كارين رزق الله: الدراما اللبنانية بعيدة عن واقعنا

نشر في 20-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2013 | 00:01
ممثلة كوميدية ارتبط اسمها لسنوات إلى جانب زوجها الممثل الكوميدي فادي شربل، لكنها وإن تقاسمت كتابة أعمالهما التلفزيونية السابقة، إلا أنها بقيت في الظلّ حتى حقق مسلسل «حلوة وكذابة» بتوقيعها نجاحاً غير متوقع سلط الضوء عليها ككاتبة كوميدية متميزة. انتقل مسلسلها «حلوة وكذابة» (إنتاج «مروى غروب»، إخراج سيف الشيخ نجيب) من التلفزيون إلى الشاشة الكبيرة تحت عنوان «حلوة كثير وكذابة»، ومعه انتقلت أحلامها إلى مزيد من الآفاق كتابة وتمثيلا. كارين رزق الله التي تحمل اليوم مسؤولية إثبات نفسها ككاتبة وليست عابرة سبيل في الدراما التلفزيونية، تحدثت عن المسلسل والفيلم ومشاريعها الجديدة.
بعدما شكلتما زوجك فادي شربل وأنت ثنائية في الكتابة والتمثيل، تفرّدت في كتابة {حلوة وكذابة} فكيف تقيّمين هذه التجربة؟

لم أشعر بإحساس مختلف عن كتابتي {عيلة ع فرد ميلة}، إذ لم نكن فادي وأنا نشترك في الكتابة، بل تقاسمنا الحلقات ليكتب كل منا على حدة، لذلك اعتدت الكتابة منفردة.

ما الذي يميّز العملين؟

توافر تسلسل معين في أحداث {حلوة وكذابة} إذ نطرح خيوطاً شيقة تتمحور حولها القصة وتلفت اهتمام المشاهد وتجذبه إلى متابعة الحلقات، بينما قدمّنا في كل حلقة من حلقات {عيلة ع فرد ميلة} فكرة جديدة نستهلها في بداية المشاهد ونختمها مع نهاية الحلقة.

أي  كتابة منهما هي الأسهل؟

كتابة مواضيع متسلسلة في عمل واحد تتضمن خيوطاً عدّة مثل {حلوة وكذابة}، بدلا من كتابة فكرة جديدة في كل حلقة.

هل اثبتِّ استقلاليتك بعيداً من فادي خصوصاً أن اسمك ارتبط باسمه فترة طويلة؟

 

صحيح أن اسمينا ارتبطا معاً، إنما لا يمكن أن يرفع شخص ما شريكه طيلة 10 سنوات من الكتابة والتمثيل إذا كان الأخير فاشلا. لا بد من أن يكون الاثنان مؤهلين لينجحا معاً، لذا أعتبر أننا موهوبان إنما شاءت الصدف أن نعمل معاً في البداية، ولا يعني ذلك أن أحدنا سيحطّ قدره إذا استقل عن الآخر.

ألم تخشي السقوط في كتابتك أول مسلسل كوميدي طويل؟

لا أحد يخطو مثل هذه الخطوة إن لم يعرف سلفاً أنه قادر على هذا التحدي ويملك مؤهلات كافية للنجاح. استمر برنامجنا التلفزيوني {عيلة ع فرد ميلة} عشر سنوات لأنه نجح في تحقيق نسبة مشاهدين مرتفعة، لذا أعرف مقدار عطائي في الكتابة ومؤهلاتي في هذا الإطار، وقد توقعت للمسلسل نسبة نجاح معينة لكنني لم أتوقع هذه النسبة المرتفعة.

قدمت أعمالاً كوميدية، فهل من مشروع في إطار التراجيديا؟

أظنّ أن كتابة الأعمال التراجيدية أسهل، لكن قلة تكتب كوميديا، لذلك تُطلب مني أعمال كوميدية وليس درامية، إنما كل شيء وارد في هذا الإطار.

ما الذي يميز الكتابة الكوميدية عن التراجيدية؟

إيقاع الكوميديا سريع ومشاهدها قصيرة وشخصياتها مندفعة أكثر، ويكون الحوار فيها سلساً وتتضمن مواقف مضحكة، من هنا لا يمكن مقارنتها بالتراجيديا إذ يمكن أن يمتد الحوار بين شخصيتين على مشاهد طويلة.

هل ثمة قاسم مشترك بينهما؟

بالطبع، فهما يطرحان الأحداث بمنطق ويتضمنان حبكة منذ بداية العمل حتى نهايته.

نلاحظ أن إنتاج المسلسلات الدرامية يتفوّق على إنتاج الكوميديا، ما السبب برأيك؟

نفتقر إلى نصوص كوميدية جيدة، ففي معظم البلدان توازي الأعمال الكوميدية نسبة الأعمال الدرامية.

هل يستطيع الممثل الكوميدي اقناع الجمهور بأدائه إذا قدم دوراً تراجيدياً؟

طبعاً إذا كان ممثلا جيّداً وقد يؤثر في الجمهور أكثر، خصوصاً أن التمثيل التراجيدي أسهل من الكوميدي الذي يحتاج إلى خفة ظلّ وتعابير وجه عفوية، إنما يخشى المنتجون إسناد دور درامي إلى ممثل كوميدي، على رغم أن الممثل القدير عادل إمام، مثلا، قدم أدواراً جدية وأدواراً كوميدية في الوقت نفسه.

ماذا تحضرين من أعمال جديدة؟

أكتب مسلسلا من مئتي حلقة تلفزيونية لمحطة {أم تي في} اللبنانية يتضمن بعضاً من الدراما بنفحة كوميدية، سيبدأ تصويره قريباً بعدما سلمت بعض حلقاته، بالإضافة إلى مسلسل {لايت كوميدي} لـ{مروى غروب}، لكن لم يتقرر على أي شاشة سيعرض، فضلا عن سيت كوم من 30 حلقة لصالح المؤسسة اللبنانية للإرسال، يتمحور حول أربع شخصيات مختلفة بطبعها تعيش تحت سقف واحد،  ومسلسل لايت كوميدي أيضاً.

هل ستشاركين كممثلة فيها؟

سأمثل في عملين فحسب، وسأؤدي دور البطولة في أحدهما وهو مسلسل كوميدي رومنسي يحكي قصة حب تُفرض على شخصين غريبين يضطران إلى أن يكونا معاً بسبب موقف معين.

 ما سبب انتقال {حلوة وكذابة} من الشاشة الصغيرة الى السينما؟

نسبة المشاهدين المرتفعة التي حققها المسلسل دفعت المنتج مروان حداد إلى نقله إلى السينما.

كيف تقيّمين الأصداء حول الفيلم؟

أحبه الجمهور كثيراً، خصوصاً أنه فيلم كوميدي ممتع وخفيف. حتى إنني ضحكت كثيراً عندما شاهدته كأنني لست كاتبته، وأسعدتني ردة فعل الصحافة الإيجابية عليه.

هل تلقيت أصداء عن مسلسل “حلوة وكذابة” في العالم العربي؟

بالطبع، واللافت أننا عندما ذهبنا الى دبي طلبت فتيات هناك التقاط صور مع ابنتي التي شاركت في المسلسل.

ما الذي ينقص الدراما اللبنانية؟

الواقعية التي تعكس حقيقة مجتمعنا والتمويل اللازم للإنتاج بمستوى عالٍ، ما يحفّز بيعها عربياً.

هل كسبت السينما اللبنانية ثقة الجمهور اللبناني؟

عندما يسبق مسلسل تلفزيوني الفيلم فإنه يحظى بنسبة مشاهدين في السينما، أما في المطلق، فالثقة في الفيلم اللبناني تتفاوت وفق هوية المنتج والمخرج وماهية العمل. المؤكد أننا لن نحظى بسينما لبنانية ما دام السوق الخارجي مقفلاً، ولا يستطيع الجمهور اللبناني وحده تغطية كلفة الإنتاج بتقنيات جيدة، لذلك يجب أن تعرض الأفلام السينمائية اللبنانية في الدول العربية، كي تكسب ثقة الجمهور العربي.

كيف وجدت ثنائية زياد برجي وداليدا خليل في التمثيل؟

ظريفان وناجحان.

ما نسبة {الحلوة والكذابة} في المجتمع؟

مرتفعة، وإذا كنا لطفنا هذه الشخصية بتقديمها بنفحة كوميدية.

هل ساهم برنامجكما الإذاعي فادي وكارين عبر {صوت الغد}، في تقريبك أكثر من الجمهور وهل تستقين منه مواضيع في الكتابة؟

لا يطلب البرنامج من المستمعين طرح أفكار لأستفيد منه للكتابة. نخوض فادي وأنا تجربة جديدة لأننا لم نفكر يوماً بالعمل الإذاعي، إضافة إلى أن صوتينا غير إذاعيّين، لذلك لم يكن هدفنا أن نكون مذيعين بل أن نتواصل مع الناس على طبيعتنا كممثلين خفيفي الظل.

ماذا استخلصتِ من هذه التجربة؟

ملّ الناس في لبنان الهمّ والغمّ ويحتاجون الى ما يضحكهم ويدعوهم إلى التفاؤل، لأن الأمور من حولهم سلبية، واكتشفت أيضاً مدى تمتّع الجمهور بروح النكتة الجميلة من خلال إرسال نهفات خفيفة الظل عبر رسائل قصيرة، واللافت أنه يتحدث إلينا بأسلوب الصداقة والجيرة.

إذا كان الكاتب الدرامي يستقي قصصه من مشاكل المجتمع، فمن أين يستقي الكاتب الكوميدي مواضيعه؟

يتناول المشاكل الاجتماعية نفسها لكن بقالب فكاهي ساخر، ويقدم الشخصيات بشكل مبالغ قليلاً لينحوا صوب الكوميديا.

ترتكز غالبية الكوميديا التلفزيونية على برامج انتقادية ساخرة، ما رأيك؟

ثمة ثلاثة أسباب لذلك، أولاً لأن كتابة هذه البرامج أسهل من كتابة قصة كاملة تتضمن حبكة وأحداثاً، ثانياً لأن الوضع السياسي مسيطر في البلد وبالتالي يطغى على هذه البرامج، ثالثاً تبقى كلفة إنتاجها أقل من إنتاج حلقة مسلسل كوميدي.

لماذا لا تشاركين فيها؟

عرضت عليّ المشاركة، لكنني لم أجد نفسي فيها. قدمت برنامجاً وحيداً من هذا النوع منذ بضع سنوات، إنما لم أجد أنني بعد {عيلة ع فرد ميلة} قادرة على العودة إلى مثل هذه البرامج التي لا أنتقص من قيمتها، لكنها متعبة وتحتاج إلى جهد مضاعف، خصوصاً أننا نقدم في الحلقة الواحدة شخصيات مختلفة تحتاج كل واحدة منها إلى تغيير الملابس والماكياج وتحضير مكثف.

ما رأيك بواقع الإنتاج في لبنان؟

أفضل من السابق. نحن نتقدم إلى الأمام، فثمة أعمال رائعة ونفتخر بها. أتمنى أن نستغل الوضع العربي قليلا لبيع أعمالنا في الخارج، ومن الضروري أن تؤمن محطات التلفزة تمويلاً لازماً لتنفيذ حلقات درامية.

هل ستستمرين في التعاون مع {مروى غروب}؟

تشكل الأولوية بالنسبة إليّ لأنني مرتاحة في التعامل معها، وسنقدم عملين جديدين فضلاً عن تعاوني المباشر مع المؤسسة اللبنانية للإرسال. أما لجهة شركات الإنتاج الأخرى، فلم أتلق عروضاً مقبولة بعد.

كيف ستحافظين على المستوى الذي حققته مع {حلوة وكذابة}؟

ينتظر الجميع عملي الثاني ظناً منهم أن {حلوة وكذابة} ضربة حظ ليس الا. يجتهد الإنسان لتقديم عمل متكامل وينطلق من ركيزة محددة، إنما النجاح ليس مضموناً دائماً لأنه لا يمكن توقع ردة فعل الجمهور.

هل نفتقر إلى أعمال تلفزيونية تتوجه إلى المراهقين؟

نفتقر الى أعمال تتوجه إلى المراهقين وأفراد العائلة أيضاً. ربما تابع الأولاد  {حلوة وكذابة} لأنه على غرار “عيلة ع فرد ميلة” الذي توجه إلى أفراد العائلة كلها. لا أعرف سبب افتقار محطاتنا إلى مثل هذه البرامج، لكننا نحتاج إلى أعمال تتحدث عن واقعنا كلبنانيين وعن يومياتنا ومشاكلنا أكثر من أعمال تحكي قضايا لا تشبهنا وغريبة عنّا.

المطلوب تصوير نماذج متوافرة في محيطنا وواقع عائلات، تعيش حياة عادية يومية بمشاكلها الاجتماعية الواقعية، مثل الكهرباء وأقساط المدارس التي يمكن الإشارة إليها ضمن سياق الأحداث.

back to top