جاسم الشهاب إعلامي وشاعر قدم أغاني خالدة

نشر في 24-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-07-2013 | 00:01
أشهر كلماته «أبو الموقة» و{عذروب خلي»

الشاعر والإعلامي جاسم الشهاب أحد أوائل العاملين في الحقل الاعلامي، تميّز في تقديم البرامج الإخبارية والمنوعة والنقل الخارجي على الهواء مباشرة، وشارك في مسيرة تلفزيون الكويت، فكان له حضور فاعل في سنوات التأسيس وما تلاها.
مرحلة كتابة الشعر الغنائي محطة مهمة في مسيرته الفنية قدم خلالها أغنيات كويتية عاطفية مطورة جميلة، ذات مفردة شعبية ونكهة كويتية أصلية، فباتت جزءاً من تراث الأغنية الكويتية.
في أوائل الستينيات، صادف أن الإذاعة والتلفزيون كانا بحاجة إلى أصوات كويتية جديدة، فتقدم الشهاب واجتاز الاختبار، وكانت بدايته بسيطة تقتصر على تقديم فقرات وبرامج خفيفة، إلى أن أصبح متمكناً في تقديم برامج إخبارية منوعة ونقل خارجي على الهواء مباشرة، وراح صوته ينساب عبر المذياع فتلقفه مستمعو إذاعة الكويت وأتاحوا له في وجدانهم مكاناً فسيحاً، كذلك ملأ شاشة التلفزيون حضوراً فاعلاً في سنوات التأسيس وما تلاها، وكانت مكافأته تعيينه مديراً لتلفزيون الكويت في دبي.

لم يتوقف طموحه العلمي عند نجاحه الوظيفي والمراكز التي حصل عليها، فتابع دروسه أثناء تنقله بين الكويت ودبي ونال الثانوية العامة، من ثم التحق بكلية الإعلام في  جامعة القاهرة وحصل على بكالوريوس في الإعلام (1975) عن أطروحته {الإعلام في الكويت ودوره في عملية التحضر والانتقال إلى الدولة العصرية في الكويت خلال الفترة من 1928 إلى  1975}.  بعد ذلك شغل منصب مستشار إعلامي في السفارة الكويتية في القاهرة لسنوات، وعندما انتهت مهمته عاد إلى أرض الوطن وتقاعد ومارس الكتابة في الصحافة المحلية.

سيرة ذاتية

اسمه الثلاثي جاسم محمد الشهاب من مواليد الكويت عام 1938. يقول عن طفولته: {طفولتي صعبة كغيري من أبناء  جيلي، لما كنا نعاني من شظف العيش، كان الوالد بحاراً عادياً ورجلاً بسيطاً، لم أعش معه، لأنه انفصل عن والدتي وأنا طفل، فكانت الوالدة مسؤولة عني في أمور حياتي بمساعدة أخي الاكبر الذي له الفضل في تربيتي، وقد تعرفت إلى الوالد عندما أصبح عمري 17 عاماً، إذ كان كثير السفر والترحال من بلد إلى آخر. أما الوالدة فكانت امرأة بسيطة أمية، لكنها كانت حريصة عليّ، لذا في الماضي اعتمدنا على العطاء}.  لديه من الأبناء: وحيد، صلاح الدين، محمد، أحمد، عبدالله، خالد، أنوار.

مركب الحياة

 في طفولته درس جاسم الشهاب  القرآن والقراءة عند الملا الخنيني، ثم في المدرسة القبلية ومنها انتقل إلى المثنى، ثم مضى به زمن العلم إلى مدرسة الشامية ومنها إلى جارتها الشويخ. ودع الدراسة وزمن الربيع ليركب مركب الحياة ويشرع في العمل، فالتحق عام 1958 بقسم الإحصاء في إدارة الشؤون الاجتماعية قبل تحولها إلى وزارة.

عام 1960 شغل منصب مشرف للوحدة الاجتماعية في المرقاب، وبعد عام أوفدته وزارة الشؤون الاجتماعية إلى مصر للدراسة في مركز اليونسكو، وقد صادفت عودته إلى الوطن حاملاً دبلومه مع استقلال الكويت في                     19 يونيو1961.

 في الإذاعة

 في نوفمبر 1961 انضم جاسم الشهاب إلى إذاعة الكويت في الفترة التي كان طاغية العراق عبدالكريم قاسم يهدد ويحشد جيوشه لغزو الكويت، فخرجت جموع الكويتيين وملأت الشوارع صارخة صاخبة مجلجلة، فصدحت حنجرة جاسم الشهاب ودوّت إبان {أزمة قاسم} مطالبة بحمل السلاح.

عين رئيساً لأقسام: البرامج الشعبية، النقل الخارجي، المنوعات، ومن أبرز البرامج الاذاعية التي قدمها في الستينيات: {أسبوع في ساعة}، وفي الفترة نفسها شارك في تأسيس {فرقة مسرح الخليج العربي}.

 عن ذكرياته في هذه المحطة يقول: {كنا مجموعة من الإعلاميين الشباب نعمل في الإذاعة، وكان التلفزيون وافداً جديداً علينا في ذلك الوقت، وتكونت المجموعة على ما أذكر من: صقر الرشود، عبدالله خلف، مكي القلاف، منصور المنصور، سالم الفقعان... وكنا نعمل جميعنا في الإذاعة، بالإضافة إلى عبدالعزيز السريع الذي كان يكتب تمثيليات إذاعية، فقررنا آنذاك إنشاء فرقة مسرحية باسم مسرح الخليج، واجتمعنا في الإذاعة ووجهنا كتاباً إلى وزارة الشؤون الاجتماعية}.

جمع التراث الشعبي

عام 1964 وبعد مشاركته الفعلية في تأسيس إذاعة الكويت، وصل جاسم الشهاب  الليل بالنهار لجمع التراث الشعبي الكويتي وتأسيس الإذاعة الشعبية في الكويت التي تسمى اليوم إذاعة البرنامج الثاني، وفي دبي بحث عن المواهب في شتى المجالات لتمرينها وتوظيفها وتهيئتها لتسلّم زمام  قيادة المسيرة الإعلامية في بلادها.

من أهم انجازات هذه الاذاعة، توثيق أعمال الفنانين الشعبيين وأصحاب الفرق الشعبية الكويتية وتسجيل انتاجهم الغنائي وحفظه ضمن أشرطة إذاعية، كذلك بحثت الإذاعة عن المبدعين والمثقفين الكويتيين لتوثيق نتاجاتهم وتسجيل أعمالهم الأدبية والشعرية... لا شك في أن هذه الجهود الكبيرة تشكّل اليوم الكنز الثمين الذين يغرف منه الباحث والأديب والإعلامي في الدراسات وإعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

 نجاح جاسم الشهاب في عمله الاذاعي وتأسيسه الإذاعة الشعبية مهدا الطريق أمامه لتسلم منصب مدير تلفزيون الكويت (من دبي) عام 1970، فحوّله إلى منارة ثقافية تشعّ أنوارها الكويتية على إمارات الخليج.

في نوفمبر 1983 تقاعد عن العمل الحكومي، وأنهى  الاعلامي المذيع والشاعر جاسم الشهاب رحلة العمل الطويلة التي تنقل خلالها بين محطات كثيرة.

شاعر غنائي

الأذن التي اعتادت  الاستماع إلى صوت الإعلامي جاسم الشهاب مذيعاً وقارئاً للأخبار أو مقدماً للبرامج والتعليقات السياسية، لم تنس أنه كتب لها أجمل الكلمات المغناة والمتميّزة بمفردة شعبية ونهكة كويتية أصيلة، فحفظ  الجمهور أغانيه وباتت جزءاً من تراث الأغنية الكويتية. من أبرز الأغاني التي كتبها في فترة الستينيات {عذروب خلي} التي غناها الفنان القدير عوض دوخي.

العلاقة الوطيدة التي ربطت بين الفنان عوض دوخي وشقيقه يوسف دوخي  وبين جاسم الشهاب دفعت الدكتور يوسف الدوخي إلى تلحين أغنية من كلمات الشهاب  بعنوان {خلي جفاني} غناها عبدالمحسن المهنا.

كذلك غنى المطرب حسين جاسم ( أحد نجوم الأغنية الكويتية الحديثة في نهاية الستينيات) من كلمات جاسم الشهاب وألحان الفنان القدير عبدالرحمن البعيجان {أبو الموقه}، فحققت الأغنية نجاحاً دفع  حسين جاسم إلى تكرار تعاونه مع الشاعر جاسم الشهاب في أغنية {حبيبي شمعة الجلاس} من ألحان الفنان مرزوق المرزوق.

عودة  ثم انكفاء

بين 1970 و1980 انشغل الشاعر جاسم الشهاب في المراكز الاعلامية التي كُلف بها وأخذت الدراسة وقته واهتمامه وأبعدته عن البلاد.. لذلك يكاد يكون إنتاجه في تلك الفترة معدوماً،  وبمجرد عودته إلى أرض الوطن أو قبل ذلك بسنتين استعاد نشاطه الفني في كتابة الأغنيات، فلحن له الفنان القدير عبدالرحمن البعيجان قصائد عدة، وفي عام 1979 غنى  له المطرب عباس البدري {طاب الهوى} والمطرب يحيى أحمد أغنيتي {طبنا للهوى} و{يا عين}.

في الثمانينيات سجلت نقلة شبابية على الساحة الغنائية مع ظهور ملحنين شباب يبحثون عن روح شبابية لدى المؤلفين... ومن آخر الأغنيات التي سجلت من كلمات الشاعر جاسم الشهاب {هجر الحبيب}، من ألحان  الفنان فوزي جمال وغناء المطرب عبداللطيف المنصور.

آخر قصيدة

مارس جاسم الشهاب الكتابة الصحافية في صحف ومجلات من بينها: {القبس}، {السياسة}، {صوت الكويت} ضمن زاوية {لمسات}. آخر كتاباته في الصحافة المحلية قصيدة {هلت مدامعنا} عندما توفي الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين.

back to top