غوغل تريد إطالة حياتك

نشر في 11-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-10-2013 | 00:01
No Image Caption
هل تستطيع الإحصاءات إنقاذ حياتك؟ هذا ما تعتقده فعلاً شركة غوغل. علاوة على ذلك، استثمرت هذه الشركة مبالغ طائلة من المال لتبرهن ذلك. ففي خطوة مفاجئة ظهرت أخيراً على غلاف مجلة {تايم}، أعلنت غوغل استثمارها في Calico، شركة يرأسها عضو مجلس إدارة Genentech وApple آرثر لفينسون.

لا يُعتبر استثمار شركة في شركة أخرى خبراً مثيراً للاهتمام (إلا إذا كنت من المهتمين بأخبار وول ستريت). لكن المثير للاهتمام أن إحدى هاتين الشركتين عملاق إنترنت، في حين أن اسم الأخرى يشير إلى California Life Company. إذاً، دخلت غوغل بهذه الخطوة سوق الأبحاث الطبية.

في مؤتمر صحفي، أعلنت غوغل أن هذا المشروع الجديد سيركز أبحاثه على مواضيع ترتبط بالتقدم في السن وما يرافقه من أمراض. فستتولى هذه الشركة المستقلة الجديدة إجراء الأبحاث عن علاجات للحالات الأكثر انتشاراً بين المسنين، مثل داء ألزهايمر أو القلب. ألمح مدير غوغل لاري بايج في مقابلة مع مجلة {تايم} إلى أن أهداف Calico الرئيسة تشمل إطالة حياة الإنسان.

تشتهر غوغل في مجالات عدة ومتنوعة بعيدة كل البعد عن العلاج الطبي. إلا أن هذه الشركة الأميركية أعربت في الماضي عن ميل إلى المواضيع المرتبطة بالصحة. على سبيل المثال، كانت Google Health، التي أُطلقت عام 2008، خدمة سحابية تتيح للمستخدمين تتيح للمستخدم تحميل كل سجله الطبي وبياناته الصحية. وبفضل هذه المعلومات يشكّل غوغل قاعدة بيانات مركزية تقدّم للمستخدمين معلومات ونصائح صحية مفيدة، فضلاً عن الاقتراحات والتحذيرات بشأن الأدوية. إلا أن هذه الخدمة أُلغيت عام 2011. ولكن رغم إخفاق هذا البرنامج، استثمرت غوغل أيضاً في 23andMe، شركة خاصة تُعنى بالتكنولوجيا الجينية والبيولوجية تقدّم فحوص جينية سريعة.

تبدو هذه التجربة غريبة. فماذا تستطيع غوغل أن تقدّم لحقل لا خبرة لها فيه؟ إلا أن مساهمة غوغل في هذه الشركة هي ما أثار اهتمام مجتمع الأبحاث فيها. يعود ذلك إلى أن غوغل ستقدّم على الأرجح الإحصاءات، مع أنها لم تعلن عن ذلك رسميّاً بعد.

تحليلات إحصائية

تشتهر غوغل بمجموعتها الواسعة من التحليلات الإحصائية، وخصوصاً تطبيق تلك الأدوات الرياضية في كل وجه من أوجه عملها. فلا تتحسن نتائج الأبحاث بسبب المعادلات الرياضية الفذة فحسب، بل أيضاً بسبب تطبيقات تفسيرها المتطورة. تعتبر هذه الشركة الأبحاث الإحصائية جزءاً من ثقافتها، وتتراوح استعمالاتها بين الخيارات الشخصية وتحسين تقنيات عرض السكاكر. نعم، تجري غوغل أبحاثاً حول الحلوى. ونظراً إلى هذا العشق السليم للأبحاث الاستشارية، لا عجب في أن يُستخدم جزء كبير من هذه المعرفة الواسعة في تحليل البيانات في مجال الصحة.

يفترض الكثير من الباحثين والمتتبعين لأخبار غوغل أن الكم الهائل من البيانات سيكون له تأثير كبير في Calico. فبالدمج بين البيانات المستمدة من مصادر غوغل الكثيرة من المعلومات الجينية والأبحاث التي تقوم بها Calico، قد تلقي مقاربات مبتكرة إلى النماذج الإحصائية الضوء على أسرار التقدم في السن. صحيح أننا لا نستطيع أن نجيب عن السؤالين كيف ومتى، غير أن معظم أصحاب الاختصاص يقرون بأن Calico ستحظى بفائدة كبيرة من بيانات غوغل الكثيرة ومبادراتها الإحصائية. فضلاً عن ذلك، من المتوقع أن تستخدم غوغل البيانات لتحدد الأهداف التي يجب التركيز عليها، كما ذكر لاري بايج نفسه في مقابلته مع مجلة {تايم}:

{من الأمور التي ظننتها مذهلة أننا إذا حللنا مشكلة السرطان نرفع متوسط عمر الإنسان المتوقع بنحو ثلاث سنوات. نفكر في إيجاد علاج للسرطان لأن هذه الخطوة الكبيرة ستبدّل العالم. ولكن عندما تتريث قليلاً وتتأمل المسألة، تلاحظ أن ثمة الكثير من حالات السرطان المأساوية. هذا محزن بالفعل، غير أن هذا التقدّم ليس بالضخامة التي تظن}.

مزايا أخرى

يعكس هذا أيضاً إحدى المزايا الأخرى التي ستتمتع بها جهود غوغل في مجال الأبحاث: المال. كما ذكر بايج، لن تواجه Calico واحدة من أكثر العقبات شيوعاً في طريق معظم مراكز الأبحاث. فتستطيع غوغل أن تحصر أبحاثها في بعض الأمراض الشائعة التي لا تشمل عادة حملات التمويل والدعم الحكومي. على سبيل المثال، يُعتبر ذات الرئة والأنفلونزا من أبرز عشرة أمراض قاتلة في الولايات المتحدة. رغم ذلك، لا تتناول أبحاث كثيرة هذين المرضين. ويعود ذلك إلى واقع أنها لا تتلقى التمويل الكبير كما مرض السرطان. علاوة على ذلك، لن تشكّل Calico جزءاً من شركة أدوية. لذلك لن تضيع الوقت في الترويج لأدوية تملك براءة اختراعها.

ولكن للمال حدوده. قد تمر سنوات قبل أن تقدّم Calico أي علاجات فعلية. تشير تقديرات غوغل إلى نحو 20 سنة. ولكن في هذه الأثناء، من المذهل مراقبة  مدى فاعلية مقاربة جديدة تماماً إلى عالم الأبحاث. فمن المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت شركة ترتكز على البيانات تستطيع أن تبث في منشآتها الطبية الجديدة الثقافة ذاتها المتبعة في مقراتها. لكن الأهم من كل ذلك تتبع هذه التجربة لاكتشاف ما إذا كانت منشأة أبحاث تتحرك من القيود المعتادة وتحظى بدعم شركة عملاقة تستطيع المساهمة بفاعلية في خير الناس حول العالم وصحتهم.

back to top