أنطاليا... «الريفييرا» التركية جنة الأرض وموطن الأساطير

نشر في 01-03-2016
آخر تحديث 01-03-2016 | 00:01
يتعايش فيها الجبل والبحر والشمس وسحر الطبيعة بانسجام متكامل
مدينة التاريخ والآثار، جنة الأرض، موطن الأساطير، أجمل المدن، الريفييرا التركية، ملتقى الشمس والبحر، قلب السياحة النابض، فرص الاستثمار الواعدة، الطبيعة الآسرة للقلوب... وصف واحد مما سبق جدير بأن يجعل من أي منطقة مزاراً سياحياً ومقصداً للراغبين في الاستثمار، فما بالك إذا تجمعت كل تلك الأوصاف في منطقة واحدة تنبض حيويةً وسحراً وجمالاً معبرة عن ولاية تركية... اسمها أنطاليا؟!

هناك في حضن جنوب غرب تركيا في غرب منطقة البحر الأبيض المتوسط، تتألق أنطاليا زهواً، أرضاً وبحراً وجبلاً، وبسبب مناخها المعتدل وأعداد السياح الذين يفدون إليها بمئات الآلاف سنوياً من شتى أنحاء العالم، شهدت تلك المحافظة تطوراً لافتاً لدعم حياتها الاقتصادية التي تعتمد على  السياحة إلى جانب نشاطَي التجارة والزراعة.

وبعد الأزمة الراهنة بين تركيا وروسيا وتناقص عدد السياح الروس الوافدين إلى تلك المنطقة، جاءت النسخة الأولى من قمة أنطاليا الدولية لبلدان الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، بهدف تشجيع السياح العرب على زيارتها، وفتح فرص استثمارية أمامهم.

وشارك في هذه القمة، التي رعتها الخطوط الجوية التركية ونظمتها وكالة التنمية غربي البحر المتوسط بدعم من وكالة دعم وترويج الاستثمار التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، نحو 240 وكالة سياحية من أغلب الدول العربية، إلى جانب حضور إعلامي يقارب 75 صحافياً، إضافة إلى سفراء بعض دول الخليج والدول العربية الأخرى في تركيا.

جزيرة استقرار

وافتتح القمة نائب وزير السياحة والثقافة التركي حسين يايمان، الذي قال إن تركيا "ستبقى جزيرة استقرار وأمان من خلال ديمقراطيتها وشعبها وتاريخها"، مؤكداً أن بلاده تمتلك مقومات استثمارية ضخمة في السياحة.

واعتبر مسؤول دول الخليج في وكالة دعم الاستثمار التابعة لرئاسة الوزراء التركية مصطفى غوك صو أن الأزمة الراهنة بين تركيا وروسيا ستساعد على فتح فرص استثمارات وأسواق جديدة لبلاده.

وقال غوك صو إن "أنطاليا تمتلك كل ما يحتاج إليه السياح العرب، من شاطئ بحر ومناظر طبيعية ومراكز استجمام"، لافتاً إلى أن بلاده تعد لتنفيذ مشاريع جديدة من شأنها استقطاب مزيد من السياح، لاسيما مع ما يربط بين الأتراك والعرب من أواصر المحبة الممتدة عبر التاريخ.

الخطوط التركية

أما نائب الرئيس المبيعات والتسويق للشرق الأوسط وقبرص في الخطوط التركية آدم سيالان، فتحدث عن العمل الجاد الذي تقوم به الشركة لتطوير خدماتها وزيادة أسطولها من الطائرات الحديثة، مما جعلها تحصل على جائزة أفضل ناقل جوي عالمياً خمس سنوات متتالية.

وقال سيالان إن لدى شركته حوالي 300 مكتب حول العالم، تتوجه طائراتها إلى أكثر من 266 وجهة دولية، لافتاً إلى أن مطار أنطاليا يعتبر ثالث أكبر مطار في تركيا، ويستقبل سنوياً من 11 إلى 12 مليون سائح.

والي أنطاليا

وفي كلمته، أكد والي أنطاليا معمر تركير أهمية ولايته كوجهة سياحية مميزة للسياح من شتى أرجاء العالم، لما تحتويه من فنادق فاخرة ومميزة، وما تحتضنه من شواطئ خلابة وأماكن تاريخية وطبيعة آسرة، متمنياً أن تأتي هذه القمة بنتائج ملموسة تنعكس على زيادة معدل السياح العرب إلى هذه المدينة الجميلة.

التاريخ والجمال

وقد شهدت أنطاليا قيام حضارات عديدة على أرضها قبل التاريخ، وهي أكثر مدن تركيا غنىً بالأماكن الأثرية القديمة، حتى إنها لتبدو كأنها أعدت لتكون متحفاً، إذ يمكن مشاهدة آثار من عصور مختلفة تعود إلى العهود الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.

وهي منطقة ساحرة تحيط بها أجمل البلدات التي تضم مئات المنتجعات، وكانت ومازالت العنوان الأول في تركيا للمولعين بالبحر والشمس، إذ تحيط بها جبال بي داغلاري ذات القمم المكسوة بالثلج حتى في أشهر الصيف، فضلاً عن المنتجعات والفنادق الصغيرة وأماكن التسلية المنتشرة بين أشجار الأرز التي تلامس شاطئ البحر.

 وتبقى المكان الأول لقضاء الإجازات، إذ اكتسبت بفضل آثارها وجمال طبيعتها اسم الريفييرا التركية، التي يتعايش فيها البحر والشمس وسحر الطبيعة بانسجام متكامل، فهي تملك واحداً من أجمل وأنظف شواطئ البحر المتوسط، وتقع على سواحلها التي تمتد إلى 630 كم، مدن تاريخية وخلجان وشواطئ رملية وغابات وشلالات.

هذا إضافة إلى شوارعها التي تسيجها أشجار النخيل ومئذنتها التي حصلت على جائزة دولية وهندستها المعمارية التقليدية التي شكلت الحي القديم الرائع، إلى جانب أحيائها الحديثة.

وعلى بعد 14 كيلومتراً شمال شرق أنطاليا، يمكن أي سائح التمتع بتجربة في قلب الطبيعة بالسير خلف شلالات دودين المتدفقة التي تندفع لتصب في البحر مباشرة، ولا يفوق جمالها وسحرها إلا مشاهدتها من البحر، كما يستطيع السائح أن يركب السفن التي تنطلق في كل ساعة من المرفأ في اتجاه تلك الشلالات... وهو مشهد من أندر وأثمن وأمتع ما يمكن أن يحظى به سائح.

التلفريك

أما تلفريك "أوليمبوس" فهو واحد من المعالم المميزة لتلك المنطقة، ويقع على سلسلة جبال أوليمبوس الواقعة جهة البحر المتوسط، وهو يعمل عادة طوال العام، مع بعض الاستثناءات أثناء الطقس البارد وحركة الرياح الشديدة.   

ورحلة هوائية على متن هذا التلفريك تستغرق أقل من ربع ساعة كفيلة بأن تنقلك إلى عالم من الخيال والمتعة غير المسبوقة بما تراه حولك من أروع المشاهد البانورامية المميزة والفريدة، وما تشاهده من لون أزرق فوقك في السماء وإلى جوارك في البحر، ممزوجاً بالأخضر الذي يتوج هامات الجبال، على امتداد نحو 4359 متراً هي المسافة بين محطة الانطلاق وقمة الجبل.

وعبر عربة التلفريك المريحة التي تتسع لنحو 80 شخصاً يمكنك أن تحفر في ذاكرتك الجمالية رحلة لا تنسى مع رفاقك وأحبابك  بين السماء والأرض والجبال والبحر، في لوحة إبداعية قل أن تجد لها مثيلاً من تلك المناظر المذهلة، والأجواء الجميلة.

رئيس المنظمة العربية للسياحة: زيادة عدد السائحين العرب إلى تركيا ضرورة

دعا رئيس المنظمة العربية للسياحة د. بندر بن فهد آل فهيد شركات ووكالات السفر العربية والتركية، إلى زيادة التعاون فيما بينها، وتنفيذ برامج مشتركة، بما من شأنه زيادة عدد السائحين العرب إلى تركيا.

وقال د. آل فهيد، في كلمة له بمؤتمر السياحة والاستثمار في مدينة أنطاليا، إن صناعة السياحة تدر دخلاً تبلغ قيمته 29 مليار دولار، في حين تشكل السياحة العربية من هذا الدخل 4 مليارات دولار لعدد مليوني سائح عربي.

وذكر أن مجموع عدد السياح إلى تركيا بلغ العام الماضي 36 مليون سائح، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.7 مقارنة بعام 2014.

وبينما أكد وجوب زيادة حجم الاستثمارات العربية التركية والتعاون في إنطاليا، طالب المعنيين في تركيا بخفض الضرائب من أجل تشجيع الاستثمار الأجنبي، مبيناً أن المنظمة تبذل جهوداً لتعزيز الاستثمارات العربية هناك.

«بيليك»... تتربع على شواطئ ساحرة ورمال بيضاء

منذ اللحظة الأولى التي تصبح فيها على مشارف مدينة بيليك، تدرك تماماً أنها وجهة سياحيّة مهمة في تركيا، إذ إن معظم فنادقها، التي تبلغ نحو 30 فندقاً من فئتي 4 و5 نجوم، تعد مدناً سياحية قائمة بحد ذاتها، إضافة إلى العديد من مرافق الإقامة والخدمات والمراكز الثقافية والترفيهية، مما يجعلها وجهة جاذبة للسياح والزوار من شتى أنحاء العالم.

وأكثر ما يثير الإعجاب متحفها المائي "أنطاليا أكواريوم"، الذي يعتبر وجهة فريدة للزوار والعائلات، ويعد الأضخم في العالم، إذ يضم نفقاً بطول 131 متراً وعرض 3 أمتار، وهو يتيح للزوار رحلة متميزة لاستكشاف الكائنات والمخلوقات البحرية على اختلاف أنواعها.

وتتربع تلك المدينة الفاتنة على شواطئ محافظة أنطاليا المعروفة بشواطئها الساحرة ورمالها البيضاء وغابات الصنوبر، كما تسطّر هذه المدينة صفحات من تاريخ الثقافة التركية العريقة، إذ يرجع تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

ويمكن لزوار "بيليك" قضاء يوم في التجوّل بشوارعها والاطلاع على الثقافة الأصيلة للمدينة، واختبار توابلها ومأكولاتها المحلية، ويعتبر جامع بيليك واحداً من أعرق المعالم التاريخية في المدينة؛ وهو يثري روعة أجوائها الحافلة بالجمال والاسترخاء لاسيما عند المساء، ويتربع هذا الجامع في قلب المدينة محاذياً العديد من النصب التذكارية العظيمة وشلاّلاً مائياً ومجموعة واسعة من منافذ التسوق المتناثرة في الجادات المحاطة بالأشجار على جانبيها ضمن منطقة لطالما لعبت دوراً محورياً في جميع خطط تركيا السياحية.

ويتاح للضيوف ثلاث طرائق للتنقل ضمن بيليك، إذ يمكنهم أن يستقلوا حافلات المدينة أو مترو الأنفاق أو سيارات الأجرة، وهي جميعها توفر الراحة لهم رغم أن الخيار الأخير قد يكون مكلفاً قليلاً.

back to top