عايدة ميرزا: الاستثمار في السجاد ناجح بشرط اقتناء الموثّق دولياً

نشر في 08-01-2013
آخر تحديث 08-01-2013 | 00:02
حذرت من عمليات النصب والاحتيال
• متى بدأت علاقتك بالسجاد؟

اعتدت مشاهدة السجاد في البيت منذ الصغر، إذ تحرص عائلتي على اقتناء أنواع كثيرة بمقاسات متباينة، وحينما كنت في السابعة من عمري اصطحبتني جدتي إلى أحد المصارف وتوقعت آنذاك أنها تود إجراء بعض المعاملات المالية، لكنني اكتشفت أنها تود الاطمئنان على قطعة فاخرة من السجاد تضعها في الأمانات في البنك، خشية تسرب الرطوبة إلى هذه القطعة الثمينة، فتحرص على تهويتها بعض الوقت ثم تعيدها إلى مكانها، فلفت انتباهي هذا المشهد واستقر في ذاكرتي ولم يبرحها، وأثار فضول طفلة صغيرة أرادت اكتشاف هذا العالم الغريب بالنسبة لها، لذلك، بت أحرص على الذهاب إلى البازار مفضلة رؤية السجاد والتحدث مع الباعة عن أنواعه، وأشكاله، وعقب إنهاء دراستي اتجهت إلى العمل في مؤسسات الدولة وتنقلت بين مراكز العمل، ثم تعرضت إلى حادث أرغمني على المكوث في البيت بسبب التقاعد «الطبي» الذي حصلت عليه، فقررت السفر إلى إيران للترفيه والتسلية، لاسيما بعد شعوري بحالة اكتئاب بسبب الحادث.

نقطة تحول

• يبدو أن هذه الرحلة كانت نقطة تحول بالنسبة لك.

بالضبط، هناك تعرفت على الكثير من أسرار هذا المجال، ففي أول جولة حدث لي موقف طريف، إذ أهداني أحد التجار الإيرانيين قطعة من السجاد حينما تلمس شغفي وحبي لهواية اقتناء السجاد، وعقب عودتي إلى الكويت وضعت هذه السجادة في البيت، وحينما شاهدتها إحدى قريباتي أعجبتها وأرادت اقتناءها، ومن هنا بدأت نقطة التحول، إذ قررت العودة إلى إيران والبحث في هذا المجال.

• كيف كنت تثقفين نفسك في هذا المجال؟

عقب هذه المرحلة بدأت أكتشف أموراً كثيرة لها علاقة بالنسيج وجودة الصوف أو الحرير و«التكنيك» المستخدم وغيرها من العمليات اللازمة لتقديم سجادة فاخرة، لذلك بدأت أحرص على قراءة الكتب المهتمة بالسجاد وأواظب على حضور المعارض والمتاحف، رغبة في الإلمام بكل هذه الجوانب، وقد قمت بزيارة معارض منوعة في مختلف أقطار العالم في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإيران وتركيا.

الغش في السجاد

• ما السبيل إلى تطويق عمليات النصب والاحتيال في مجال بيع السجاد؟

 أتعامل مع زبائني بثقة ومصداقية، لذلك أحرص على اقتناء السجاد الموثق في جهات عالمية درءاً للشبهات، لأن الشهادات الموسومة باسم بلد المنشأ والمعلومات المتعلقة بالمواصفات الأخرى، وهذه الوثيقة –شهادة المنشأ- تكفل كل الحقوق للمشتري، إذ تمكنه من اللجوء إلى القضاء إذا ما شعر بالظلم أو الغش. باختصار ان ما ينطبق على وثيقة المجوهرات والألماس ينسحب على شهادات السجاد، فالغش في السجاد ليس له سقف، لاسيما أن السجاد التركي هو الأكثر عرضة لهذه المشاكل.

عراقة الصناعة

• ما أسباب تميز السجاد الإيراني عن غيره؟

يتمتع السجاد الإيراني بمواصفات خاصة تمكنه من اعتلاء القمة، نظراً لعراقة هذه الصناعة وجودة المواد المستخدمة، وربما يعتبر البعض أن السجاد الذي أقتنيه مرتفع السعر، لكن في حقيقة الأمر هناك ماركات معروفة في السجاد ولها ثمنها في السوق، وأنا لا أتعامل إلا مع الماركات المعروفة وأبرز صُناعه في إيران، كما أن السجاد الإيراني يتميز بجودة المواد الخام الصوف والحرير، وكذلك التصميم المبتكر والمتنوع الألوان، إضافة إلى «التكنيك» المنظم والدقيق.

• هل تطلبين تصاميم معينة في السجاد؟

أحاول وضع تصور للقطعة التي أقتنيها، فأعقد جلسات عدة مع مجموعة من الأشخاص للوصول إلى ما أريده. أنا لا أتعامل مع هذه الهواية من باب التجارة وتحقيق الربح المادي بل أسعى إلى البحث عن جماليات هذا الفن الرفيع والصناعة الفريدة، ولا أخفي عليك أنه ليس كل السجاد الذي أقتنيه من أفكاري أو تصاميمي، بل هناك أشكال جميلة تجذبني ولا أجد مفراً من اقتنائها، لاسيما أن هناك قطعا اشتريتها خرجت من أنامل أبرز العاملين في هذا المجال منهم صيرفيان ومهدئي ودردشتي.

• كيف تصفين الإقبال على اقتناء السجاد في الكويت؟ وهل هو للنخبة فحسب؟

أنا أحاول تقديم كل أنواع السجاد إرضاءً لجميع شرائح المجتمع، فلا يكون المعرض مخصصاً فقط للنخبة، بل أسعى إلى استقطاب الشرائح الأخرى من خلال عرض قطع لا تتجاوز 400 دينار، لأني أرى أن السجادة كاللوحة التشكيلية يجب أن يستمتع بها كل الناس بمختلف فئاتهم، فالبعض يظن أن السجاد سعره ليس فيه، وأنا أود أن أقول لهم إن السجاد أثبت أن سعره يزيد يوماً بعد يوم، وأنه كالعقار يصلح للاستثمار، ويتضاعف سعر النوعية الجيدة بنسبة 30 في المئة سنوياً.                                                       

سجادة بـ 39 ألف دينار

• كم تبلغ قيمة المعروضات راهناً في «تلال غاليري»؟

أعتقد أن قيمتها مليون دولار أميركي، لأن ثمة سجادة لأشرف بهلوي شقيقة شاه إيران تبلغ نحو 39 ألف دينار كويتي، وهناك قطع أخرى تتراوح أسعارها بين عشرين ألف دينار كويتي، فضلا عن أعمال أخرى بثلاثة آلاف وغيرها بأقل من ذلك، ويتضمن المعرض أعمالاً مصنوعة في إيران وتركيا وأفغانستان.

• هل الرواج والإقبال على السجاد الإيراني سيؤثر سلباً؟

ربما له تأثير، لأن اليد العاملة في هذا المجال لم تعد متوافرة بكثافة، لاسيما أن الشعب الإيراني بدأ يجنح إلى المشاريع الأقل جهداً والتي لا تحتاج إلى مهارة، فضلا عن ارتفاع تكلفة المواد الطبيعية اللازمة لصناعة السجاد، كما أن الحظر الأميركي المفروض على المنتجات الإيرانية ساهم في كساد هذه التجارة في إيران، ودفع المشتغلون في هذا المجال إلى البحث عن مصدر رزق آخر، لاسيما أن أميركا هي المستورد الأول في العالم للسجاد الإيراني، ونظراً لهذه الأسباب تبدو المسألة معقدة، لأن الإقبال على اقتناء السجاد سيساهم في انقراض بعض القطع للمشهورين في هذا المجال.

حكاية صيرفيان

تورد ميرزا حكاية كانت بمنزلة بداية شهرة المصنعين للسجاد محمد وصادق صيرفيان حدثت قبل سبعين عاما، عندما غرقت باخرة محملة بالسجاد كانت متوجهة من إيران إلى أوروبا، وأثناء إجراء عملية انتشال السجاد لوحظ محافظة سجاد صيرفيان على ألوانها وجودتها رغم بقائها في الماء فترة طويلة، وذلك بسبب اختياره للألوان الطبيعية في نسج السجاد وجودة غرزه، لذلك هذه الحادثة أدت إلى ارتفاع أسعار سجاد صيرفيان.

كما تؤكد أنها الوكيل الحصري لأعمال صيرفيان في الكويت.

طريق الثراء عبر سجادة

تشدد ميرزا على أهمية السجاد الثمين، معتبرة أن من لا يعرف قيمته ربما يهدر فرصة لا تعوض في الثراء، وتستذكر حكاية امرأة ورثت إحدى قطع السجاد من صديقتها، وعقب فترة من الزمن قررت المرأة التخلص منها وعرضتها للبيع وحصلت على 14 ألف يورو نظير هذه السجادة الثمينة، ولم يدر بخلد هذه السيدة أن سعر السجادة يفوق ذلك بكثير، وفرحت بهذه الحصيلة من المال، لكنها فوجئت في ما بعد بإعلان بيع هذه السجادة بنحو 7 ملايين يورو في مزاد «كريستيز»، لأنها تعود إلى القرن السابع عشر، ولم تجد هذه السيدة مفراً من اللجوء إلى القضاء لاسترداد السجادة، وعقب صراع قضائي حكمت المحكمة ببطلان دعوى السيدة العجوز.

back to top