اوباما يرفع الحظر على بيع فيتنام أسلحة أميركية

في اليوم الأول من زيارته لهانوي

نشر في 23-05-2016 | 12:13
آخر تحديث 23-05-2016 | 12:13
أكد الريس الأميركي باراك أوباما على أن الدافع لقرار رفع الحظر عن بيع الأسلحة الأميركية إلى فيتنام والمطبق منذ حوالي خمسين عاماً ليس المسألة الصينية، بل رغبة الولايات المتحدة في اكمال عملية التطبيع الطويلة مع فيتنام.
أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما في اليوم الأول من زيارته لهانوي الأثنين رفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الأميركية لفيتنام وأشاد «بتعزيز العلاقات» بين الولايات المتحدة وهانوي البلدين اللذين كانا متعاديين ويتقاسمان حالياً القلق ذاته من تحركات الصين.

وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيتنامي الرئيس تران داي كوانغ أن «الولايات المتحدة ترفع الحظر الكامل على بيع المعدات العسكرية لفيتنام المطبق منذ حوالي خمسين عاماً».

وخلال سلسلة أولى من الاجتماع بين الرئيسين، قال اوباما لنظيره الفيتنامي، إن زيارته تشكل «رمزاً إلى تعزيز العلاقات الذي حققناه في العقود الأخيرة»، وعبّر الرئيس الأميركي عن أمله في أن تبرهن هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام عن «الدفء والصداقة» بين البلدين.

إلا أن اوباما أكد أن «الدافع لقرار رفع الحظر ليس المسألة الصينية بل رغبتنا في اكمال عملية التطبيع الطويلة التي بدأناها مع فيتنام».

وكانت الولايات المتحدة سمحت في نهاية 2014 برفع جزئي للحظر يشمل معدات دفاعية «لغايات الأمن البحري فقط»، مثل سفن الدوريات المسلحة.

وقال الرئيس الفيتنامي «ننظر بتقدير كبير إلى قرار الالغاء الكامل لحظر بيع فيتنام أسلحة»، وأضاف أن «هذا يدل على أن العلاقات بين بلدينا تم تطبيعها بالكامل».

وتعوّل فيتنام التي تضم تسعين مليون نسمة وتسجل وتيرة نمو ثابتة، إلى حد كبير على اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الأطلسي الذي وقع بين 12 دولة بينها الولايات المتحدة واليابان، لكن ليس الصين، ويأمل اوباما في المصادقة عليه قبل انتهاء ولايته الرئاسية مطلع 2017.

وأكد اوباما في المؤتمر الصحافي نفسه إنه واثق من أن الاتفاق ستتم المصادقة عليه في الولايات المتحدة على الرغم من المعارضة السياسية الشديدة التي يواجهها، وقال «ما زلت واثقاً بأن ذلك سيتم تحقيقه وسبب ثقتي هو إنه الأمر الصائب الذي يجب القيام به».

وتدافع إدارة اوباما عن هذا الاتفاق بهدف منع بكين من تحديد «قواعد لعبة» المبادلات التجارية في المنطقة، إلا أن عدداً من أعضاء الكونغرس يعارضونه خوفاً من أن يؤدي إلى فقدان وظائف في الولايات المتحدة.

ويفترض أن تكون فيتنام، الدولة الشيوعية الوحيدة الموقعة لهذه الاتفاقية وتضم تسعين مليون نسمة، أحد أكبر المستفيدين من النص.

وفي العاصمة الفيتنامية التي تتسم بحيوية كبيرة، تثير هذه الزيارة الأولى لاوباما والثالثة لرئيس أميركي منذ انتهاء الحرب في 1975، آمالاً كبيرة.

وقال دوان كوانغ فين (25 عاماً) «لم أكن قد ولدت أثناء الحرب، بالنسبة لي الحرب الأميركية ضد فيتنام أصبحت من الماضي»، وأضاف «علينا أن ننظر إلى المستقبل».

اوباما يرفع الحظر على بيع فيتنام أسلحة أميركية

أما ثوي تيين (19 عاماً) فقالت ضاحكة «سمعت الكثير من الأشياء عنه (اوباما) وأنا معجبة بما فعله، إنه يشبه قليلاً العم هو» في إشارة إلى هو شي مينه مؤسس الحزب الشيوعي الفيتنامي.

وتأتي زيارة اوباما بينما تبدو صورة أميركا جيدة بشكل عام في جنوب شرق آسيا، وأفادت دراسة أجراها العام الماضي مركز بيو للأبحاث أن 78 بالمئة من الفيتناميين ينظرون بشكل ايجابي إلى الولايات المتحدة وهذه النسبة أعلى بين الشباب.

وبعد لقائه الرئيس تران داي كوانغ الذي يشغل منصباً مهماً لكنه فخري، سيجري اوباما محادثات مع رئيس الحزب الشيوعي نغوين فو ترونغ الذي يتمتع بنفوذ كبير.

وكان اوباما استقبله في البيت الأبيض قبل أقل من عام في سابقة بعد حوالي أربعين عاماً على سقوط سايغون.

توافق

ونقطة التوافق الثانية بين واشنطن وهانوي هي الرغبة في تعزيز التعاون بينهما في المجال الأمني في مواجهة طموحات الصين التي تتنازع السيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي مع عدد من جيرانها في جنوب شرق آسيا وخصوصا فيتنام.

واقامت بكين في 2014 منصة نفطية في المياه البحرية التي تطالب بها هانوي مما أدى إلى تظاهرات معادية للصين سقط خلالها قتلى في فيتنام، وقد سحبت المنصة بعد أشهر.

وقال موراي هيبرت من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «ما زال هناك بعض الحذر حيال الولايات المتحدة داخل النخبة الفيتنامية، لكن التأكيد المتزايد لبكين على بحر الصين الجنوبي أدى إلى تغير العقليات ودفع باتجاه تقارب أسرع مع الولايات المتحدة».

من جهة أخرى، أكد البلدان الأحد رغبتهما في تطبيق الاتفاق العالمي حول المناخ الذي تم التوصل إليه في باريس في ديسمبر وتحقيق أهداف كل منهما «بشفافية».

ويبدي اوباما رغبة في اجراء اتصالات واسعة خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، وسيلقي خطاباً يبث مباشرة عبر التلفزيون الوطني الثلاثاء ويلتقي الأربعاء شبانا فيتناميين في مدينة هو شي مينه او سايغون السابقة.

وفي وسط هانوي، علق مصفف الشعر هوانغ باو كان (61 عاماً) صورة للرئيس الأميركي خارج المحل.

وقال «عندما تولى مهامه بعد الانتخابات الأولى، قال لي كثيرون من زبائني إنني اشبهه»، وأضاف الرجل الذي يحلم بلقاء «نسخته» الأميركية «في الواقع أجد أن هناك بعض الشبه».

وبعد ثلاثة أيام في فيتنام، يتوجه اوباما الى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع في ايسي شيما بوسط الأرخبيل.

back to top