بلا سقف* ابتسم... فأنت فاشل

نشر في 22-11-2014
آخر تحديث 22-11-2014 | 00:01
 محمد بورسلي لأنني لا أجيد بيع الوهم، ولا أمارس تخدير العقول، فقد استبقت وقوع الفأس بالرأس، وقبل انطلاق البطولة، كتبت حتى نفد حبر قلمي، وصرخت حتى بح صوتي، وقلت محذراً حتى جف لساني: أحوال الأزرق لا تبشر بخير ولا تسر... منتخبنا فاقد للملامح، مطموس الهوية... الإعداد سيئ... عمل فييرا كله تخبيص بتخبيص... كرة القدم الكويتية تدار بطريقة فوضوية وعشوائية... بتنا على حافة الهاوية والسقوط المدوي قادم لا محالة... الخ، ولكن "عمك أصمخ"، لا يقبل نُصحاً، ولا يسمع توجيهاً، وتلك هي عاقبة الانزواء والانغلاق والعناد والمكابرة، "خمسة وخميسة"، هذا الأزرق... صلِّ على النبي.

راح منتخبنا ضحية لاتحاد مفتقد للحد الأدنى من الكفاءة، لا يفقه أغلب مسيِّروه شيئاً من أبجديات الإدارة، حاول رئيسه عبثاً، بمعاونة "شلة الكومبارس"، إيهام الشارع الرياضي أننا ذاهبون إلى الرياض للمنافسة على الكأس، وإذا بأزرقنا يشرب من كأس الذل والمهانة، ويُضرب بالخمسة من منتخب عمان، في سقطة تاريخية لا مثيل لها في تاريخ المشاركات الكويتية في دورات الخليج، ومن المحزن حقاً أن أولئك الإداريين "الفشلة" لم يكتفوا بتشويه حاضر كرتنا، بل امتد عبثهم إلى الإرث التاريخي العظيم للكرة الكويتية، فحتى التاريخ لم يسلم منهم ومن "بربستهم".

وفي اليوم الأول للبطولة قلت إن أملنا كبير برجال الأزرق، ولكن الرك على المجدمي، وقد أثبت "المجدمي" جورفان فييرا أنه "خرطي"، وأنه ليس جديراً بتدريب منتخب الكويت، ولكن حتى نكون موضوعيين في رؤيتنا للأمور، يجب ألا نلقي بكامل المسؤولية على عاتق المدرب، لأنه لم يجبرنا على التعاقد معه بالقوة، بل جاء برغبة وإصرار من سعادة الدكتور "الفهمان" الذي ورط منتخبنا بصديقه القديم، وجدد عقده مع زيادة في الراتب، فما كانت الصورة الباهتة والمخجلة التي ظهر عليها الأزرق تحت قيادة فييرا، إلا دلالة جديدة على سوء الإدارة وسوء التخطيط وغياب الرؤية لدى المسؤول الأول عن المنتخب الكويتي، الشيخ طلال الفهد.

أما بالنسبة للاعبي الأزرق، فإن فيهم رجالاً يستحقون الشكر على التزامهم بالمسؤولية الوطنية وتحليهم بالروح القتالية العالية، رغم كل الظروف السيئة والأجواء السلبية المحيطة بهم، وبالطبع فإن الشكر غير موصول لفئة اللاعبين "السكراب" الذين شكلوا عبئاً ثقيلاً على زملائهم، على رأسهم نواف الخالدي الذي أثبت أنه لا يستحق شرف حمل شارة قيادة منتخب الكويت، ولو يوماً واحداً، ولذلك، يفترض عليه أن يختار بإرادته الاعتذار عن عدم الاستمرار مع المنتخب، قبل أن تصبح صورته في أعين الجماهير أسوأ مما هي عليه الآن.

ومع تجدد الإخفاقات، يتجدد مسلسل الاستقواء من جانب سعادة الرئيس بالجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، التي يضعها في جيب "دشداشته"، وهذا التصرف يدل بوضوح على استهتار الشيخ طلال الفهد بالشارع الرياضي الكويتي، وعدم مبالاته بمشاعر الجماهير إطلاقاً.

وعلى ذكر مشاعر الجماهير، أودُّ أن أذكر الشيخ طلال بالحديث الذي أدلى به لوسائل الإعلام فور تسلمه لرئاسة اتحاد كرة القدم عام 2010 حينما قال: "سنكافح لرسم البسمة على شفاه الجماهير الكويتية، ونقول للجميع منذ هذه اللحظة: ابتسم... فأنت كويتي"، وبالتأكيد، سنظل مدى الدهر مبتسمين فخورين بانتمائنا للكويت، ولكن بعد أن نفد صبرنا على وعودك المتبخرة، وجب علينا أن نقولها لك بالفم المليان: ابتسم... فأنت فاشل.

ورداً على طلبك من الإعلاميين المنتقدين لسياساتك ولخياراتك الفنية السيئة، أن يتحملوا جزءاً من مبلغ صفقة التعاقد مع مدرب جديد، فثق أن أهل الكويت أهل خير ونعمة، لم ولن يبخلوا بدفع المال في سبيل عزة وطنهم، وهذا ليس غريباً عليهم، لكن الغريب علينا حقاً هو أن نشاهد أحد شيوخنا الأعزاء الكرماء يطلب "فلوس" على الهواء مباشرة!.

قفّال:

الحقيقة أولى أن تُقال، والرئيس يجب أن يُقال، فهل من رجال؟

*ينشر هذا المقال بالتزامن مع جريدة الاتحاد الإماراتية

back to top