قهوتك إشعاعية... ولا بأس بذلك!

نشر في 28-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 28-02-2016 | 00:00
No Image Caption
الموز إشعاعي بطبيعته. لا شك في أنك صادفت هذه المعلومة سابقاً. تعجّ هذه الفاكهة الصفراء بالبوتاسيوم، عنصر إشعاعي طبيعياً. يُعتبر الموز رمزاً للأشعة لدرجة أنه أوحى بابتكار وحدة قياس خاصة به، أي الجرعة المكافئة للموز التي تبلغ 0.1 ميكروسيفرت من الإشعاعات المؤينة.

لكن هل كنت تعلم أن قهوتك إشعاعية أيضاً؟ هذا صحيح! تبين أن مسحوق القهوة يكون إشعاعياً أكثر من الموز بثلاث مرات! إذا كنت تشعر بأنك تتوهج وتصدر صوتاً صاخباً بعد تناول قهوتك الصباحية، قد لا يتعلق هذا الأثر بالكافيين...

تكون بعض الأغذية الأخرى إشعاعية أيضاً. يحتوي كل كيلوغرام من الجزر والبطاطا البيضاء واللحوم الحمراء والفول الأخضر على كمية البوتاسيوم (أي جرعة الأشعة) الموجودة في الموز.

لكن تبدو جميع المأكولات باهتة مقارنةً بالبن البرازيلي الشهير. لا يشمل هذا البن اللذيذ كمية بوتاسيوم أكثر من الموز فحسب، بل إنه يحتوي أيضاً على كمية مفاجئة من الراديوم بما يفوق النسبة الموجودة في الأغذية الشائعة بألف مرة. يتراكم الراديوم في البن بسبب نظام الجذور المتوسّعة في شجر البن البرازيلي.

هل يعني ذلك أن محبي البن البرازيلي معرّضون للكارثة التي واجهتها {فتيات الراديوم} قبل قرن من الزمن؟

عملياً، لا داعي للقلق من وجود أشعة في الأغذية. رغم شيوع استهلاك القهوة في بعض المجتمعات، ما من خطر جدي. يجب أن تستهلك بين مليون ومليونَي كيلوغرام من البن البرازيلي كي تبلغ جرعة قاتلة من الأشعة. لا شك في أن معدتك ستنفجر قبل أن تتسمم بسبب الأشعة!

من الطبيعي أن تسبب الأشعة الخوف كونها تشكّل تهديداً خفياً. لكن يكفي أن نفكّر بأن البشر، وجميع الحيوانات طبعاً، عاشوا على الأرض لملايين السنين، كما أننا نستمتع بأشعة الشمس التي تبث الحياة في كوكب الأرض يومياً. تنتج الشمس الأشعة كل يوم على شكل ضوء قوي ودافئ، ومع ذلك نتابع العيش لأن جميع الكائنات التي تعيش ضمن هذه المساحة طورت آليات جسدية مدهشة لتخفيف ضرر الأشعة وإصلاحه.

بتأثيرٍ من الأشعة، تشهد جزيئات الحمض النووي داخل 100 مليون خلية من خلايانا تفككاً مزدوجاً كل ساعة، ما يعني تضرر الرابطين الموجودين في شكل الحمض النووي الحلزوني المزدوج. عند حصول ذلك، قد تضطرب المعلومات الوراثية المشفّرة في داخله. لكن رغم هذا التفكك اليومي للحمض النووي، نحن لا ننهار ولا نصاب بالسرطان تلقائياً.

باختصار، يمكن اعتبار الحياة بحد ذاتها إشعاعية. لا تدعو هذه الظاهرة للخوف. هكذا هي الحياة بكل بساطة!

back to top