محمد قيس: عيني على الجمهور العربي كلّه

نشر في 27-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 27-01-2015 | 00:02
في انتظار مشاريع جديدة وانشغالات متنوعة يطمح إليها باستمرار، يتنقّل الإعلامي محمد قيس بين مهرجان التسوّق في دبي حيث يقدّم برنامج الألعاب «إنت قدّا» وبين لبنان لاستكمال تصوير برنامجه «سألوا مرتي» الذي يحقق نجاحاً عبر محطة «أم تي في» اللبنانية.
عن برامجه ومشواره الإعلامي منذ «روتانا كافيه»، تحدث قيس إلى «الجريدة».
كيف تصف مرحلة الانتقال من محطة إلى أخرى بدءاً من «روتانا كافيه» وصولا إلى تقديم مهرجانات وبرامج؟

شكَّل برنامج «روتانا كافيه» إطلالتي الأولى على جمهور عربي خليجي لبناني، وأحد أهم البرامج الشبابية. صحيح أنني كنت في الثامنة عشرة من عمري، إلا أن طموحي بدأ يتمظهر منذ تلك اللحظة، لذا انتقلت إلى دبي حيث كُلّفت بإجراء حوارات فنية على السجادة الحمراء لصالح محطة Fox Movies. وبعدما انتقلت «روتانا» إلى مصر خضت تجربة جديدة وهي الانفتاح على الجمهور المصري.

لماذا عدت إلى لبنان؟

لاستكمال اختصاصي الجامعي في التسويق والإعلام، هكذا انتقلت إلى محطة «أم تي في». علماً أن الفضل في دخولي «روتانا» يعود إلى ميشال غابريال المر، مدير عام «أم تي في» الذي تنبأ لي بمستقبل إعلامي كبير.

 

لكنّك لم تدخل من الباب العريض في «أم تي في»

بدأت مشواري في برنامج @MTV لأنني أولي أهمية للبرامج الحوارية. بصراحة، عندما اتخذت قرار الانتقال إلى هذا البرنامج لم أدرك ما سأحققه بفضله، إلا أنني ابتكرت إطاراً خاصاً بي وأثبتّ قدراتي في اللغة العربية وسعة إطلاعي بالشؤون الفنيّة.

ما يعني أنك اتخذت القرارات الصحيحة حينها.

لا يمكن التنبؤ في هذا الإطار، بل القول إن الأمور وُضعت في طريقي بشكل مناسب.

أي من البرامج التي قدّمت تشبهك إلى حدّ ما؟

كلها تشبهني لذا لم أعتمد التمثيل في تقديمها، خصوصاً أن مجال التلفزيون، برأيي، يحتاج إلى عفوية وصدق وأداء حقيقي، فضلاً عن أنني لست إنساناً نمطياً في الحياة، بل أعيش تقلّبات كثيرة، وأندفع بطاقتي كلها من مرحلة إلى أخرى. عندما قدّمت برنامج الألعاب لم يكن ذلك عن سابق تصوّر وتصميم، بل من خلال مراقبة شخصية للساحة الإعلامية أدركت أن ما ينقصها هو هذا النوع من البرامج.

يسعى إعلاميون إلى الانتشار العربي بعد النجاح محلياً، لكنك قمت بالعكس، لماذا؟

انطلقت باندفاع كبير حينها من دون أن أفهم ماهية الإعلام الحقيقي، وشاءت الظروف أن أنطلق من العالم العربي، والإطلالة يومياً على مدار أربع  سنوات، ما أكسبني جمهوراً عربياً واسعاً. لكنني عندما عدت إلى «أم تي في»، اكتشفت أن لديها جمهوراً عربياً واسعاً.

كيف تلقّف الجمهور العربي عودتك إليه عبر «سما دبي»؟

بعد تقديم «إنت قدّا» على شاشة «أم تي في»، انتقلت إلى «سما دبي» ضمن مهرجان التحدّي، لتقديم هذا البرنامج هناك، ما شكّل خطوة مهمة كوني أطلّ من محطة ذات خصوصية خليجية إلى الجمهور العربي كله، فلمست وفاء هذا الجمهور الذي لا يزال يتذكّرنا في «روتانا كافيه»، وتابعنا وتفاعل معنا مجدداً. بصراحة، عيني على الجمهور العربي كله، والتعرّف إلى خصوصيات الدول العربية.

وفق أي معيار تختار بين العروض التي تتلقاها بعد نجاحك الإعلامي؟

يجب أن تتماشى مع الأسس التي أطمح إليها، أي أن تنسجم مع ما أقوم به وأن تكون قريبة إلى شخصيتي وإلى طموحي، وأن تشكّل إضافة نوعيّة إلي، والأهم أن تجمعني علاقة وفاء وثقة واحترام وموّدة بالشركة التي أعمل معها، لأن الوفاء عنواني الأساس في الحياة المهنية. أمّا بالنسبة إلى الانتقال إلى محطة أخرى، فلست ممن يحرق المراحل، وراهناً أنا مرتاح في مكاني ولكل أمر توقيته المناسب في الحياة.

نلاحظ أنك تتفاعل مع مشتركي «سألو مرتي»، هل تتأثر فعلا أم أن ذلك من متطلبّات البرنامج؟

أنا عاطفي في الأساس ولا أستطيع إخفاء مشاعري، ولست انطوائياً، بل أتفاعل مع الآخرين وأتأثر بهم، فكيف الحال في هذا البرنامج الذي يحتاج إلى عفوية وصدق في الأداء. صحيح أنني أتعرّف إلى المشتركين قبل بدء التصوير إلا أنني لا أنحاز إلى أي منهم بل أتفاعل معهم كلهم، لأنني أقرأ في عيونهم الهدف من مشاركتهم، فأحياناً يحتاج بعضهم فعلا إلى تلك السيارة فيما يريد آخرون إسعاد زوجاتهم.

هل تضع حضورك جانباً لإبراز هؤلاء فيكونون محور الاهتمام؟

من الطبيعي أن يطلّ المقدّم بصورة لائقة وهذا ما أقوم به، إنما لا يحول ذلك دون أن أقفز أو أركع أو أقع أرضاً بشكل عفوي لمساعدة المشتركين في الألعاب، فهؤلاء هم نجوم البرنامج بينما أنا محرّكهم أمام الكاميرا.

لكن بعض مقدمي البرامج يتصرّف كأنه نجم؟

النجومية مجد باطل لأنها تزول تدريجاً مع الوقت، خصوصاً أن الجمهور يفتشّ عمن يشبهه في الواقع. انتهى زمن ترّبع الفنان والإعلامي على عرشٍ مرتفع، إذ يجب أن ينزلا إلى الشارع للاحتكاك بجمهورهما.

هل تسهم في الإعداد أم تكتفي بتقديم البرامج؟

منذ انطلاقتي الإعلامية، لديّ شغف في كتابة المقدّمات وإعداد الأسئلة، لأن اللغة العربية التي أعشقها تستفزّني، لكنني أتبادل الآراء مع الآخرين للحؤول دون تكرار الأفكار وبهدف التنويع والابتكار. وقد عملت سابقاً في إعداد برامج عربيّة.

ما دمت متمكناً من اللغة العربية، ما الذي يحول دون تقديمك الأخبار خصوصاً أنك خبرت هذا المجال سابقاً؟

لم أتلق عرضاً جدياً في هذا الإطار، إنما لا أعرف ماذا ينتظرني مستقبلا خصوصاً أنني قدمت الأخبار عبر قناة عربية طيلة سنتين وشكّل ذلك تحدياً يومياً. أنا دؤوب وأسعى، بطموح، إلى اكتساب ما يغذّيني فكرياً وثقافياً، من هنا أتابع المقدّمين الآخرين مثل الصديقة وفاء الكيلاني التي أعشق مهنيتها وجرأتها في طرح الأسئلة وشخصيتها في التقديم.

 

أي مستوى ثقافي تراه راهناً؟

لا أستطيع التقويم في هذا الإطار، إنما أقول هنيئاً لكل إنسان راضٍ عن أدائه. أؤمن بأن الوطن العربي متطوّر ويملك مواهب بشرية يستطيع من خلالها الانتشار عالمياً.

إلى أي مدى أنت مستعدّ للتضحية من أجل مستقبلك الإعلامي؟

أضحي راهناً على الصعد كافّة، خصوصاً أنني تحمّلت المسؤولية باكراً، لكنني راضٍ في هذا الإطار ولست منزعجاً. فأنا أسعى إلى مخزون ثقافي أكبر والانتشار المناسب في التوقيت المناسب، والتجدد مع كل مشروع، والتغيير لأنه مرادف للتطوّر. الحياة نعمة وهبنا إيّاها الله، لذا يجب أن نعيشها بتحدٍ يومي بهدف الوصول، وأنا أركزّ على المضمون لا الظهور العشوائي.

قدمّت برنامج «بعزّ العجقة» عبر أثير «أغاني أغاني»، ما الإضافة التي حققتها من خلاله؟

أردت اختبار الإذاعة مثلما اختبرت التلفزيون، فطرحت هذا المشروع على المخرج كميل طانيوس وجهاد المر، وبعد تأجيل تسعة أشهر بسبب انشغالي بتصوير برامج أخرى، قدمّت «بعز العجقة»، الذي ترجم مدى التزامي بالمواعيد والوقت، وأعادني إلى العمل اليومي المهمّ جداً، برأيي، كونه يحفّز إطلاعي على الأخبار السياسية والأمنية والاجتماعية في البلد، وإلمامي بالأحداث اليومية والتطوّرات، ما يزيدني ثقة أكبر بالنفس وبقدرتي على الحوار في المجالات كافة. فضلا عن تواصلي مع شرائح المجتمع كافة.

شيرين عبد الوهاب والدراما التلفزيونية

ما الذي دفعك إلى المشاركة في كليب «كلي ملكك»؟

تقدّم شيرين عبد الوهاب فنّاً راقياً وحققت أغنيتها «كليّ ملكك» نجاحاً، فضلا عن إعجابي بألبومها وتفاعلي مع صوتها وأدائها، ثم أُعجبت بشخصيتها العفوية في برنامج  The Voice، إلى درجة أنني أبديت لصديقي الذي يعمل هناك رغبتي في الزواج منها. لذا عندما اتصلوا بي من أجل الكليب لم أصدّق بداية وظننت أنه فخّ من ضمن برامج رمضان، فطلبت من صديقي التحرّي عن الموضوع.

هكذا، تحقق المشروع وشاءت الظروف أن يكون لقائي الأول بها في مشهد العرس. إنه شعور غريب، فقد مرّت أيّام التصوير كالحلم، وحقق الكليب نجاحاً في العالم العربي.

هل سيمهّد لمشروع آخر؟

أنا بعيد أساساً من مجال التمثيل في الكليب، لذا أستبعد الظهور في عمل آخر، خصوصاً أن مشاركتي في كليب «كلي ملكك» جاءت كضيف شرف. أقدّر شيرين لاحترامها حضوري وصورتي وموقعي المهني، فلم أظهر بشكل مبتذل أو مسيء، كذلك أقدّر فريق العمل لوفائه وصدقه ومهنيته.

هل سيمهّد الطريق أمامك إلى التمثيل؟

قبل تقديم هذا الكليب، عُرض عليّ المشاركة كضيف شرف في مسلسلات لبنانية وعربية، لكنني لا أريد المشاركة في حلقات معدودة كضيف شرف، بل في دور أساسي وفاعل ضمن عمل يناسبني على صعد «الكاست» والإخراج والسيناريو، ومع طاقم عمل متجانس ومهني.

ما رأيك بمستوى الدراما؟

معجب بالدراما اللبنانية وبالمصرية أيضاً، لكنني أحب الدراما العربية المشتركة. أُعجبت بمسلسل «سجن النساء» حين تابعته بعد شهر رمضان، لأن السيناريو والإخراج قويّان. أمّا بالنسبة إلى الدراما الخليجية التي تتطوّر تدريجاً، فتلفتني جداً شخصية ميساء المغربي في مسلسل «للحب جنون»، وأعشق مسلسل «زوّارة الخميس» للممثلة سعاد العبدلله، وهو أحد أهم المسلسلات راهناً.

هل مستوى التمثيل أفضل من مستوى الإعلام؟

لا يمكن لأي منهما إلغاء الآخر. أمّا بالنسبة إلى توجه الفنانين إلى التقديم والعكس، فإذا كان شخص ما يملك موهبة معيّنة، لا يستطيع أحد إلغاءها إنما يجب معرفة كيفية التوفيق بين المجالين وتنظيم الإطلالة في كل منهما. برأيي يخشى مقدّم البرامج من إطلالته الأولى كممثل، لذا يكون حريصاً أكثر لأن من شأن ذلك إما دفعه إلى الأمام أو إسقاطه.

back to top