بلا سقف: النوم في العسل

نشر في 29-04-2015
آخر تحديث 29-04-2015 | 00:01
 محمد بورسلي كثرت الأقاويل وتعددت النظريات قبل «كلاسيكو» القادسية والكويت حول سيناريو محتمل، قد يؤثر وبشكل مباشر على صراع اللقب، وذهبت شريحة من الوسط الرياضي إلى قرع جرس الإنذار المبكر، والزعم بوجود اتفاق مبطّن يُعد له في الخفاء بين أطراف «كويتاوية» و»قدساوية»، يفضي إلى ترتيب نتيجة المباراة مسبقاً لمصلحة «الأبيض»، بما يضمن استمراره في سباق المنافسة مع العربي بسلاسة وبدون أي مطبات.

للوهلة الأولى، استبعدت تماماً تلك الفرضية المروّج لها، وتوقعت أن يظهر القادسية أمام غريمه الكويت بشكل مغاير وأفضل مما ظهر عليه في الجولات السابقة من عمر المسابقة، لسببين مهمين، أولهما حرص القدساوية على تبديد الشكوك الحائمة حول ناديهم العريق والحفاظ على سمعته المحترمة وتاريخه الرياضي المشرّف، وثانيهما الطابع الخاص للقاءات الفريقين الذي تعودناه على مدى عقد ونيف من السنوات، بصرف النظر عن معايير المنافسة وبقية المقاييس الفنية، غير أن مجريات لقاء الجمعة الفائت في استاد محمد الحمد، وخصوصاً في الشوط الثاني، جاءت مريبة ومثيرة للجدل، ولا أبالغ إن قلت مؤكدة للشكوك أحياناً، حيث غابت ردة الفعل لدى القادسية، وظهر لاعبوه مستسلمين ومسترخين بشكل مفرط، وبدا وكأن بعضهم غير مكترث بنتيجة المباراة إطلاقاً، وهذا ما وسّع دائرة الشبهات، وأثار ردود فعل سلبية لدى بعض الشخصيات القدساوية، تعدت حدود التلميح، وهو ما يجعلنا أمام حالة لا يجوز بأي حال السكوت عنها وتركها تمر مرور الكرام.

أعلم علم اليقين بعدم جواز ترديد الاتهامات دون تقديم أدلة، لذا فإنني هنا أطرح رأيي في حالة «اشتباه» لها مؤشرات، بيد أن هناك من وجّه اتهاماً مباشراً، بل إنه قد أقر صراحة وعلانية بوجود «اتفاقيات وألاعيب» مرتبطة بتلك المباراة، أعني هنا نائب رئيس مجلس إدارة النادي العربي عبدالعزيز عاشور، الذي لم يقف عند هذا الحد، وإنما تعداه إلى التصريح بالآتي: «نعرف من اتصل على من وقال له اتفق مع لعيبتي...»، وهذا تصريح واضح مفاده: حصل «تلاعب» في المباراة وعبدالعزيز عاشور يملك الأدلة ويعرف كل التفاصيل! وعلى ذلك نكون أمام احتمالين، فإما أن تكون بحوزة عاشور أدلة يخفيها لغرض ما، أو لتحقيق مصلحة ما، أو أنه أراد من خلال تصريحه «الخطير» أن يحدث زوبعة إعلامية فارغة يراد منها كسب انتخابي، فإن كان جاداً في تصريحه، فعليه أن يمارس دوره القانوني وأن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية من خلال عرض ما لديه من أدلة - كما ادّعى - على طاولة الجهات المعنية، وإن كان مازحاً فيجب على اتحاد كرة القدم محاسبته على تصريحه وفق مقتضيات النظام الأساسي ولائحة الانضباط، ولكن، يبدو أن لجنة الانضباط مازالت منذ يوم السبت الفائت «لا ترى لا تسمع لا تتكلم».

تظل شبهة التلاعب بنتيجة المباراة، وتخاذل بعض لاعبي القادسية لمصلحة الكويت بين مؤيد ومعترض وثالث يلتزم الحياد، أو يقف في المنطقة الرمادية أو مازال في دائرة المراوحة، وتبقى مع كل ما سبقها وتلاها ملفاً مفتوحاً يستدعي من الاتحاد الكويتي لكرة القدم الوقوف عند مسؤولياته من خلال فتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المتورطين ومحاسبتهم، إن وجدوا، فلا يعقل أن يقف «الاتحاد» موقف المتفرج إزاء شبهة «تلاعب» خطيرة تجرمتها الأنظمة واللوائح المحلية والدولية، أمْ إن علينا أن نمرر هذه الحادثة وننتظر حتى تتفشى مثل تلك الظاهرة ويتسع نطاقها لتظهر بعد ذلك الفضائح تلو الفضائح، والجماعة في «الاتحاد»... يمارسون «النوم بالعسل»؟!

قفّال:

من تستّر على جريمة فهو شريك فيها.

back to top