همسات على ورق: مواطنتي... أيديولوجيات أفلاطونية

نشر في 06-02-2016
آخر تحديث 06-02-2016 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي أريستوكليس هو الاسم الحقيقي للفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي حصل على هذا اللقب من معلمه الخاص. رافق أفلاطون سقراط ثمانية أعوام تعلّم منه خلالها فن الحوار المنطقي والأخلاقي، حتى يصل إلى الحقيقة في فنون المعرفة المختلفة والعلوم، واستمر تعليمه 12 عاماً فخرّجا للعالم فيلسوفاً صاحب سياسة فكرية وأيديولوجية فلسفية باحثة عن الحقيقة لاعتناقها، والإيمان بها دون أن يمليها عليه آخرون أو تفرضها عليه حكومة أو سياسة جماعة معينة... ونحن نقضي سنوات في التعلم دون أن نخرج بحقيقة سوى الحصول على ورقة عنونت بانتهاء المراحل التعليمية وحاملها يصلح لممارسة العمل، لينتهي المطاف بمرتب شهري.

يتكرر مصطلح الأيديولوجية كثيراً، فهي تعني علم الأفكار والقيم والأهداف التي ترغب جماعة ما في تحقيقها بطرق مختلفة، سواء بإقناع أو إجبار، حيث ينظر إلى هذه الأيديولوجية على أنها حق يجب أن يتبع، فهذا ما سعى إليه أفلاطون من خلال محاوراته مع الطرف المقابل، فإما أن أقتنع أو تقتنع أنت أو نتعايش في حدود الاحترام وعدم التعدي... هذا وأفلاطون فيلسوف صاحب علم وفكر! فما بال بعض قومي ممن قرأ صفحات، من كتب أو كتيبات لا تسمن ولا تغني من جوع فكري، ينصّب نفسه حاكماً ووالياً فكرياً ومواطناً على بقية المواطنين المستقرين والوافدين.

لكي أكون مواطناً يجب ألا أسقى المواطنة في قنينة أو أحفظها كمنهج دراسي يكتب ولا يقرأ، بل هي انتماء وأحاسيس لا توقظ بنشيد أو بصورة أو بمناسبة، هي وليدة كل حين ووقت لا نحتاج إلى استدعائها كلما قرعت طبول المناسبات وهتافات الآخرين بإثبات المواطنة والولاء.

يحاول البعض فرض ما يؤمن به دون السماح للآخرين بمحاورته أو الوعي لما تحمله هذه الحقيقة من مفسدات خفية تحقق مصالح شخصانية لجماعة ما، سواء كان هذا المحاور معلماً أو سياسياً أو أديباً أو معارضاً... يربطون مواطنتك بشخص أو جماعة أو طائفة، بعكس الحقيقة المؤكدة وهي أن المواطنة للوطن ترابه وأرضه وسمائه، حيث إن رحل الجميع فستبقى الأرض وإن كانت بحالة غير حالها.

لتكن سبل الحوار مفتوحة ولا تغلق لا لأجلك ولا لأجلي، بل لأجل حقيقة ووطن واسم تحمله قلوب وعقول أطفالنا... لا تشوهوا معنى المواطنة ولا تقتلوها في نفوس طاهرة حملتها لطهارتها... لنتحاور أو لنصمت.

back to top