الخطوة الأولى تبدأ بإنشاء مناطق عازلة في سورية

نشر في 25-02-2016
آخر تحديث 25-02-2016 | 00:01
تتجلى الخطوة الأولى المفضلة لمواجهة تهديد المهاجرين من تنظيم "الدولة الإسلامية" في قيام الولايات المتحدة و"حلف شمال الأطلسي" (الناتو) بحماية المدنيين السوريين في المناطق العازلة الموجودة بالفعل على طول الحدود السورية ورعايتهم.
 نيويورك تايمز مع فرار آلاف اللاجئين السوريين من الهجوم الذي يشنّه نظام الأسد بدعم من روسيا وإيران لتطويق مدينة حلب، أكبر مدينة في سورية، ومع إشارة المسؤولين في الاستخبارات الأميركية إلى اختراق تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) لموجات اللاجئين الضخمة المتجهة إلى الغرب هذا العام، حان الوقت لقيام واشنطن بمساعدة الدول المجاورة لسورية على معالجة الاحتياجات الإنسانية للسوريين الذين فروا إلى هذه البلدان.

وتتجلى الخطوة الأولى المفضلة لمواجهة تهديد المهاجرين من تنظيم "الدولة الإسلامية" في قيام الولايات المتحدة و"حلف شمال الأطلسي" (الناتو) بحماية المدنيين السوريين في المناطق العازلة الموجودة بالفعل على طول الحدود السورية ورعايتهم.

لقد تسببت المخاوف بشأن اختراق تنظيم "داعش" صفوف اللاجئين إلى قيام الأردن أساساً بإغلاق حدوده العام الماضي، واختار رعاية اللاجئين السوريين في المناطق العازلة التي بنيت في الأرض المحايدة بين الحدود السورية والأردنية.

وبينما ما زالت هذه المناطق تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية لمخيمات اللاجئين الملائمة، يمكنها في الوقت عينه في حال تم تحسينها بشكل كبير وضمان أمنها، أن تشكل قاعدة للجهود الرامية إلى حماية السوريين ورعايتهم في بيئة محصورة، وستحتاج مثل هذه المناطق إلى ضمان أمنها من القوات العسكرية للدول المجاورة لسورية، مثل تركيا والأردن، ولكنها ستتطلب أيضاً دعم القوات الجوية والقوات الخاصة الأميركية، وهي المساندة التي رفضت واشنطن حتى الآن تقديمها، ومن شأن ذلك أن يضفي طابعاً رسمياً فعلياً على المناطق العازلة التي بقيت قائمة على طول الحدود السورية لسنوات.

وقد شكّل قرب هذه المناطق من الدول المجاورة لسورية رادعاً طبيعياً للضربات الجوية لنظام الأسد لسنوات، ولكن في ظل ازدياد حدة التوتر بين روسيا وتركيا إثر عملية إسقاط الطائرة الروسية في أواخر العام الماضي، فإن زيادة هذا الردع يحتاج إلى دعم من الولايات المتحدة و"حلف شمال الأطلسي"، ولا يقتصر على الدعم الجوي فحسب، بل على أرض المعركة أيضاً، وعند حمايتها بشكل صحيح، يمكن توسيع هذه المناطق العازلة إلى "مناطق آمنة" محمية من الجماعات الإرهابية التي تعمل ضمن إطار المعارضة، والنظام والمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سورية من خلال جهود منسقة من دول الجوار. وفي وقت لاحق يمكن لهذه المناطق أن تكون بمثابة قاعدة لممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة من حلب وأماكن أخرى، وذلك بدعم من الإنزالات الجوية.

* أندرو جيه. تابلر

back to top