الأدب بين اللاءات الثلاث

نشر في 26-03-2016
آخر تحديث 26-03-2016 | 00:00
 حمدة فزاع العنزي تعرّض الأدب لصراعات كثيرة ومحاولات لمنعه ووقفه كانت تؤخره حيناً، ولكنها لم تستطع إيقافه بتاتاً، لأن أسياد الأدب كانوا يكافحون من أجل قناعات يؤمنون بها ولم يستقوها من مدارس أو جماعات فكرية.

ضاع الأدب بين لاءات ثلاث لربما رآها البعض جزءاً من عادات إسلامية أو تقليدية شعوبية أو سرقات لا أخلاقية من بعض متنفذي العلم و»كراتين» البحث الأدبي التي تسمع منها الصوت ولا ترى الجوهر الذي يجب أن يزدان به من يحمل هذا الأدب الفني والأخلاقي.

لاءات الأدب الثلاث... لا للحداثة اللفظية والدلالية التي يراها المتأسلمون على أنها خروج اللفظ عن حدود وإطارات التدين المبتدع الذي جره علينا أتباع دين ليس عندهم إلا «قبحك الله» و»سود الله وجهك»، فضلاً عن ملاحقات اجتماعية ودينية واتهامات بالزندقة، واستباحات لأديب وظف اللفظ لخدمة أهداف يجهلها من يجهل الغاية الأدبية.

لا لـ»الشعوبية»، وهي التي كانت تظهر عند الفرس والأعاجم من الشعوب الأخرى، لكن ما نراه واضحاً في زمن التحلل من قيود الأمة والقبيلة والطائفة يبرز جلياً لدى الشعوب العربية بعد أن حاول الكثير من أدباء الحداثة إرجاع الأدب السليب إلى أحضان العرب ولأهل الصحراء، حيث نرى شعراء كثيرين تذوب فكراً ووجوداً في كلماتهم وأبياتهم التي تحمل خفايا آهات لا تستطيع أن تبوح بها لاعتبارات سياسية أو دينية أو مجتمعية، ولكن تعبير اللفظ يخفي ويتستر خلفه الهدف والغاية التي في صدر الشاعر.

ولا لـ»السرقات الأدبية» التي لم يخلُ منها عصر، ولكن عصرنا تفوق على عصور السرقات كافة، حيث لم تكن أكاديميات تعليمية أو دالات وهمية توزع، كانت أدبياتهم تتناقل عبر الألسن ويسقط البعض سهواً ويزداد الفن، ولكن السرقة العمد اليوم باتت تشوه الأدب وتعرى الأخلاق، حتى طالت يد التبجح وجرأة السرقات كثيراً من البحوث والدراسات التي قام بها باحثون وطلبة علم ليست لهم أسماء معروفة ولا توجد في هويتهم واو الواسطة والتسلق، ليسطو على جهودهم اسم لامع بالوهم ويستبيح عرض تلك البحوث والدراسات، ليكون المليك الباحث المتعطف المتواضع الذي يرضى مشكورا بوضع اسمه على مثل هذه الدراسات.

أفٍ لك يا زمان من خليل، فقد استبحت ما لم يكن مستباحاً.

back to top