الجهاد فى سبيل الله

نشر في 11-10-2014
آخر تحديث 11-10-2014 | 00:01
 د. نجوى الشافعي متشددو المسلمين، الذين يدعون أنفسهم زوراً وبهتاناً بالمجاهدين، يتصفون بالغباء وضيق الأفق وعمى البصيرة وسوداوية القلوب، حيث حصروا الجهاد فى رفع السيوف والأسلحة البيضاء والبنادق والرشاشات، متوهمين أنهم يغزون في سبيل الله، فلا يقدمون للعالم عن الإسلام سوى صورة متخلفة سوداء جاهلة، بل متوحشة خالية تماماً من كل المعاني الإنسانية الراقية التى تحدّث بها ديننا العظيم ورسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم.

إنهم يعتدون على الآمنين المسالمين، والله يقول في القرآن الكريم "ولا تعتدوا"، ويروِّعون المدنيين العزل من السلاح مع أن الآيات تتوعد من يفسد فى الأرض بأشد العذاب، ويأسرون ويتاجرون في البشر، ويذبحون ويأتون بأعمال وحشية بربرية وكأنهم هبطوا علينا من سماء القرن الأول الهجري، بينهم وبين القرن الذى نعيش فيه أكثر من ألف وثلاثمئة وخمسين عاماً اختزلوها في عقولهم وقلوبهم متناسين وغير مدركين أن للجهاد صوراً كثيرة وأنواعاً شتى بعيدة عن الخيل والسيف اللذين كانا في القرون السابقة.

كما يتناسى هؤلاء أن المهم في كل عمل هو غايته قبل سلامة وسيلته، وغاية المسلم الحق هي ابتغاء وجه ربه الأعلى؛ فتحصيل العلم جهاد، والسعى إلى رقى الأمم وتقدمها وإعمارها بالعلم جهاد، ومحاربة الفقر الذي استعاذ منه الرسول الكريم كما استعاذ معه من الكفر جهاد، ومحاربة الجهل والمرض جهاد، والعمل على رفعة الشعوب بالتنمية والعمران وتعبيد الطرق ورفع مستوى معيشة الفرد جهاد، والدعوة إلى الله وحسن الإسلام والإيمان جهاد، ولكن كل هذا الجهاد جهاد حديث، يتناغم مع القرن الحادى والعشرين، يتحدث لغة العصر ويتفق مع المنطق الذي هو بعيد كل البعد عن هذه الفئات الضالة الجاهلة التي ابتلى الله بها إسلام القرن الحادى والعشرين.

back to top