محطة مشرف تضاعف استيعابها إلى 220 ألف م3 من المجاري

نشر في 16-12-2014 | 00:04
آخر تحديث 16-12-2014 | 00:04
الجريدة• جالت فيها للتعرف على إجراءات معالجة أزمتها السابقة... وآلية عملها لخدمة 9 مناطق سكنية
محطة مشرف أكبر محطات الشرق الأوسط الناقلة لمياه الصرف، تم تأهيلها بكوادر وطنية بكفاءة عالية، لنقل مياه المجاري لتنقيتها ومنع صرفها في البحر.

ارتبط اسم محطة مشرف بالأزمة الكبرى التي أدت إلى توقفها قبل أعوام قليلة، بسبب خلل في بوابتها الرئيسية تسبب في إغراق الأجزاء السفلية وتوقفها زهاء عامين.

ورغم تلك الأزمة، تشكل محطة مشرف الإنجاز المحلي الأبرز في سياق استيعاب الصرف الصحي في البلاد، حيث تخدم المحطة 9 مناطق ذات كثافة سكانية عالية في البلاد هي الرميثية، وسلوى، والبدع، والسالمية، والجابرية، وحولي، وجزء من صباح السالم، وصبحان الصناعية، وجزء من جنوب السرة».  

وبينما صممت المحطة لاستيعاب 140 ألف متر مكعب من مياه المجاري يومياً في أوقات الذروة، فقد تم رفع طاقتها الاستيعابية حالياً إلى ما بين 215 إلى 220 ألف متر مكعب بعد إعادة تأهيلها وتشغيلها اعتباراً من مطلع ديسمبر 2012».

«الجريدة» جالت داخل المحطة لتتعرف على واقعها بعد إتمام عمليات التأهيل واستئناف العمل بكل طاقتها.

بداية، تحدث مهندس الكهرباء في فريق عمل المحطة مكرم زكي عن إعادة تشغيل المحطة، والعمل منذ أكثر من عامين بكفاءة عالية، قائلا: إن المحطة كانت غارقة في مياه المجاري بمعداتها في الأدوار السفلى، وقمنا بسحب المياه منها وتجفيفها، وتم رفع كل المعدات التالفة والغارقة، وإصلاح ما أمكن إصلاحه منها، وتم تبديل المعدات التي تلفت بالكامل».

وأضاف زكي «تمت إعادة المحطة إلى الخدمة أفضل مما كانت عليه في السابق، وحالياً تعمل بصورة جيدة، وكفاءة عالية، وهناك بعض الملاحظات على أعمال التأهيل التي قام بها المقاول، ونشرف على استكمال هذه الملاحظات، واستكمال كل أعمال التأهيل في المحطة».

9 مناطق سكنية

وبيّن أن محطة مشرف تقوم بسحب مياه الصرف الصحي من 9 مناطق، ويتم ضخ هذه المياه إلى محطة العارضية، وهي محطة أكبر حجماً من محطة مشرف، وتقوم بدورها بإعادة ضخ المياه إلى محطة تنقية الصليبية، منوهاً إلى أن محطة مشرف مصممة لنقل 140 ألف متر مكعب من المياه في أوقات الذروة يومياً، لكننا وصلنا إلى نقل 215 و220 ألف متر مكعب في أوقات الذروة، وفي الأوقات العادية نصل إلى قرابة 210 آلاف متر مكعب في اليوم.

11 مليون دينار

وأوضح أن تكلفة إنشاء محطة مشرف وصلت إلى 58 مليون دينار كويتي، وإعادة تأهيلها قرابة الـ11 مليونا، مشيراً إلى أن فريق العمل حرص على أن يصلح ما يمكن إصلاحه، وإذا تعذر أمر ما يتم استبدال المعدات التي لا يمكن إصلاحها.

وأشار زكي إلى أن السبب الفني للمشكلة إلى الآن، في ظل غرق المحطة، لم يتمكن أحد من معرفته، إلا أن البوابة الرئيسية للمحطة التي تأتي من خلالها مياه الصرف الصحي كانت مفتوحة، ولم يتم إغلاق البوابة بصورة كاملة، لأسباب غير معروفة حتى الآن، والبوابات قد لا تغلق بسبب وجود بعض المخلفات أو الحواجز.

وأكد أنه لم يتم حتى الآن حصر السبب الفني الرئيسي وراء عدم إمكانية غلق البوابة ومنع المياه من الدخول إلى المحطة وغرقها، لافتا إلى أن المعدات الأساسية في المحطة تم تبديلها، والمعدات الاحتياطية تم إصلاحها، و»حرصنا خلال عمليات التأهيل على أن كل ما يمكن إصلاحه يتم إصلاحه وعدم تبديله، لذلك تكلفة التأهيل لم تكن مرتفعة.

وأشار إلى أن المحطة تعمل بشكل طبيعي من 1/12/2012 وتم اختبار كل المعدات التي تم تأهيلها مدة 11 شهر تقريبا، إلا أن التشغيل لم يكن كاملا، موضحا أن فترة التأهيل استغرقت قرابة عامين وشهرين.

 

38 متراً تحت الأرض

وأوضح زكي أن محطة مشرف تتكون من عدة أدوار سفلية ويصل عمقها إلى 38 مترا تحت الأرض، والبوابة الرئيسية على بعد 35 مترا، وقطر البوابة الرئيسية 2 متر، والخط الرئيسي الناقل للمجاري من مناطق الخدمة قطره 2 متر، ويستوعب كافة المياه التي تأتي من مناطق الخدمة.

ولفت إلى أن المعدات غرقت في مستويات عدة من المحطة إلى أن توقفت المياه عند مستوى مياه البحر، وتم انتشالها بعد سحب المياه عن طريق المضخات الغاطسة، وتم سحب المياه بشكل كامل، وتجفيفها، والتأكد من خلوها من الغازات الكريهة والتلوث، واستطعنا الدخول ومعرفة حالة المعدات، وتم رفعها وإصلاحها، وتبديل المعدات التالفة.

وأشار إلى أن محطة مشرف من المحطات المشهود لها بعدم وجود شكاوى من السكان لوجود روائح كريهة صادرة عنها، لأن المحطة بها أجهزة معالجة للروائح وتم تطويرها خلال فترة التأهيل، لذلك لا يشعر بها أحد.

وأوضح زكي أن التشغيل والصيانة عمل متكامل، وكل ما يتم تشغيله يستهلك، وتتم معالجة الاستهلاك، ويتم إجراء الصيانة الوقائية منعاً لحدوث التلف أو الأعطال، تحسباً لحدوث التلفيات، والعمل في الصيانة يتم من خلال منظومة متكاملة يقوم بها المقاول تحت إشراف الوزارة بموجب برامج معتمدة من الوزارة، ويتم تنفيذ جداول الصيانة طبقاً لتوصيات مصنعي المعدات.

وبين أن كثيراً من الشركات الموردة للمعدات يتم استدعاؤها للقيام بأعمال الصيانة لمعداتها، خصوصا عندما تكون هذه المعدات خاضعة للضمان، ولدينا أكثر من 5 شركات يأتون إلى المحطة من أجل إجراء الصيانة، والفحص الدوري، ونحرص على أن يظل الضمان قائماً.

تصفية العوالق

وأشار زكي إلى أن المحطة تقوم بنقل مياه الصرف، ولا تتم معالجتها في المحطة، إلا أننا نقوم بتصفية وتنقية المياه من العوالق والشوائب والأوحال والمخلفات، لتخرج إلى الخطوط الرئيسية خالية من تلك العوائق، لتصل إلى محطة ضخ أخرى، ومن ثم إلى محطة التنقية.

وأوضح أن مدخل المحطة من الأسفل به غرف توجد بها مصاف للرمال والأوحال، ولدينا أنظمة مختلفة لعمليات التنقية، إضافة إلى أنظمة احتياطية لترسيب الأوحال، وتخرج المياه بعد ذلك إلى حد كبير نقية بالدرجة التي يمكن تنقيتها كيميائيا لتصبح مياها معالجة بحسب المواصفات العالمية، ويتم سحب الرمال العالقة والأوحال وتخزينها في»كونتنرات» ويتم نقلها إلى أماكن المرادم التابعة للدولة.

فريق العمل

من ناحيته، أوضح مهندس مشروع صيانة وتشغيل محطة مشرف المهندس حسين أشكناني أن فريق العمل الذي قام بتأهيل المحطة مكون من مهندسين في تخصصات مختلفة، وكل فرد في الفريق كان له دور لا يمكن الاستغناء عنه، مثمناً دور المهندسات الكويتيات اللائي أثبتن كفاءة عالية مثلهن مثل المهندسين الرجال، بل تفوقن على الرجال.

وأشار أشكناني إلى أن «وقت العمل كذلك لا يقتصر على النهار، فإذا تطلب الأمر وجود المهندسات ليلا فتجدهن على رأس عملهن، وهن في المحطة جنديات مجهولات، وعندما غرقت المحطة كن موجودات طوال الـ24 ساعة».

الأمن والسلامة

بدورها، قالت مهندسة الأمن والسلامة داخل المحطة المهندسة شموس العوضي، «أسعى إلى تدريب العاملين على إجراءات الأمن والسلامة المتبعة خصوصا في حالات الطوارئ، وكوني مهندسة كيميائية وظيفتي في المحطة المحافظة على البيئة ومنع تلوثها، ولدينا في المحطة نظام كامل لمعالجة الغازات الضارة المنبعثة من مياه الصرف الصحي، يقوم بسحب الغازات ويتم إدخالها على أبراج أكسدة، وعلى فلاتر كربون، خصوصا غاز كبريت الهيدروجين، فهو غاز سام وخطير جداً».

وأضافت «تتم معالجة الغاز بكفاءة ممتازة، حتى أن ناتج الغاز في المحطة «صفر»، بما يتناسب مع المعدلات المسموح بها دولياً،

مشددة على حرصها على صحة العاملين داخل المحطة، وصحة أهالي المنطقة المقيمين خارجها أو بالقرب منها، «فنسعى إلى ألا يصل إلينا أية شكاوى في هذا الشأن، وهذا أمر نحرص عليه».

وبينت أن لجنة تأهيل المحطة تضمنت عدة مهندسات كويتيات رغم صعوبة عمل المهندسة في محطة صرف صحي، إلا أن الكويتية أثبتت جدارتها كمهندسة في القطاع الصحي، بشهادة الجميع.

وتمنت أن يكون المواطن الكويتي لديه وعي بالعمل الذي تقوم به محطة مشرف، و«التي تعد من أكبر محطات الشرق الأوسط، والدور الذي قمنا به والتعب والعرق الذي بذل من أجل إعادة تأهيلها كما كانت وبكفاءة أعلى، ونريد أن يتفاءل المواطن الكويتي وألا يكون لديه سلبية مما يقال إن مياه الصرف تصرف في البحر، فهذا الكلام غير صحيح، فالمحطة تعمل بكفاءة عالية جدا».

بدورها، قالت المهندسة دينا الصراف عضو لجنة تأهيل محطة مشرف، «انضممت إلى اللجنة مع بداية حادثة غرق المحطة، وأتولى الإشراف على العقود والتنسيق مع الجهات الرسمية في الدولة حول إجراءات الطرح والترسية».

وأشارت إلى أن «المهندسات العاملات في المحطة طوال الـ24 ساعة جاهزات للعمل لأي طارئ ممكن أن يقع، وتلفوناتنا مفتوحة في أي وقت ونقوم بالدور المنوط بنا».

شكر مستحق لجهود قيادات «الأشغال»

قدم مهندس مشروع صيانة وتشغيل محطة مشرف المهندس حسين أشكناني الشكر للمسؤولين في الوزارة على المجهود الكبير الذي قاموا به من أجل إعادة تأهيل المحطة، وإنجاز المهام، بداية من وزير الأشغال العامة المهندس عبدالعزيز الإبراهيم، ووكيلة الوزارة المهندسة عواطف الغنيم، ووكيل القطاع وليد الغانم، وكبير المهندسين المهندس محمود كرم، والمهندس علي بوالبنات على الدور الكبير الذي قاموا به لمساندة فريق العمل خلال إجراءات إعادة تأهيل المحطة مرة أخرى.

مهندسو المحطة: إذا لم تصرف لنا بدلات «روائح وخطر وضوضاء وتلوث» فلمن تصرف؟

أكدت المهندسة دينا الصراف أن المهندسين العاملين في المحطات لا يحصلون على بدلات «روائح وخطر وضوضاء وتلوث» رغم أننا نعمل في محطة مياه صرف صحي، فإذا لم يصرف لنا هذه البدلات فلمن تصرف؟، مؤكدة أن البدلات والمكافآت تشجع العاملين على أن يبذلوا ما لديهم من أجل ديرتهم.

وأضافت المهندسة شموس العوضي، أن هذه البدلات حافز لجذب الكوادر الوطنية للعمل في محطات الصرف، ومحطات التنقية المختلفة، لافتة إلى أن مهندسي الصرف الصحي في العالم يحصلون على أعلى بدلات، إلا أن هذا لا يحدث في الكويت، لذلك نؤكد أننا بحاجة إلى هذه الحوافز، إضافة إلى أننا في حاجة إلى دورات داخلية وخارجية، ودورات تشغيلية.

وقال المهندس حسين أشكناني إن «الوزارة لم تقصر في سعيها لتوفير البدلات المستحقة للمهندسين في المحطات، إلا أن الأمر لا يقتصر فقط عليها، فهناك ديوان الخدمة المدنية ووزارة الصحة، وكان يفترض أن يتم توفير هذه البدلات للمهندسين والعاملين في هذه المحطات لكونهم يستحقونها».

back to top