حياة واحدة... السلالم كثيرة

نشر في 10-07-2013
آخر تحديث 10-07-2013 | 00:01
 زاهر الغافري الساحة

لن تعرفَ ما الذي يَحدثُ

في موليفونغ توريَ  

رجلٌ غاضبٌ يلوّحُ

بمنديلٍ أبيض، حصانٌ تَطلعُ من حدوتهِ اليمنى شرارةٌ ذهبيةٌ، امرأةٌ تسعى

لأن تحتضنَ السماءَ والأرضَ كأنها قوسٌ يطيرُ بين السقوف. لنْ تجدَ هنا

جوهرةً ضائعةً بين العربات، الدخانُ وحده يمرحُ بين الغيوم. لنْ تعرفَ

شيئاً في موليفونغ تورييَ، لأن الشيءَ واضحٌ كفاية لكنهُ سرّي للغاية،

واضحٌ وسرّي لأن الحافةَ قريبةٌ جداً إليك.

انهضْ، انهضْ وقلْ لديّ طريق سأسلكهُ عبر الغابات، عبر البحيرات

الصغيرة، قل لدي بلدٌ ما، مدينةٌ ما أو قريةٌ بعيدة تنتظرُ إشارةً منّي.

تنتظرُ الإشارةَ ليطلعَ منها رجلٌ يقول: بهذهِ الثيران اشتري الأفق، اشتري

الظلمةَ بنهارٍ فاسد، اشتري صرخةً من خلفِ زنزانة.

لنْ تعرفَ ما الذي

يحدثُ في موليفونغ توريَ

ولنْ تعرفَ ما الذي يحدثُ حقاً هناك.

 الموت أمسية موسيقية

الموت أمسية موسيقية يقول الرجل المريض، أهو ميت أم نائم في الشرفة

تحت أغطية سوداء؟ الكآبة قطن أبيض في الطريق، لكنَّ لا أحد هنا هذا

اليوم ليعزف أو يرقص أمام الشرفة، لقد ذهب الجميع، خرج الموسيقيون

والضيوف وودعوا الباب والشرفة. نظروا إليك كأنك شجرة يتيمة في بستان

الليل. ينبغي أن تستيقظ الآن، الموت أمسية موسيقية حقاً لكن عليك أن تعزف

اللحن وحدك، اللحن الذي يليق بحياتك كأنك منسي في زقاق بارد، كأنك جثة

مرمية في ظلام الريح.

 رشيد عبد الرحمن

لم تكن فكرة تلك التي رآها في لحظة الغيبوبة، ربما كانت حصاة تلمع في

وادي الأحلام، لذلك يرسم أقنعة غالباً ما تعود الى وجوه أصحابها، يرسم

ما يشبه متلازمة الحظ العاثر. ذكي بما يكفي ليترك زراً يسقط من سرواله

في المرسم أو فوق أرض الحديقة. يقظ كأنه نمر بنغالي جريح، كأن في

فرشاته وألوانه حصة من الألم والخسارة.

لا يريد أن يعرف ماذا يقول، اليدان وحدهما تعملان هكذا، صدفة خالصة كأن

 الرّب وضع في أصابع هذا الرجل أيقونة حجرية فوق زجاج مكسور.

 اليد

اللطافة حجر آخر يضاف إلى هيئة اليد، اليد المرفوعة التي توقظ الموتى،

المفتوحة كقوس مشدود إلى وتر الخليقة. من بين الغيوم تستقبل حاضنة

 المعجزات هذا اليوم وردة مبللة.

يد تشبه عائلة حائرة في غابة من الألغاز، نسمة خفيفة تكفي لتضيّع مفاتيح

السرّ. إلى أين ستأخذني يا قارب أيامي؟

back to top