«مادح نفسه ليس بكذّاب»

نشر في 19-04-2014
آخر تحديث 19-04-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي منذ الصغر انطبع في عقولنا أن من يمدح نفسه هو كاذب، تيمناً بالمثل الشعبي المتداول لدينا "مداح نفسه كذّاب".

بل وتمادى ذلك المثل من باب الدعابة إلى أن من يمدح نفسه يستحق أن يُضرب أو يُركل، فما أن نسمع أن أحدهم امتدح شخصه أو ذكر إحدى الصفات الجميلة التي يتسم بها حتى نعتناه بـ"مسيلمة الكذاب"!

أعلم أن هناك من يبالغ في تعظيم شأنه، ويزعم أنه يضاهي شمشون في جبروته وقوته، لكن هؤلاء لهم شأن آخر.

أتكلم على من يطلق العنان لعفويته لذكر ما به من حسن الطباع، أقول قولي هذا لكون أذنيّ للتو التقطتا ذبذبات من الغيبة، لأن الدكتورة التي ألقت المحاضرة أشادت بنفسها وذكرت أنها تفوق نظراءها في الذكاء. فتوالت الهمهمات التي يغلب عليها طابع الهجاء من مدحها لذكائها، والهمهمات انقلبت إلى همس بين الحاضرين لاستنكارهم ما بدا من المحاضِرة من ثقتها بذكائها!

هي لم تقل شيئاً ليس فيها، فلا أحد ينكر أنها فعلاً تملك أسلوباً للشرح يمَكنك من الفهم التام لما تريد هي إيصاله من معلومات إلى ذهن المتلقي. هنا يحضرني قول الشاعر:

وماذا يعيب المرء في مدح نفسه

إذا لم يكن في قوله بكذوب؟

دائماً أقول إنه ليس بالضرورة ما انطبع فينا ونحن أطفال يكون هو الصحيح دائماً، فلماذا نأخذ كل شيء على أنه من المسلمات ولا يقبل الجدال؟

نحن لا نتعب أنفسنا في استقصاء الحقائق... لهذا نحن لا نزال نعيش في العصر القديم.

back to top