هل أصبح التعليم باللعب أمراً حتمياً؟

نشر في 19-03-2016
آخر تحديث 19-03-2016 | 00:01
 سناء راشد السليطين إذا تأملنا الألعاب الشعبية القديمة مثل: لعبة (العنبر)، وحي الميد، وطاق طاق طاقية، وخروف مسلسل... إلخ، التي كان يلعبها الصغار بالحارات وأمام المارة، فسنجد أنها لم تكن تحمل مفهوم العنف والقتال أو أن لها أبعادا دينية وسياسية، بل هي ألعاب للتسلية وإثارة الحماس لإكساب من يمارسها السرعة والانتباه وإشعال روح المرح والحركة الجسدية وشغل وقت الفراغ باللعب الجماعي.  وهي لم تعد موجودة اليوم، فقد انتهت مع جيلها بعد أن استُبدِلت في عصر النت بالألعاب الإلكترونية التي باتت تغرس بعض السلوكيات غير المقبولة في المجتمع، مما حدا بالشباب إلى الانعزال لعدم حاجتهم للفريق كالسابق، فقد أصبح الفرد لديه فريق إلكتروني، لا يعلم من هم وما هي خفاياهم، المهم أن يجد من يلعب معه وقت ما أراد اللعب، مما جعله يفتقد التواصل الاجتماعي مع الأسرة والمجتمع، وتغيب معه فرصة مراقبة الآباء لنوعية الصداقة الإلكترونية الجديدة مما يعرضه لاكتساب عادات دخيلة على مجتمعه من خلال تواصله مع مجتمع النت الذي لا يُعرف لهم أصل ولا فصل من القيم والأخلاق، بالإضافة لافتقاده ممارسة الرياضة البدنية التي لها تأثير كبير على الصحة العقلية والنفسية والجسدية. وعليه يجب أن ننتبه إلى التغييرات التي أحدثها عالم النت، والتي لها أبعاد خفية في هدم كثير من أخلاقيات وسلوكيات جيل اليوم من خلال غسل أدمغتهم وبرمجتهم بالفكر المعادي، لما تربوا واعتادوا عليه في مجتمعاتهم الآمنة والمسالمة، فجعلوهم أسرى أفكارهم ومعتقداتهم يقودونهم من خلال تلك الألعاب المجنونة ويحركونهم كالدمى لتحقيق مآربهم. لذا لا بد من إطلاق صافرات الإنذار والاستنفار الحقيقي بوجه الخطر المقبل الذي يستهدف زعزعة أمن المجتمع والوطن بتكاتف الجهود من عدة جهات ومؤسسات إصلاحية بالدولة لحماية الثروة البشرية من الأطفال والشباب، وذلك بعد أن لامسنا التأثير القوي من الألعاب على إدراكهم وعلى إحداث التغييرات في سلوكهم في ظل التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي التي بات المرء يتعلم منها الكثير، لندرك أهمية التعليم باللعب والذي يعتبر من الضروريات الحتمية لبناء جيل واعد ينهض بالوطن من خلال غرس العادات الأصيلة والقيم التربوية في المؤسسات التعليمية. كما ينبغي انتقاء نوعية الألعاب ذات القيم والأخلاقيات الإسلامية السليمة تحت رقابة ووصاية أسرية ومجتمعية تسعى إلى التعليم الراقي للنهضة بأفراد المجتمع، واستثمار إبداع الشباب لاستحداث تلك الألعاب التربوية والتعليمية بتحفيزهم ومكافأتهم ومنحهم الحقوق الفكرية وبراءات الاختراع الوطنية لحثهم على المزيد من الإبداع واستغلال الطاقات الكامنة داخلهم لينشغلوا بما هو أسمى وأنفع لهم ولأوطانهم.
back to top