السلام... أو لا عودة إلى اليمن

نشر في 24-05-2016
آخر تحديث 24-05-2016 | 00:04
 يوسف عبدالله العنيزي كما أشرت سابقاً فقد عشت في ذلك البلد العزيز أكثر من ثلاث سنوات، وبالتحديد في مدينة صنعاء "التاريخ"، وذلك في الفترة بين 2000 و2003، اكتسبت خلالها صداقات عدد من الإخوة الأعزاء من مختلف أطياف المجتمع اليمني ومختلف مجالات العمل، وما زلت على اتصال مع بعضهم.

وقد وجدتها فرصة في هذه الأيام التي تنعقد فيها مفاوضات السلام اليمنية على أرض الكويت الطيبة، أرض المحبة والسلام، لإجراء استطلاع مصغر بين هذه المجموعة الطيبة من الأصدقاء لمعرفة رأيهم في هذه المفاوضات، وما عساها تتوصل إليه، وكم كان رائعا أن أجد هذا الكمّ الهائل من التفاؤل والطموح الذي يرجع في معظمه إلى الثقة العالية والمحبة والتقدير للكويت وقيادتها.

فيؤمن الجميع بأن الكويت لن تترك هذه المفاوضات تسير إلا في طريق النجاح، مع الإيمان بأن الاستمرار في الحرب يعني بالضرورة المزيد من الدمار والقتل وزرع الأحقاد بين أطياف الشعب اليمني، ولن يستطيع أي طرف تحقيق الانتصار مع التساؤل المرّ: من الطرف اليمني الذي سينتصر على الطرف اليمني الآخر؟

فليضع كل عضو من أعضاء الوفود اليمنية نصب عينيه أمن اليمن واستقراره، والكل يأمل أن يرى تلك اللحظة التي يتم فيها التوقيع على إنهاء هذه الحرب، فكل الشعب اليمني ينادي من القلب كل عضو من تلك الوفود، إما تحقيق السلام أو لا عودة إلى اليمن، فالشعب اليمني غير معنيّ بالخلاف أو الاختلاف بينكم، بقدر ما هو معنيّ بتوفير العيش الكريم له ولأبنائه، وتوفير التعليم والصحة والبناء والتعمير، واللحاق بركب الحضارة الإنسانية، فتكفيه الحروب التي توالت عليه في تاريخه الحديث بعد أن كان مهداً لحضارة ضاربة في أعماق التاريخ.

لقد أنعم الله على اليمن كثيراً من الخيرات، وشعباً يتميز بالعمل والعطاء متى ما تحقق الأمن والاستقرار والإخلاص في الولاء، والانتماء إلى اليمن لا الانتماءات الخارجية.

نتمنى أن يدرك كل عضو من أعضاء وفود السلام اليمنية حجم المسؤولية التي ألقاها التاريخ على أكتافهم، فإما السلام أو إعادة موجة القتال والحرب التي ستكون هذه المرة أكثر ضراوة، وأشد تدميراً، وستكون نتائجها أكثر كارثية، وقد تؤدي إلى تغيير في الحدود الجغرافية لبعض دول المنطقة، وقد تقود إلى نزاع طويل.

نحن ندرك ونعلم أن هناك البعض الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب، وقد يكون ذلك لأهداف معينة أو لأحقاد متراكمة لدولة الكويت التي تحتضن هذه المفاوضات، ولكل دول مجلس التعاون، وقد يلبس هذا البعض "مسوح" الناصح والمدافع عن مصالح دول الخليج.

ندعو الله أن يعيد الحكمة لأهلها، ويعيد السعادة لوطنها، مع كل الشكر والتقدير لسعادة السفير أحمد ولد الشيخ الذي يتحلى بالمثابرة واتساع الصدر، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top