كارلا يونس: أرفض مقولة «الجمهور عاوز كده»

نشر في 22-05-2016
آخر تحديث 22-05-2016 | 21:07
تتمتع كارلا يونس بسرعة بديهة وأسلوب حواري راقٍ وسريع يميزها عن غيرها من المقدمات على الشاشة، تستمر في تقديم برنامج «وبتحلا الحياة» على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وتنتظر فرصة تقديم برنامج منفرد، لأنها مستعدة لأي خطوة جديدة ومختلفة في المرحلة الراهنة.
حول نظرتها إلى الواقع التلفزيوني وطموحاتها المهنية، كانت الدردشة التالية معها.
تطلين عبر {وبتحلا الحياة}، وهو من نوعية البرامج التي اعتاد الجمهور ظهورك من خلالها!

أحب هذه النوعية التي تتطلب تحضيراً ومعرفة وإلماماً بقضايا حياتية، بالتالي تصقل ثقافة المقدّم كما المشاهد على حدّ سواء. لا تعرف هذه البرامج الملل أو التكرار أو حتى التصنّع، لأنها حقيقية وبسيطة، تخاطب هموم المشاهد أو ما يفكّر به، كذلك تتطرق إلى اهتماماته الحياتية من خلال استضافة اختصاصيين، يقدمون خبراتهم ومعرفتهم، إضافة إلى وجوه فنية واجتماعية نواكب معها كل عمل أو حدث آني وجديد.

يقوم البرنامج على أربع مقدمات، كيف تقيّمين علاقتك بزميلاتك؟

جيدة. زميلاتي لطيفات ومحترمات، ولا تقصد أي واحدة منهن إثبات نفسها على حساب الأخرى. نعلم أن فشل إحدانا يعني فشل الجميع، فالحوار يجب أن يكون متناغماً، وعلى كل واحدة أن تعرف دورها في الحديث. من هنا، التقديم المشترك ليس سهلا بل يتطلب حنكة وذكاء وسرعة بديهة.

ألا تحتاجين أحياناً إلى إطلالة جديدة؟

نجاحي في هذه النوعية من البرامج هو سيف ذو حدّين، فقد اعتاد الناس أسلوبي الحواري، وفي لحظة انطلاق البرنامج يخامرني شعور بأنني في ملعبي وجاهزة لمحاورة أي ضيف في أي مجال كان. في المقابل، أحتاج إلى التجديد وإلى أن يكون لدي برنامجي الخاص الذي أستطيع، من خلاله، إثبات قدراتي المهنية.

ما الذي يؤخرك عن هذه الخطوة؟

وضع الشاشات اليوم في العالم العربي عموماً ولبنان خصوصاً لم يعد كما كان في السابق، الإنتاجات محدودة وثمة تقشّف، إضافة إلى المحسوبيات وغيرها من أمور تجري وراء الكواليس. بالتالي، هذه الخطوة ليست سهلة، لكني أؤمن أن من يملك موهبة وثقافة وحب الناس ويجتهد لتحقيق ما يصبو إليه لا بد من أن يصل إلى ما يريد.

هذا الواقع التلفزيوني، ألا يهدّ معنوياتك؟

لا يقتصر هذا الواقع على التلفزيون، بل يمتد إلى قطاعات الحياة، لكن على الإنسان أن يغامر دائماً وألا يفقد الأمل للاستمرار، في هذه المرحلة أطوّر نفسي وأصقل موهبتي لأكون حاضرة حين أتلقى فرصة مناسبة.

يسيطر الإسفاف والسطحية على معظم البرامج التلفزيونية، ما رأيك؟

أنظر إلى التلفزيون على أنه مصدر ثقافي، فالإنسان الأمّي الذي لا يقرأ أو يكتب يتعمّد مشاهدة التلفزيون لتعويض النقص وتعزيز ثقافته ومعلوماته من خلال البرامج. لكن للأسف يتجه المنتجون اليوم إلى أطر أخرى لأسباب لا أريد الدخول في تفاصيلها.

يقول كثيرون إن {الجمهور عاوز كده} ويدعمون رأيهم من خلال نسبة المشاهدة المرتفعة!

أرفض هذه المقولة جملة وتفصيلاً. غير صحيح أن نسبة المشاهدة تقرر نجاح برنامج معيّن، اليوم، مع تطور مواقع التواصل الاجتماعي يمكن عرض أي فيديو يتضمن إباحية فيحقق نسبة مشاهدة عالية، هل يعني ذلك أن المادّة التي تقدّم مهمة وقيّمة؟

طموحات... وحروب

هل تحبين البرامج القائمة على مقدم واحد وضيف واحد؟

جداً، أشعر بأنها ملعبي أيضاً.

لكن ألا تعتقدين أن المشاهد ملّ من هذه البرامج؟

سيطرت البرامج القائمة على أكثر من مقدّم وأكثر من ضيف في مرحلة معينة، وهي تتشابه من ناحيتي الشكل والمضمون، وهذا أمر طبيعي، فهموم المشاهد هي نفسها وبالتالي ما من جديد تحت الشمس. لكن طرأ في الفترة الأخيرة تغيير أو تعديل على جوهر هذه البرامج التي بدأت تأخذ شكلا مختلفاً، وثمة عودة إلى البرامج القائمة على المقدم والضيف الواحد لتأخذ مكانها على الشاشة.

قدمت برنامجاً إذاعياً يقوم على الضيف الواحد، كيف تقيّمين التجربة؟

أكثر من ممتازة واكتسبت من خلالها خبرة، كان الحوار مباشراً على الهواء لفترة ساعتين استضفت فيه وجوها في مجالات فنية، أهمها دريد لحّام، وشعرت بأن الناس لا يملون من طول البرنامج أو من الضيف الواحد، في حال كان الحوار مشوّقاً والأسلوب راقياً بعيداً عن الابتذال أو التكرار، إضافة إلى تصريحات جديدة يعتبرها البعض سبقاً صحافياً.

بماذا يتميز أسلوبك؟

لا أستطيع تقييم نفسي من هذه الناحية، بل يمكنني القول إنني أكسر الحاجز بيني وبين الضيف، فيشعر بالراحة إلى أقصى الحدود، ولا يجمّل حديثه ولا ينمّقه بل يأتي سلساً وصادقاً، يعترف من خلاله بأمور لم يسبق أن تحدّث عنها.

البرامج الحوارية

مقدمات كثيرات انتقلن من تقديم البرامج الحوارية إلى تقديم برامج المواهب، هل يستهويكِ هذا المجال؟

طبعاً، هذه البرامج ناجحة وتتمتع بجماهرية، إضافة إلى إنتاجها الضخم، ويوفر لي الوقوف على مسرحها خبرة إضافية، خصوصاً أنني قدمت حفلات مشابهة لها، على غرار حفلة رأس السنة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وأنا جاهزة لأي إطار جديد يمكن أن أجد نفسي فيه شرط أن يتمتع بمقومات جيدة.

ماذا عن الحروب التي تتعرضين لها من تحت الطاولة؟

واجهت الكثير منها. علمت أن اسمي كان مطروحاً لتقديم أكثر من برنامج ضخم على الشاشة، لكن، تحت ضغوط معينة، تم استبدالي. أصبح التلفزيون قائماً على العلاقات العامّة، مثلاً في بعض البرامج لا يجرون {كاستينغ} بل يختارون المقدمة في حال كانت قريبة من المنتج أو صاحب المحطّة، وهي تتمتع بحظوظ أوفر للوصول إلى ما تريد. بكل تواضع أقول {أنا مش شاطرة بالعلاقات العامة} (تضحك).

ثمة عودة إلى البرامج القائمة على المقدم والضيف الواحد لتأخذ مكانها على الشاشة
back to top