إسماعيل فهد: جائزتي الحقيقية معايشتي لأجيال الكُتاب

نشر في 18-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 18-05-2016 | 00:01
المجلس الوطني كرمه بحضور جمع من الأدباء والمثقفين في المكتبة الوطنية
تقديراً لدوره الرائد في الحركة الثقافية والأدبية، كرم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إسماعيل فهد إسماعيل، وأدلى جمع من الأدباء بشهادات تليق بمشواره الإبداعي.

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حفل تكريم للروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل في المكتبة الوطنية، بمناسبة فوزه بجائزة العويس الثقافية لعام 2015، التي تنظمها مؤسسة سلطان بن علي العويس بدولة الإمارات العربية المتحدة.

حضر الحفل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحه، والأمين المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، وجمع من الأدباء والمثقفين.

وخلال التكريم، قدم عدد من الكُتاب شهادات عن الأديب، وقام بتقديم الحفل أحمد الحيدر، وقال المحتفى به إسماعيل فهد إسماعيل بهذه المناسبة: «الحضور بذاته وتلك الإحاطة هي التكريم، لقد فوجئت بالجائزة، فأنا أعرف أنه سبق أن رشحني المجلس الوطني لعام 1994، بعدها فوجئت بأن وصلني الدور بالجائزة، لكن جائزتي الأساسية هي معايشتي لأجيال الكُتاب، وارتباطي وعلاقاتي الحميمة بهم، وتعلمي منهم، هذه هي الجائزة الحقيقية، وهذا الحضور أكثر مما استحق».

قامة ثقافية

بدوره، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، إن الكاتب الروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل قامة عالية من قامات العمل الثقافي، ورافد مهم من روافد الثقافة العربية، لما تتلمذ على يديه من عدد كبير من كُتاب الرواية في الكويت.

وأشار إلى أن المجلس الوطني استثمر احتفال الكويت باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لتكريم المبدعين من هذا الوطن الغالي، حتى يتضح دورها وإبداعاتهم في روافد العمل الثقافي على المستوى الإنساني والإسلامي والمحلي.

كما أعرب العسعوسي عن اعتزاز المجلس الوطني بتكريم المحتفى به إسماعيل فهد، بمناسبة فوزه بجائزة العويس، متمنياً من المولى، عز وجل، أن يديم على الروائي الكبير الصحة والعافية، والمزيد من التوفيق والتألق والإنتاج والإبداع في سماء العمل الروائي العربي بشكل عام.

خانات الحب

من جانبها، قالت الأديبة ليلى العثمان: «أمام هذه القامة الكبيرة تعجز الكلمات، مهما ازدهرت بمعانيها عن التعبير عن بعض ما أحمله في قلبي لهذا الإنسان من حب كبير، لا يخجل القلب أن يعترف به، حب كما صورته في كتابي (المحاكمة)، أحببت إسماعيل، ذلك الحب الذي لا توجد له تفاسير في معاجم الكتب، حب غير مصنف في أي خانة من خانات الحب».

وتابعت: «كما أحمل له غير الحب اعتزازا ومكانة ذات قيمة لا يدرك مساحتها الكبيرة غير قلبي»، لافتة إلى أنها لن تتحدث عنه ككاتب كبير أثرى المكتبة العربية بإبداعاته المتنوعة، فكثيرون تحدثوا وكتبوا عن هذا الجانب، فليس من أحد يجهل قيمة إسماعيل، الذي دائما تقول عنه إنه نجيب محفوظ الخليج.

الصديق الصدوق

وأشارت العثمان إلى أن إسماعيل هو الرفيق الأصيل في سفرها عبر الحياة منذ أن عرفته، وهو الصديق الصدوق عبر مسيرتها الأدبية، لأنه وحده من عرفها جيدا، ففرح لفرحها ونجاحها، واحتمل لحظات جنونها، وأخرجها ذات يوم من مشكلة كبيرة، وهو وحده الذي يعرفها. وأضافت: «كان المثل الأعلى في كل شيء تعلمت منه المثابرة والصبر ككاتبة، وتعلمت منه كيف يكون العمل الإنساني والوطني». وعن التكريم، قالت: «حين يكرم اليوم من المجلس الوطني، يكون لهذا التكريم معناه ونشوته، لأنه يأتي من بلده الذي يعرف مقامه وعطاءه الثقافي المتميزة».

من جانبه، قدم الروائي سعود السنعوسي ورقة بعنوان «صلاة السبت»، تحدث فيها عن زيارته إلى مكتب أ. إسماعيل فهد إسماعيل كل سبت، وتعرفه عليه عن قرب، إنسانيا بالدرجة الأولى، وأدبيا.

ومن أجواء ما قال السنعوسي: «ولكثرة تردد اسمك في لساني صار البعض يسألني: «إسماعيل علمك كيف تكتب؟» لا! كنت أجيب واثقا، وأنا محق، أنت لم تعلمني كيف أكتب، إنما علمتني ما هو أهم، حينما تعلمت منك كيف أمحو! كيف أُجهِضُ نصا من دون أن أعُضَّ على أصابعي ندما على كلمات كتبتها، وأنا الذي راقبتك مفجوعا تمزِّقُ أوراقا لا عدد لها».

من جانبها، قالت الكاتبة سوزان خواتمي: «ما يجعل إسماعيل فهد قادرا على هذا التنوع والاشتغال، هو ما يتيحه لنفسه من الاختلاط بالناس والثقافات، وربما بسبب ترحاله منذ نشأته الأولى مقسوما بين بلدين، هما العراق والكويت، وأسفاره اللاحقة التي يقصد بها دولا ومدنا وحواضر تتوزع بين الشرق والغرب استطاع أن يتماهي مع المجتمعات والثقافات الأخرى».

سماء نائية

أما سليم الشيخلي، فقرأ نصا بعنوان «سماء نائية»، ومن أجوائها «يتقاطع بالكلمات الحبلى شهابا... يشرخ زمنا يأتي منك وفيك... يعلق أشرعة سمراء... لتقلع عن تدخين نكات عابرة».

بدوره، تحدث خالد النصرالله عن علاقته بإسماعيل فهد إسماعيل، وأنها متعددة الأشكال: «بالتأكيد تأثرت بأسلوب بوفهد في الكتابة، مثلما تأثر كثيرون بأسلوبه».

أما د. ليلى محمد صالح، فشكرت المجلس الوطني على هذه الاحتفالية.

وتكلمت حياة الياقوت عن إنسانية إسماعيل فهد إسماعيل كإنسان، وحرصه على الأدباء الشباب، وعطائه اللامحدود، مشيرة إلى أنه قدم بالتعاون مع الرابطة عددا من ورش العمل والندوات.

back to top