خيارات جديدة لإعادة تشغيل القلب

يمكن أن تمنع «أجهزة إزالة رجفان القلب القابلة للزرع» السكتة القلبية المفاجئة. ويمكن أن يستفيد عدد إضافي من الناس الآن.

يتعلق أحد الإنجازات بجهاز إزالة رجفان القلب الذي يوضَع تحت الجلد في منطقة الصدر ويستطيع أن يستشعر ويصحح أي إيقاع غير طبيعي من دون استعمال أسلاك تُزرع في عضل القلب. يقول د. جاغميت سينغ، طبيب قلب في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ طب في كلية هارفارد الطبية: «الأسلاك تسبب مشاكل كبرى. فهي قد تنكسر وقد يحتاج المريض إلى استخراجها واستبدالها مع مرور الوقت أو قد يصاب بالتهابات. اليوم، يمكن أن يستفيد المريض الذي لم يكن في الماضي مرشحاً مناسباً لزرع جهاز إزالة رجفان القلب بسب ارتفاع خطر الالتهابات التي تسببها الأسلاك». يمكن استعمال الأجهزة اللاسلكية أيضاً مع الأشخاص الأصغر سناً إذا كانوا مصابين بأمراض قلب خلقية. قد يحتاج هؤلاء الأفراد إلى زرع أجهزة عدة لإزالة رجفان القلب خلال حياتهم، لذا يمكن أن تقوم التكنولوجيا اللاسلكية بصنع أجهزة أكثر فاعلية لهذه الفئة من المرضى.

لكن ثمة ناحية سلبية لهذا التصميم: من دون وجود أسلاك متصلة بالقلب، لا يستطيع الجهاز أن يجدد الإيقاع الطبيعي بعد أن يبث الصدمة. لذا يجب أن يستعيد القلب نمطه الطبيعي بنفسه. لكن يتوقع د. سينغ حل هذه المشكلة مع تطور التكنولوجيا.

يتعلق السبب الأكثر شيوعاً للرجفان البطيني بتضرر عضلة القلب نتيجة نوبة قلبية أو مرحلة متقدمة من قصور القلب. يمكن أن ينجم الرجفان البطيني أيضاً عن عيوب موروثة في القلب وأمراض أخرى تسيء إلى القلب.

برمجة التحسينات

تشمل التطورات الأخرى على مستوى أمان وفاعلية أجهزة إزالة رجفان القلب القابلة للزرع تحسين طريقة برمجة تلك الأجهزة. يوضح د. سينغ: «نتدخل في العادة عبر بث صدمة كهربائية خلال 6 أو 7 ثوان من بدء مشكلة عدم انتظام ضربات القلب. لكن أظهر بعض البيانات أننا إذا مدّدنا تلك الفترة إلى 15 أو 20 ثانية، تختفي المشكلة تلقائياً في معظم الحالات، ما يعني عدم الحاجة إلى أي صدمة». تكون الصدمات مزعجة جداً ويصبح وضع الأشخاص الذين لا يتلقون الصدمات الكهربائية أفضل من غيرهم على المدى الطويل.

بالنسبة إلى أجهزة إزالة رجفان القلب التي تستعمل الأسلاك، يمكن تجنب الصدمات غير المرغوب فيها عبر تقنية ضبط ضربات القلب غير المنتظمة (يعني عدم انتظام دقات القلب أن القلب يخفق بسرعة). حين يشعر الجهاز بأن معدل القلب يتصاعد إلى 200 ضربة في الدقيقة، يرسل إشارة لرفع معدل القلب إلى 210 ضربات في الدقيقة. هذه العملية تختصر تشغيل الدوائر الكهربائية في القلب وتعيق تسارع الضربات. نتيجةً لذلك، غالباً ما يتمكن القلب من إعادة ضبط نفسه تلقائياً. إذا تابع القلب الخفقان بعد محاولة أو اثنتين، يبث الجهاز صدمة كهربائية. لكن تتجنب هذه التكنولوجيا الصدمات بنجاح في 85% من الحالات.