هل هذه مزحة أم استغفال آخر؟!

نشر في 26-10-2013
آخر تحديث 26-10-2013 | 00:01
 محمد الشملان يمر المرء بتجارب في الحياة، لاسيما مع العمال الذين قد يأتون إلى بيتك للعمل من أجل لقمة عيش يأكلونها منك بعد أن ينتهوا من عملك أو قبله بقليل، هؤلاء العمال أحدهم كالحجر الصلب، والآخر كالماء الدافئ.

في التعامل مع الناس، لا يحزنك أن تعطي أكثر مما تأخذ، بل حين تُستَغفل.

لا يهمك أن تذوب أوقاتك من أجل سعادة الآخرين، وقد لا يزعجك أن تتصبب عرقاً من أجلهم، وإنما الذي يهم ويزعج هو أن يستغفلوك.

إن من عظيم القبح الذي يمارسه الإنسان غير السوي هو استغفال الآخرين، وخصوصاً الطيبين منهم. أن يستغفلك البعض يعني أنه خبيث النفس سيئ، وفي آنٍ: يعني أنك طيب زيادة مع أولئك البعض.

يمر المرء بتجارب في الحياة، لاسيما مع العمال الذين يأتون إلى بيتك للعمل من أجل لقمة عيش يأكلونها منك بعد أن ينتهوا من عملك أو قبله بقليل. هؤلاء العمال أحدهم كالحجر الصلب، والآخر كالماء الدافئ.

أنت لا تعرف له مذهباً أو مِلّة، ولا تدري عن خلقه وحسن عمله، بل ستصير الأمور معك كما لو كنت ستفتح صندوقاً غريباً: هل سأرى ما يسرني أم ما يحزنني؟

إن تجاربك مع هؤلاء العمال تفتح لعقلك مجالاً للتساؤل: أأكون معهم كريماً؟ أم  أنزوي نحو الصلابة والحدة؟ أيستحقون مني العطف، أم أن القسوة هي الصفة الناجعة معهم؟

إن الخوف من أن تستغفل يرجف يدك الكريمة، لأن الاستغفال خلق ذميم يُرهق من يستغفل، وقد يجعله لا ينام الليل يفكِر: لماذا استغفلت وأنا رجل ذكي طيب القلب؟

يا سادة، هل تعرفون عمال البلدية الذين يخدمون المواطن رسمياً من الوزارة من أجل أن ينتشلوا مخلَّفاته، ولو كانت تلك المخلفات أخشاباً أو أثاثاً قديماً متهالكاً؟

إن أولئك العمال يشترطون عليك أن تدفع لهم مبلغاً من المال من أجل أن يخدموك باقتلاع بعض المخلفات الخاصة الموجودة أمامك منزلك! يرغبون منك أن تدفع، والخدمة من الوزارة مجانية، كما أدلى بذلك غير واحد من المسؤولين!

حدث هذا الموقف مع أحد الجيران، فما كان منه إلا أن طلب من المسؤول الإعانة، فقال المسؤول بعد مدة: «دعهم يأخذون المخلفات، وسأدفع عنك المبلغ إن لم تشأ الدفع»!

يا سادة... هل هذه مزحة؟ أم استغفال آخر؟!

back to top