بيوت آيلة للسقوط

نشر في 02-04-2016
آخر تحديث 02-04-2016 | 00:01
 فواز جاسم الشيباني سألت أحد الأصدقاء عن شعوره بعد استلام منزله الحكومي الذي طال انتظاره سنواتٍ عديدة، بعد أن شاب رأسه وكبر أبناؤه، فقال، والفرحة لا تسعه، إنه سيسكنه مباشرة بالرغم من نقص الخدمات وبُعد المنطقة عن عمله ومدارس أبنائه، إلا أنه يريد أن يرتاح من صرف الأموال على الإيجار والأقساط ومستلزمات الأبناء التي "هدت حيله" سنوات طويلة بسبب تأخر الحكومة في منحه حق السكن!

كثيرون هم الذين بحالة صاحبنا من المواطنين، لكن فرحة بعضهم باستلام منازلهم الحكومية لم تكتمل، ففي الأسبوع الماضي اشتكى عدد من المواطنين من سكان منطقتي شمال غرب الصليبيخات وجابر الأحمد سوء تنفيذ الأعمال المدنية والصحية والتكسيات الداخلية والخارجية، ومنهم من اكتشف، من باب المصادفة، أثناء أعمال التوسعة في منزله أن الأعمدة والحوائط مملوءة بالتراب بدلاً من الأسمنت!

فلولا عناية الله واكتشاف هذا الخلل الكبير في البناء لسقطت البيوت فوق رؤوس أهلها. الطريف أن مجلس الأمة شرَّع قانوناً بإلغاء الرقابة المسبقة على مشاريع هيئة الإسكان بحجة تلافي التأخير والبيروقراطية، فإذا كانت الرقابة المسبقة الممثلة بإشراف ورقابة ومتابعة "الإسكان" قد أنتجت بيوتاً آيلة للسقوط، فماذا سيحدث لو تم إلغاء هذا القانون!

عموماً، سوء الإدارة وفشل أغلب قيادات الدولة في إنجاح المشاريع أصبحا أمراً اعتاده المواطن، خصوصا في ظل غياب الشفافية والرقابة الفعلية من مجلس الأمة الذي أصبح في عهدة الحكومة، لذا فإن نداءنا اليوم نوجهه إلى الحكومة وحدها، حاسبوا المقاولين والمشرفين على المشاريع الإسكانية قبل أن تحل كوارث تعجزون عن مواجهتها، يكفي أن طوابير انتظار السكن قد وصلت إلى عشرين عاما، فلا تضيقوا على المواطن عيشته ولا تفسدوا فرح استلام المنزل بعد طول العناء!

back to top