وداعاً عام 2014

نشر في 03-01-2015
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
 د. نجوى الشافعي وداعا عام 2014، وداعاً بكل ما حملته إلينا من أشياء قليلة مبهجة وأخرى كثيرة دامية، وداعاً ولا عزاء لمن لم يغتنم أيامك ولياليك لإضافة المزيد من الطيبات إلى حياته الشقية، لا شك أنك مررت سريعا شأنك كسائر الأيام، ولكنك حفرت بأحداثك في ذاكرتنا ما لا يمكن أن ينسى وما لا يمكن أن تغفل عنه أفئدتنا وأسماعنا.

 حملت الأحزان لأسر شهدائنا الأبرار الذين اغتالتهم يد الخيانة للأوطان، يد خسيسة كانت سببا في ترمل النساء ويتم الأطفال وحسرة الأمهات على فلذات أكبادهن، أيادي أناس ضلوا الطريق إلى الله، فاحتضنهم الشيطان؛ يخربون ويقتلون ويفجرون ويدّعون الإيمان والجهاد في سبيل الله، والله منهم براء، خسئت أعمالهم وخاب ظنهم ورد الله كيدهم في نحورهم "آمين".

مرت أيامك بطيئة حزينة على آلاف الشباب الذين صدمتهم الدنيا في بلادهم، فهاجروا بحثا عن حياة أفضل بعيدا عن عيون أصحاب بلاد أخرى، فكان الموت متربصا بهم في أعماق البحار، وكان الخراب والضياع لأسر بذلت الغالي والنفيس من أجل سعادة أبنائها، ولم تجن إلا خسارة الولد والمال.

 امتلأت أيامك بأحداث الإرهاب الأسود في كل مكان، فراح يحصد الأرواح والممتلكات والأمن والأمان من نفوس ملايين البشر في بلاد الشرق الأوسط وخصوصا العربية منها، فازدهر تنظيم "داعش" وأمثاله، وتغنى زوراً وبهتانا بالإسلام ينشر الدمار والذبح باسمه، فيرهب البشر ويخيف النساء والأطفال، ويستبيح دماء أهل الذمة ويترك العيون حبلى بالدموع.

أما أحداثك السارة فقليلة، وقد امتزجت بهجتها بالخوف والقلق والتوجس من الغد ومستقبل الأيام، خصوصاً في بلدي الحبيب مصر، ورغم تحقق رغبة المصريين في وصول السيسي رئيساً لهم، ومحاولاته المستميتة للبناء والتشييد والانفتاح على العالم فإن الحذر والتفاؤل المضطربين يلقيان بظلال الشك في غد أفضل.

 وداعا 2014 بكل ما كان فيك، ومرحبا 2015 مع كل الأمنيات الطيبة لعام أكثر إشراقا وأكثر أمنا وهدوءاً وازدهاراً وبلسما لجراح وطن وأبنائه "آمين".

back to top