«التعاونيات» في العالم

نشر في 28-05-2016
آخر تحديث 28-05-2016 | 00:00
 حمد المطيري يقسم علماء الاجتماع النشاطات والعمليات الإنسانية والاجتماعية إلى ثلاث عمليات، اثنتان منها ضرورية لبقاء الجنس البشري، والثالثة مدمرة، وهي تشمل علي النحو التالي: التعاون بمفهومه الواسع، والتنافسي كعملية محفزة للإبداع البشري، أما الأخير فيتعلق بالصراع وضمنه الحروب والصراعات المسلحة.

والتعاون لغةً يشير إلى عمل الأشخاص معاً أو الاستعداد للمساعدة كمسلك تحث عليه الشرائع والأديان، وهذا ما يأخذ به الحلف الدولي للتعاون (ICA) في تعريفه للتعاون، وهو تجمع ذاتي مستقل عن الحكومات، لأشخاص يهدفون إلى تحقيق احتياجاتهم وطموحاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر منشأة مشتركة تدار بديمقراطية، وتتخذ الجمعيات التعاونية كشعار دولي ثلاث حلقات متداخلة تعني "اتحاد، قوة، عمل"، وهذا ما نراه في شعارات "التعاونيات" داخل الكويت وخارجها.

وقد حث الله تعالى على التعاون: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، وأيضا منظمة الأمم المتحدة أعلنت سنة 2012 عاماً دولياً للجمعيات التعاونية، تأكيداً لأهمية مشاركتها في التنمية والحد من الفقر وتخفيض معدلات البطالة وتوفير الاندماج الاجتماعي في مختلف أرجاء العالم.

ويضم قطاع التعاونيات على الصعيد العالمي حسب- "سلسلة الدراسات الاجتماعية، المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي"- نحو 800 مليون عضو في أكثر من 100 بلد من خلال المنظمات المدرجة تحت التحالف التعاوني الدولي، ويوفر 100 مليون وظيفة في أنحاء العالم، وتعد كينيا أعلى الدول التي تساهم "التعاونيات" في ناتجها المحلي بنسبة 45% تليها نيوزيلندا بـ22%، كذلك تسهم التعاونيات الزراعية بـ80 إلى 99% من إنتاج الحليب بالنرويج ونيوزيلندا والولايات المتحدة، وبنسبة 61% من إنتاج الأسماك، وفي كوريا الجنوبية بـ95% من الزراعة.

أما النشاط التعاوني في الكهرباء فهو من الجهات المهمة الموفرة للخدمات في ريف بعض الدول كبنغلادش، حيث توفر تعاونيات الكهرباء الريفية الخدمات لنحو 28 مليون مواطن، وفي الولايات المتحدة تقدم 900 تعاونية كهرباء لما يقارب 37 مليون نسمة، وتملك نحو نصف شبكات التوزيع بذلك البلد. وهناك 49000 اتحاد ائتماني توفر الخدمات لنحو 177 مليون عضو في 96 بلداً تحت مظلة المجلس العالمي، وتوفر 4200 مصرف تعاوني أوروبي تقريبا برعاية الرابطة الأوروبية للمصارف التعاونية خدمات لنحو 149 مليون عامل، بما في ذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ففي كندا 70% من السكان أعضاء في "التعاونيات"، وفي فنلندا 62% وفرنسا 35% والنرويج 58% والولايات المتحدة 35 مليون مواطن أعضاء في "التعاونيات"، وفي بلجيكا 19.5% من المنتجات الدوائية تنتجها مؤسسات تعاونية، وفي فنلندا المؤسسات التعاونية مسؤولة عن 74% من إنتاج اللحوم، وإنتاج 96% من الأغذية اليومية، و50% من البيض و34.2% من التعاملات المصرفية.

ويتعامل القطاع التعاوني في فرنسا بنحو 181 مليار يورو، 60% منها في تجارة التجزئة المصرفية و40% من الإنتاج الزراعي والغذائي، وفي نيوزيلندا يسيطر القطاع التعاوني على 95% من سوق المبيعات، و95% من صادرات المنتجات اليومية و70% من اللحوم والأسمدة، و75% من تجارة المنتجات الدوائية بالجملة و62% من سوق البقالة. وتسيطر تعاونيات النرويج على 96% من سوق الألبان و55% من الأجبان، وأكثر من 70% من البيض، و52% من الحبوب، و15% من سوق مواد البناء، وترتفع النسبة إلى نحو 40% في مدن كبيرة مثل أوسلو، و30% من سوق التأمينات. واللافت هنا مدى اهتمام الغرب بالنظام التعاوني، لما فيه من عوائد على المجتمع، وهذا ما سعت إليه الكويت بإنشاء الجمعيات التعاونية في كل منطقة.

back to top