين على أطراف مارع ومحيط القرى المجاورة. وتبعد أقرب نقطة اشتباكات قرب كفركلبين نحو خمسة كيلومترات عن مدينة اعزاز.

وأحصى المرصد مقتل 47 جهادياً بينهم تسعة انتحاريين، و61 مقاتلاً من الفصائل بالإضافة إلى 29 مدنياً منذ بدء هجوم التنظيم الجمعة.

من جهة أخرى، تعرضت أحياء في مدينة حلب والمناطق الواقعة شمالها لغارات كثيفة الأحد شنتها طائرات حربية سورية وروسية، وفق المرصد.

وشاهد مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل في حلب سرباً من ست طائرات حربية تحلق في سماء المدينة قبل قصفها أحياء عدة، ما تسبب بمقتل شخص على الأقل وإصابة خمسة آخرين بجروح.

واستهدفت بعض الغارات طريق الكاستيلو وهو الطريق الوحيد المتبقي من الأحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي.

وفي حماة في وسط سورية، لا يزال العصيان مستمراً في سجن حماة المركزي بعد تمكن السجناء أمس من احتجاز مدير السجن وقائد شرطة حماة وتسعة عناصر آخرين، وفق المرصد السوري.

وشهدت الساعات الماضية، استنفاراً أمنياً إذ استخدمت قوات النظام الغاز المسيل للدموع وباءت محاولاتها لاقتحام السجن بالفشل.

ويطالب السجناء، وغالبيتهم من المعتقلين السياسيين والإسلاميين خصوصاً، بالإفراج عنهم بحسب اتفاق توصلوا إليه مع السلطات بعد حركة تمرد قاموا بها بداية الشهر الحالي.

back to top