بلا سقف: الرك على المجدمي *

نشر في 13-11-2014
آخر تحديث 13-11-2014 | 00:01
 محمد بورسلي تنطلق مساء اليوم منافسات "خليجي 22" في الرياض، وهي البطولة التي تشكل تجربة تنافسية أولى لمنتخبنا في عهده الجديد تحت قيادة المدرب البرتغالي جورفان فييرا، الذي لا يحظى بقبول ورضا الشريحة العظمى من الشارع الرياضي الكويتي، قياساً على ما قدمه من عمل فني لم يبلغ درجة الإقناع، بل إن فييرا طمس الهوية الفنية التي اكتسبها "الأزرق" في عهد سلفه الصربي غوران، ولم ينجح منذ استلامه المهمة الفنية قبل عام ونيف من يومنا هذا في إضفاء هوية جديدة على المنتخب، نتيجة اتباعه نهجاً تكتيكياً عشوائياً، غير متضح الملامح.

ولو أجرينا قراءة متأنية لواقع "الأزرق" طوال مراحل إعداده للمشاركة في كأس الخليج، ابتداء من مرحلة الإعداد الأولية في الكويت، مروراً بمعسكر تركيا الصيفي والوديات الدولية الخارجية، وصولاً إلى المرحلة النهائية من الإعداد في أبوظبي، فإننا سنتوصل إلى خلاصة حتمية مؤداها أن معدلات الأداء العام لمنتخبنا لا تبعث على الارتياح إطلاقاً، ولا تبشر بإمكانية الفوز بالبطولة، ولست هنا بصدد إعطاء حكم نهائي بات على نتائج مشاركة منتخبنا في كأس الخليج، لا سيما أن البطولة لم تبدأ بعد، إنما هي قراءة استباقية مبنية على المعطيات الكروية الشاخصة أمامنا، مع يقيني بأن كرة القدم لا تخضع لمقاييس المنطق أحياناً.

ويتجه معظم الخليجيين نحو الأخذ بالرأي القائل بغلبة الجوانب النفسية على الجوانب الفنية في دورات الخليج، كما يؤكد معظم من شارك في هذه البطولة وعايش أجواءها من زوايا مختلفة صحة ذلك، إلا أن هناك فهماً خاطئاً يقع فيه البعض عند تعاطيهم مع هذه المعادلة، وهو الإسراف في تغليب المعيار النفسي، مع إهمال المعيار الفني، وتلك نظرة تعوزها الدقة، لأنها تتنافى مع ما هو ثابت فعلاً، فمن المعلوم أن اللعبة النفسية تعتبر جزءاً أصيلاً من تاريخ بطولات الخليج، لكنها تظل عنصراً يتكامل مع بقية العناصر، وأهمها عمل الجهاز الفني ومجهود اللاعبين في الملعب، ما يعني أنه لا يمكن لأي منتخب خليجي أن يعتمد بشكل كلي على الألعاب الذهنية والمناورات الإعلامية، وإلا فإنه سيضع مصيره في البطولة على كف عفريت.

تتباين آمال وتطلعات الشارع الكويتي بين متفائل باللون الأزرق، بصرف النظر عن كل الظروف الراهنة، وآخر متشائم لا يرى أي بارقة أمل زرقاء تلوح في الأفق القريب، وما بين هذا وذاك، يسود اعتقاد لدى بعض المحسوبين على المنظومة الرياضية بأن الإعلام الرياضي الكويتي، بوسائله المختلفة، لا يؤدي - حسب وجهة نظرهم - الدور المطلوب منه تجاه "الأزرق"، وهذا عطفاً على النقد الإعلامي المستمر لسياسات اتحاد كرة القدم، ولعمل مدرب المنتخب، وأقول رداً على هؤلاء: الإعلام هو مرآة عاكسة لواقع الرياضة الكويتية، دون تكبير أو تصغير، وكشف الأخطاء وتسليط الضوء عليها بنظرة موضوعية متجردة، والتنبيه لوجودها سعياً وراء معالجتها، وهي مسؤوليات يناط بها كل منتم للجسد الإعلامي، فضلاً عن ان المصداقية والشفافية ضمن أبسط أخلاقيات وأدبيات المهنة الإعلامية، فإن أصاب المسؤول أشدنا، وإن أخطأ أشرنا، فلا حيلة لنا ولا قرار بأيدينا غير أن نكتب ما تحتمه علينا أمانة القلم، وخلاصة القول... كفاكم تضليلاً للشارع، وكفاكم مزايدات على حساب الحقيقة.

قفّال:

أملنا كبير في رجال "الأزرق"، لكن الرك على المجدمي*.

* ("المجدمي" حسب لهجة أهل البحر هو رئيس البحارة، المسؤول عن تنفيذ توجيهات وأوامر النوخذة.)

back to top