توم كروز يخوض لعبة Groundhog D-Day في Edge of Tomorrow

نشر في 08-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 08-06-2014 | 00:01
No Image Caption
في ملحمة الخيال العلمي التي يشارك فيها توم كروز هذه السنة، يؤدي هذا الممثل دور جندي مستقبلي يضطر إلى عيش تجربة غزو نورماندي مراراً وتكراراً إلى أن يفوز على وحوش فضائية تتابع قتله وتجبره على عيش الكابوس نفسه مجدداً.
يمكن اختصار الفيلم بعناوين مثل اللعبة الشهيرة Groundhog D-Day أو ربما {مليون طريقة للموت في المستقبل}.
كان يمكن أن يكون فيلم Edge of Tomorrow نسخة مكررة من Next أو Knowing، وهما فيلمان مبتذلان حيث يعرف الممثل نيكولاس كيج الأحداث المستقبلية قبل وقوعها. لكنه فيلم جيد بقدر تجربة جيك غيلينهال السابقة في فيلم التشويق Source Code، حيث يسافر البطل عبر الزمن ويواجه مصاعب كثيرة فيما يحاول اكتشاف المسؤول عن تفجير قنبلة في أحد القطارات.

يرتكز فيلم Edge على رواية الكاتب هيروشي ساكورازاكا، وقد أعدّ كريستوفر ماكويري (Usual Suspects) جزءاً من السيناريو وأخرج العمل دوغ ليمان (The Bourne Identity)، وهو يتميز بمشاهد الحركة ويعج باللحظات المضحكة. هذا صحيح: كل مرة يموت فيها الرائد كيج (كروز)، لا مفر من الضحك لأنه يعلم أنه سيشاهد هذا الكابوس مجدداً لسببٍ ما. تدرك جندية ما يحصل معه، وهي معروفة باسم {ملاك فردان} (إيميلي بلانت)، فتعرف ما يختبره وتفهم أنها تستطيع إطلاق النار على رأسه حين يرتكب أي خطأ، وكأنها بذلك تضغط على زر إعادة تشغيل المعركة. سرعان ما تصبح المشاهد مضحكة بعد فترة.

كيج هو مسؤول العلاقات الإعلامية في الجيش ويبدو جباناً بكل وضوح في أولى مشاهد الفيلم. كلّفه الجنرال المسؤول عنه (براندون غليسون) بمواجهة أول موجة ستضرب الشواطئ الفرنسية حيث ستجتمع جيوش العالم للتصدي لكائنات فضائية تشبه العناكب واسمها {ميميكس}. هكذا يستيقظ كيج كل يوم على صوت الضابط الذي يصرخ {انهض فوراً أيها الحشرة!}.

الأمر يشبه أن نحلم بأننا نتحدث في مكان عام وننسى ارتداء سروالنا. كيج ليس مدرباً على القتال (حتى إنه لا يعرف كيفية إطفاء زر الأمان في المعدات المعلّقة على درع هيكله الخارجي) وسرعان ما يدخل في معركة خاسرة وفوضوية حيث يقابل البطلة، الضابطة ريتا (بلانت). بفضل بعض التفكير المنطقي والتدريب المكثف على تجارب الموت، يكتشف معها كيفية الصمود في المعركة لفترة أطول وهو يسعى في كل مرة إلى إحباط محاولات تلك الكائنات الفضائية قبل أن تفعل ما لم يستطع هتلر فعله يوماً: عبور القناة الإنكليزية وإنهاء الحضارة البشرية.

وفق السيناريو، يقوم كيج بمحاولات غبية وهو يعلم طبعاً أنه سيكرر التجربة نفسها إذا فشل. هذا ما يجعله يخشى كل نسخة من المهام الفاشلة، أو مجموعة التفجيرات، أو حوادث الطعن وإطلاق النار على رأسه من الضابطة ريتا للضغط على زر إعادة التشغيل.

نكران

مثل بيل موراي في فيلم Groundhog Day وغيلينهال في فيلم Source Code، وحتى سيغورني ويفر في فيلم Alien 3، يتعامل كيج مع موته المرتقب وعدم جدوى خوض المعركة. فيلم Edge of Tomorrow مستوحى في جوهره من {مراحل الحزن الخمس} في كتاب On Death and Dying للطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس.

يعيش كيج حالة {نكران} شديدة تجاه ما يحصل معه.  يثور غضباً على ظروفه فيبدأ بـ{عقد الصفقات} لتجاوز المصاعب ويحاول إقناع الآخرين بأنهم يعيشون الكابوس نفسه. لكنه يصطدم بجدار {الاكتئاب}. وكما توقعت كوبلر روس، سرعان ما يبلغ مرحلة {القبول} ويستفيد من مصيره بأفضل طريقة.

يخصص ليمان ساعة كاملة لمشاهد الحركة السريعة والوحشية والمضحكة جداً، فيظهر كيج الجبان والمُهان أمام الضابط المسؤول (بيل باكستون) الذي يكرر على مسامعه الملاحظة نفسها ({القتال هو الاختبار الأقوى الذي ينتج الأبطال الحقيقيين}). كذلك يعرّفه إلى أعضاء فريق القفز وسرعان ما يشاهدهم يموتون من حوله حين يحاولون، مراراً وتكراراً، تحقيق هذا السيناريو المستحيل.

ثمة كيمياء بين كروز وبلانت بقدر ما يسمح السيناريو، وهي تصبح أكثر وضوحاً حين يتباطأ إيقاع الفيلم بما يكفي كي يلتقط أنفاسه بعد مرور ساعة. يقابل كيج ريتا مرة تلو الأخرى ويتعامل معها وكأنه يعرفها، فتتفهم الوضع على مضض.

المشاهد التي تظهر دوماً بعد تجاوز كل جزء من ساحة المعركة مأخوذة بالكامل من لعبة الفيديو، وهو أمر سيلاحظه المعجبون فوراً. لكن على عكس بقية الأعمال السينمائية التي تطرح الموضوع نفسه، سيتأثر مشاهدو الفيلم بالجانب الكئيب من {مراحل الحزن الخمس}. هذا ما يعطي فيلم الحركة المسلّي عوامل جذب لافتة تتماشى مع الدعابات التي ترافق {مليون طريقة يموت فيها توم كروز}.

back to top