الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

نشر في 01-11-2014
آخر تحديث 01-11-2014 | 00:01
 د. نجوى الشافعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان الدعوة الدينية، نصت وشددت عليهما الآيات القرآنية، ويتمسك بهما رجال الدعوة الإسلامية، وأنشئت لهما هيئات خاصة في الدول ذات الحكم الديني الإسلامي، وهما دعوة تهدف إلى إصلاح المجتمع عن طريق إصلاح الأفراد والتزامهم وردهم عن الخطأ وحثهم على الصواب، ولكن الغريب أن من يتحمسون لهذا المجال يحصرون أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر في الأمور الدينية والمتعلقة بشأن العبد ومدى التزامه بالحلال أو اقترافه الحرام في أمور الدين فقط، في حين لو امتدت الدعوة إلى النهي عن كل مكروه والتشجيع على كل خير في الأمور الدنيوية أيضاً لكان الصلاح والفلاح في أمور الدنيا والدين، خصوصا أن الآيات أطلقت المعروف والمنكر عامّين دون تحديد وإن خصصهما بعض العلماء.

فالإخلاص في العمل والالتزام بالمواعيد والسعي إلى مساعدة الناس على قضاء حاجاتهم في المصالح الحكومية هي خير ومعروف يمكن أن يأمر بها رجال الدعوة الإسلامية الموظفين الذين يتعاملون مع جمهور عريض من الناس، وقد يكونون سببا في شقائهم بل فقدان عقلهم بسبب تعسفهم وتعقيدهم للأمور في بعض الأوقات، والابتعاد عن التلميح أو التصريح بضرورة الدروس الخصوصية لطلاب المدارس، فعدم أداء الواجب المطلوب من المدرسين في الفصول لدفع الطلاب إلى هذه الدروس دفعاً اضطرارياً يمكن أن يكون منكراً ينهى عنه رجال الدين مدرسي المدارس الحكومية لا سيما التي تشكو الزمان والمكان، فيسعد بذلك أولياء الأمور الذين يستدينون أحيانا للوفاء بمصاريف تلك الدروس.

الالتزام بإشارات المرور ومراعاة حق الطريق والمارة يمكن أن يكونا معروفا يحض عليه رجال الدعوة إلى الله في المساجد والتلفاز والندوات من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، موضحين أن عمل ذلك ابتغاء مرضاة الله ومراعاة حقوق عباده يثيب الله عز وجل عليه في الآخرة، خصوصا في بعض البلاد التي يحلو فيها للمواطن أن يكسر الإشارة أو على زميل له في الطريق في تحد سافر لشرطي المرور.

احترام النساء وحسن معاملتهن زوجات كنّ أم أمهات، بنات كنّ أم أخوات ورعاية مصالحهن أليست معروفا يجب الحرص على الدعوة إليه؟ احترام الكبير بالقول والفعل أليس فضيلة اختفت في كثير من المجتمعات العربية بدعوى الحداثة والتقدم والعولمة، يجب التنبيه على ضرورة العودة إليها من خلال رجال الدعوة الى الله؟ الابتعاد عن الفظ والبذيء والقبيح من الكلمات في الحديث أليس في لغة الدين معروفا ولغة الدنيا تهذيبا يرطب العلاقات ويوشج الروابط بين الناس؟ هكذا يسعد المسلم حقاً وترتبط الدنيا بالدين في انسجام مجتمعي.

أبواب الخير كثيرة، وكلها يمكن أن تكون معروفا يحرص عليه المجتمع المسلم، والمنكر عريض يجزي الله رجال الدعوة الدينية خيراً إن هم نهوا جمهور المسلمين عنه فأراحوا الآخرين واستراحوا.

back to top