«يعض على يديه... يا ليت»

نشر في 12-10-2013
آخر تحديث 12-10-2013 | 00:01
 محمد الشملان كالأمواج الجميلة الهادئة حينما تراها وأنت على الشاطئ يكون شكل القرض الربوي ذي الفوائد، فيرى المرء أن العرض الربوي جميل، ويتساءل: ماذا لو اقترضتُ واستمتعتُ بالأموال الكثيرة؟

إن الحياة ستكون جميلة، فينطلق نحو أحد البنوك، يُوقِّع على مضض بعض الأوراق، ثم يستلم الأموال الربوية.

بدأ يدخل في البحر الذي يراه جميلاً، ويرى أن أمواجه لطيفة رقيقة، ويمر وقت قصير، فيشعر أن الأمواج بدأت تتعالى، وصوت الضمير زَفَر يصرخ أن كيف فعلتَ هذه الفعلة وأخذت قرضاً ربوياً؟ يموت النور، ويُشاهد بحزنٍ القمر الباكي على حاله، والماء من تحت قاربه أسود كئيب.

لا يُفكِّر إلا في كيفية الانتهاء من قرضه الربوي، كلما وضع خدّه الأيمن على الوسادة، تذكَّر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أكل الربا، وتجرَّع ألماً: إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا، بل إن الله تبارك وتعالى قال عنهم: "إنما يأكلون في بطونهم ناراً"، أضف إليها أنهم كالذي: "يتخبطه الشيطان من المس"، فهو يكذب بزعمه أن البيع مثل الربا، وأنه حلال، ولا يدري أن الحلال بيِّن واضح، وأن الربا ليس بحلال، والقرض الربوي حرامٌ حرام.

إن المتجرع للربا، قد غَفِل عن أنه كالذي زنى في أمه بنص الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ الرِّبا نيِّفٌ وسبعون بابًا أهونُهنَّ بابًا من الرِّبا مثلُ من أتَى أمَّه في الإسلامِ ، ودِرهمٌ من الرِّبا أشدُّ من خمسٍ وثلاثين زَنيةً وأشدُّ الرِّبا وأربَى الرِّبا وأخبثُ الرِّبا انتهاكُ عِرضِ المسلمِ، وانتهاكُ حُرمتِه"، فانظر إلى هذه العقوبة التي هي إحدى عقوبات آكل الربا، وكفى بهذه العقوبة تنفيراً من الربا وأكله.

إن على المرء العاقل، أن ينظر إلى هذا الموضوع بجديِة، ويحمد الله على أنه لم يُلطِّخ ماله وحياته بما يُذهب البركة كالربا، وإن كان قد أكلها يوماً، وهو يجهل الحكم أو لأي سبب، فينبغي عليه أن يبادر في التخلُّص من هذا الإثم العظيم، وذلك من أجل مصلحته ومصلحة عائلته من بعده، فلا يدري متى يموت الإنسان، وربما يعض المرء على يديه يوم القيامة بسبب ما اقترف من سوء، ويقول بكل حرقة: "يا ليتني قدَّمتُ لحياتي".

back to top