هل كان لكيري وبوتين ما يتحادثان بشأنه حقاً؟

نشر في 22-05-2015
آخر تحديث 22-05-2015 | 00:01
بعد السنتين الماضيتين بلغت الثقة بين واشنطن وموسكو الحضيض، وسيعود كيري من رحلته على الأرجح خالي الوفاض، ولكن إن أُتيحت أمامنا فرصة على الأقل لجعل هذين الصراعين البشعين أكثر ضبطاً، وإن لم يُحلا، فلا ضرر من المحاولة.
 سلايت يبدو إطلاق النار الذي ما انفك بوتين ينتهكه يومياً تقريباً في أوكرانيا أكثر هشاشة بعد القتال المحتدم الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ذلك نُشر أخيراً تقرير أعده القائد المعارض بوريس نيمتسوف، الذي قُتل في موسكو في شهر فبراير الماضي، وقد جاء فيه أن 220 جندياً روسياً ماتوا في معركتين كبيرتين في أوكرانيا، مما يتعارض مع تأكيد الكرملين الرسمي أنه لم يرسل أي جنود إلى هذه الدولة المجاورة.

في سورية بات القتال بين قوات الحكومة المدعومة من روسيا والثوار المدعومين من الولايات المتحدة والمجموعات المجاهدة التي تزداد قوة أكثر تعقيداً وشراسة من أي وقت مضى، كذلك يبدو الإنجاز الملموس الوحيد للدبلوماسية الأميركية-الروسية في السنوات الأخيرة، صفقة عام 2013 لإزالة أسلحة بشار الأسد الكيماوية، أكثر قلقاً اليوم بعد صدور تقارير تشير إلى أن الحكومة السورية لا تزال تستعمل غاز الكلور كسلاح.

وكما لو أن هذا الوضع ليس سيئاً كفاية، استغل بوتين خطابه خلال احتفالات يوم النصر في روسيا في التاسع من مايو للتنديد بالولايات المتحدة بسبب "محاولاتها إنشاء عالم أحادي القطب".

إذاً، ما النقاط التي قد تتحادث بشأنها الولايات المتحدة وروسيا؟ حدّ مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية من التوقعات بشأن زيارة كيري، واصفاً إياها بأنها جهد "لإبقاء خطوط التواصل هذه مفتوحة"، لكن مجال التقدم ما زال أكبر مما تظن.

في الشأن الأوكراني قد يكون التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ووضع حد لهذا الصراع مستبعدين في الوقت الراهن، ولكن إذا أمكن إقناع روسيا بأن الأعمال العدائية الواسعة النطاق لا تخدم مصالحها، فثمة احتمال أن تتحول الحرب إلى "صراع مجمَّد": تبقى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الثوار تابعة لروسيا بحكم الواقع في الوقت الراهن، إلا أن أعمال العنف ستخبو. صحيح أن هذه النتيجة ليست مثالية، غير أن هذا سيمنح كييف بعض الوقت لتعيد بناء اقتصاد أوكرانيا وجيشها مع دعم غربي كبير، ويبقى البديل العودة إلى أعمال الحرب الشاملة مع تدخل عسكري أكثر عمقاً.

في الوقت عينه في سورية، يواجه جيش الأسد صعوبة في تعزيز صفوفه، وقد عانى أخيراً مجموعة من النكسات على يد قوات الثوار، ومن الممكن أن يجعل هذا الأسد أكثر استعداداً للتفاوض بشأن حل سياسي لهذا الصراع، إلا أن خطوة مماثلة تحتاج إلى ضغط من داعمَيه الدوليين، إيران وروسيا، فثمة بارقة أمل تجعل الصفقة بشأن برنامج إيران النووي طهران أكثر استعداداً للتعاون مع الحكومات الغربية في المسألة السورية، وتهدف زيارة كيري على الأرجح إلى معرفة ما إذا كانت روسيا مستعدة لذلك أيضاً، رغم خلافات بوتين القوية مع الولايات المتحدة بشأن هذا الصراع.

يُعتبر هذان الاحتمالان ضئيلين، فبعد السنتين الماضيتين بلغت الثقة بين واشنطن وموسكو الحضيض، وسيعود كيري من رحلته هذه على الأرجح خالي الوفاض، ولكن إن أُتيحت أمامنا فرصة على الأقل لجعل هذين الصراعين البشعين أكثر ضبطاً، وإن لم يُحلا، فلا ضرر من المحاولة.

* جوشوا كيتنغ

back to top