وثيقة لها تاريخ: آل مهنا أبا الخيل لجأوا إلى الكويت عام 1901م ورحب بهم الشيخ مبارك

نشر في 27-05-2016
آخر تحديث 27-05-2016 | 00:00
No Image Caption
أدت الكويت في القرنين الماضيين دوراً رئيساً في المنطقة باستقطاب وجذب الكثير من العائلات التي كانت تبحث عن الاستقرار والأمان والعيش الكريم، لذا نجد أن الكثير من العائلات استقرت في الكويت في تلك الفترة، أي في الفترة ما قبل الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

وتعود أسباب الاستيطان في الكويت إلى عدة أمور، أولها البعد عن العنف والرغبة في الأمان، وهناك عدة أمثلة على ذلك، كقصة هجرة آل مهنا أبا الخيل إلى الكويت في عام 1900م. ومن الأسباب الأخرى التي دفعت ببعض العائلات إلى الهجرة للكويت الرغبة في العمل الشريف، فالكثير من العائلات التي قدمت إلى الكويت من إيران أو العراق أو نجد وما حولها كان دافعها الأساسي البحث عن لقمة العيش والكسب الحلال، وفعلا حققت هذه العائلات كسباً كبيراً، وفتح الله عليها أبواب الرزق في أرض الكويت.

في مقال اليوم، سأتحدث عن هجرة آل مهنا أبا الخيل إلى الكويت، التي كانت بالنسبة لهم ملاذاً آمناً من سطوة آل الرشيد الأقوياء، والذين طمعوا في السيطرة على كثير من أراضي نجد. لقد كان حسن بن مهنا أبا الخيل أميراً على مدينة بريدة المعروفة، وكانت علاقته بالأمير محمد بن عبدالله بن رشيد قوية إلى درجة أن آل الرشيد تصاهروا مع آل مهنا أبا الخيل من طرفين، فقد تزوج الأمير محمد بن عبدالله بن رشيد من لولوة أخت حسن بن مهنا أبا الخيل، وتزوج حمود العبيد الرشيد من منيرة بنت حسن. كما عقد حسن المهنا مع محمد العبدالله بن رشيد اتفاقية للتعاون فيما بينهما، والقتال بجانب بعضهما البعض، حيث اشترك الاثنان في عدة غزوات ضد بادية وحاضرة نجد، منها وقعة "عروى" عام 1300هـ الموافق عام 1882م ضد الأمير محمد بن سعود، إضافة إلى المشاركة في السيطرة على الرياض. إلا أنه بعد فترة من الزمن تدهورت العلاقات بين الطرفين، بل أصبح الطرفان أعداء لبعضهما البعض، وتصاعدت الأمور إلى مواجهة عسكرية في عام 1308هـ (1891م)، فيما يسمى بمعركة "المليدا"، التي أسفرت عن هزيمة حسن المهنا وجماعته، فأسر آل الرشيد حسن المهنا وأبناءه، وإخوانه وأبناءهم، ومجموعة من أبناء عمومته. ويقال إن محمد بن عبدالله بن رشيد أحسن معاملة سجنائه، حيث وضعهم في بيت حصين، ولم يضع الحديد في أياديهم، ولكن بعد وفاته وتولي عبدالعزيز بن متعب الرشيد الحكم خلفاً له شدد عليهم كثيراً، حيث عزل حسن عن الباقي، ووضع القيود الحديدية في أياديهم. وعاش آل مهنا أبا الخيل في الأسر عشر سنوات تقريباً، وقبل نهاية عام 1317هـ (1900م) استطاعوا الهروب جميعا ما عدا حسن في قصة رواها بتفاصيلها د. محمد بن إبراهيم أبا الخيل في كتابه "في تاريخ أبا الخيل" (صدر عام 2004). يقول مؤلف الكتاب إن ابن سويط شيخ الظفير عرض عليهم الإقامة عنده عندما استضافهم، وهم متجهون إلى الكويت، فاعتذروا له بأنهم "سيلجأون إلى أبي جابر مبارك الصباح في الكويت، فوافقهم بأنه لا يحميهم من ابن رشيد بعد الله إلا هو. فانطلقوا من عنده حتى وصلوا الكويت، فرحب بهم ابن صباح فأقاموا عنده".

وللقصة بقية في المقال المقبل إن شاء الله.

back to top