نظرة متأمل... إنه الأب

نشر في 05-10-2013
آخر تحديث 05-10-2013 | 00:01
 محمد الشملان    كان رجلاً لا يشبهه أحد في الكرم والعطاء، يقف معك في أصعب الظروف وأحلكها، يفترش الأرض حينما تكون أنت نائما على الوسائد المريحة، كل ذلك من أجل أن تنعمَ بالراحة والرخاء.

لا يهمه ما يأكل، إنما ما تأكل، يرغب في أن تكون أفضل شخص في العالم، ويهوى أن يُداعب خصلات شعرك اللطيفة بحبٍ وحنان، ويرجو الله أن تكون أحسن منه حالاً وأعلى منصباً وأكثر سعادةً: إنه والدك الكريم!

إن فضل الأب على أبنائه كبير، يجهله كثير من الأبناء، وحريٌ بنا أن نستشعر هذه النعمة وهذا الفضل، فكم من ابنٍ لا يجد له والداً يقف معه حينما تشتد عليه خطوب الحياة!

كم من ابنٍ يفقد نعمة الأب وتقبيل رأسه ويديه ورجليه!

إنني ما زلتُ أتذكَّر فضل والدي حفظه الله عليّ حينما ذهبنا في رحلةٍ للعلاج بالخارج، كان يمشي والدي تحت المطر بصعوبة وانزعاج، وأنا أجلس في الكرسي المتحرّك محمياً من المطر والبرد. كنتُ أجلس في الكرسي مُستمتعاً بالطقس البارد الممطر الرائع في باريس، وكان والدي يتجرَّع ألم المطر على رأسه، والبرد على قدميه، والمشي الطويل مع دفع العربة.

لقد عانى كل والد مع أبنائه، ومهما بلغ أبو أحدهم من السوء، يبقَ له فضل على الابن.

ولقد قال بعض الآباء لأبنائه ادخلوا في الكفر! وهو أعظم مصيبة في الدنيا، فالكُفر يعني: أن تفقد الحياة كلّها لأن الحياة هي حياة الآخرة، كما في قوله تعالى على لسان بعض المُذنبين: "يا ليتني قدمتُ لحياتي"، فقد بكى على ما فعل في دنياه ذلك الرجل، وتمنّى لو يعود ليفعل الخيرات، فقال الله تبارك وتعالى في سورة لقمان: "وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تُطِعْهُما، وصاحبهما في الدنيا معروفاً"، فرغم أن بعض الآباء والأمهات يُجاهد الابن على أن يُشرك بالله العظيم! فإن الله تبارك وتعالى قال: "وصاحبهما في الدنيا معروفاً"، فتأمَّل عِظم حقهما عليك.

قبِّل يد والدك، واسعَ لإرضائه، واجتهد في رفع رأسه، وكن أنت البسمة التي تُداعب قلبه.

back to top