ليبيا تبحث عن زعيم نافذ جديد

نشر في 07-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-10-2013 | 00:01
No Image Caption
بعد عامين على إسقاط الدكتاتور الليبي، ربما تتعلق المشكلة الآن باقتراب ليبيا من التفكك لدرجة أن شريحة واسعة من الليبيين بدأت تبحث عن حاكم آخر يشبه الرئيس المخلوع. يبدو أن الكتائب الجشعة المؤلفة من متطوعين مسلحين يتمركزون في مصراتة وبنغازي شرقاً، والقوات العسكرية الضعيفة والموروثة من النظام القديم في العاصمة طرابلس وفي الغرب، بدأت تتجه نحو حرب أهلية جديدة. ويبدو أن سلطات البلد غير الفاعلة تعجز عن وقف تلك الجهات.
استولت الميليشيات المحلية في ليبيا على حقول النفط والموانئ، وحرمت بذلك الحكومة من 90% من عائداتها. كذلك، تشهد بنغازي اغتيالات سياسية كثيرة، وقد أعاق أقارب العقيد القذافي في الجنوب النهر الصناعي العظيم الذي ينقل الماء من طبقات المياه الجوفية الواسعة في الصحراء إلى الساحل. على صعيد آخر، يقطع رجال القبائل في أنحاء البلد الطرقات أو يغلقون المطارات التي تربط المحافظات بالعاصمة. يهدد رئيس الوزراء الليبي الراهن علي زيدان بإعادة فرض النظام بالقوة، لكن ينسحب رجاله بعد سماع بضع طلقات نارية. وتزداد حدّة عجزه بفعل الارتباك السائد بين خيار الاتكال على المسلحين غير النظاميين الذين انتفضوا ضد القذافي أو الاعتماد على أدوات النظام القديم.

يطمح الليبيون في معظمهم إلى تحقيق الحلم بإرساء نظام ديمقراطي جديد يعكس قيم الثورة. لكن يعتبر عدد متزايد من الناس أن النظام سيكون هشاً جداً، ما يمنعه من تجاوز تصدعات البلد العميقة. منذ العصور القديمة، لطالما كانت ليبيا مجموعة من المقاطعات المنفصلة (طرابلس في الغرب، برقة في الشرق، فزان في الجنوب)، وقد انعكس ذلك الانقسام على المستويات الجغرافية والتاريخية والإيديولوجية فيما كان الغرب يتجه نحو المغرب العربي الأكثر تحرراً، وكان الشرق ينشئ حركات دينية بدءاً من الجماعات المسيحية الأولى وصولاً إلى عمر المختار، المحارب المسلم الصوفي الذي قاد الثورة ضد الغزو الإيطالي الاستعماري. في يوليو 2012، نزلت أعداد هائلة من السكان (مجموعهم ستة ملايين نسمة) إلى الشوارع الخارجة عن القانون (حيث انتشرت أعداد مثيرة للقلق من الأسلحة منذ انطلاق الثورة) للتسجّل والمشاركة في أولى انتخابات وطنية حرة منذ نصف قرن. لكن فيما سعت قوى متعددة إلى ترسيخ قوتها في أجزاء مختلفة من البلد، عادت الانقسامات المناطقية القديمة للظهور. يشعر كثيرون بأن البلد يحتاج إلى حاكم نافذ لضمان تماسك ليبيا. لكن من يمكن أن يكون ذلك الحاكم؟

أسماء كثيرة

تعج الأوساط بأسماء واعدة. ينجذب كل من يحنّ إلى النظام القديم إلى خليفة حفتر، رئيس الأركان السابق في عهد العقيد القذافي، وهو الذي قاد الجيش الليبي إلى غزو وحشي لكن فاشل جداً في تشاد في عام 1987. بعدما تخلى عن رجاله في الصحراء، هرب إلى فيرجينيا وخطط، بدعمٍ من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، للاستيلاء على عرش ليبيا. حين اندلعت ثورة ليبيا في فبراير 2011، عاد ضمن موكب عظيم من السيارات الفخمة بصفته قائد القوات الثورية الليبية الميدانية.

لكن فشل حفتر الذي تربى مثل القذافي في تبديد الانتقادات التي تتّهمه بالتصرف مثل العقيد المخلوع. يتذكر جاسوس غربي أنه قابله خلال الثورة في مكاتب شركة نفط ليبية في بنغازي، حيث عرض بكل فخر خططه الحربية لشن الهجوم على طرابلس مستعملاً خارطة ليبيا السياحية. فسأل العميل إذا كان يملك بضع أجهزة لاسلكية إضافية كي يتكلم مع العناصر على الجبهة. يتابع موكبه تطويق ليبيا وكأنه محكمة متنقلة من القرون الوسطى.

لا يحصل كثيرون على تقدير مماثل على المستوى الوطني، فكيف بالحري الاحترام الوطني؟ يتطلع البعض في سرت، بلدة القذافي، إلى أحد أبناء العقيد الناجين الثلاثة لإنقاذ سلالتهم المنهارة. غالباً ما يذكر معظمهم سيف الإسلام القذافي، الابن الثالث الذي يُحتجز راهناً داخل قفص في مرتفعات ليبيا، حيث يتم ترويضه مثل النمور التي كان يصطحبها للتجول حين كان طالباً في جامعة فيينا. يأمل مناصروه في سرت وأماكن أخرى أن يتمكنوا من إطلاق سراحه. (في 19 سبتمبر، مَثُل سيف الإسلام القذافي أمام المحكمة في بلدة الزنتان الغربية حيث لم توافق السلطات المحلية على تسليمه إلى طرابلس ولا حتى المحكمة الجنائية الدولية، بما يتعارض مع قرار الأمم المتحدة).

يشمل احتمال آخر محمود جبريل، خبير اقتصادي غير ملتح وهو من ترأس أول حكومة خلال الثورة. بعدما فاز في انتخابات السنة الماضية بصفته زعيماً لأكبر حزب، {تحالف القوى الوطنية}، تم إقصاؤه بفعل قانون العزل السياسي الذي يمنع كبار المسؤولين السابقين في عهد القذافي من تولي المناصب. منذ ذلك الحين، انسحب من الحياة العامة وقد غرق في الاكتئاب بحسب أصدقائه. لكنه قد يعود إلى الساحة وهو مسلّح بآلة سياسية ودعمٍ من الخليج (حيث عاش في المنفى لفترة طويلة) وتأييد من الميليشيات أحياناً، فضلاً عن رابط القرابة الذي يجمعه مع {ورفلة}، أكبر قبيلة في ليبيا.

لكن يبقى اسم العقيد سالم جحا الأكثر تداولاً والأوفر حظاً على الأرجح. جحا جندي غير تقليدي وقد قاد المعركة لرفع الحصار الذي فرضه القذافي على بلدته الأم مصراتة (مدينة مرفئية تشمل نصف مليون نسمة) وحرص على حماية الثورة في الغرب. في أواخر ربيع عام 2011، تعقَّب ومجموعة من قوات {الخدمة الجوية الخاصة} البريطانية والقوات الخاصة الفرنسية دبابات القذافي كي يتمكن حلف الأطلسي من شن عمليات القصف فيما يردّ المقاتلون على قنّاصة النظام. حين هرب رجال القذافي من مصراتة بعد ثمانية أسابيع وحشية، طاردهم العقيد جحا و12 ألف مقاتل آخر وصولاً إلى طرابلس أولاً ثم إلى سرت. فانتصر وطوّق {الزعيم الكبير} في مدينته، ما سمح للنساء والأطفال بالهرب قبل إمطار المنطقة بالقنابل ومطاردة {ملك ملوك} أفريقيا إلى قناة للصرف الصحي حيث وجده الثوار وقتلوه.

توحيد البلد

الوضع أشبه بالانتقال من عقيد إلى آخر. بما أن بلدته الأم مصراتة تقع على الطرف الشرقي من طرابلس، يبدو جحا في موقع جيد يسمح له بتوحيد البلد. وبما أنه من سلالة رمضان السويحلي، ابن مصراتة الذي انتفض ضد المستعمرين الإيطاليين في ليبيا بعد الحرب العالمية الأولى وأنشأ لفترة وجيزة جمهوريته الخاصة في طرابلس، يبدو أنه يتحدر من السلالة المناسبة أيضاً. يُعتبر سجله حافلاً بالنجاحات لكنه يتسم بتواضع لافت في بلد يعج بلاعبين متغطرسين. فقد رفض بكل تهذيب تولي المناصب بعدما طُلب منه ذلك مراراً. فرفض مثلاً منصب وزير الدفاع غداة سقوط طرابلس. وفي الأشهر الأخيرة، رفض دعوات متكررة كي يصبح رئيس الأركان وفضّل منصب الملحق العسكري في الإمارات العربية المتحدة.

أخبرني جحا حين كان متواجداً في ثكنات الجيش الفوضوية في مصراتة خلال استراحة وجيزة من جو خليج سرت الرطب: {أقفلتُ هاتفي. أفضّل أن أبقى في الخارج}. كان يرتدي قميصاً وسروال جينز، وكان شاربه الأشعث بني اللون بسبب سجائر {روثمان} التي يدخنها.

ينتقد جحا المؤسسة العسكرية القديمة مشيراً إلى الجنرالات الأكبر سناً في زاوية أخرى من مقر الضباط، فهو يظن أن هؤلاء كان يجب أن يتقاعدوا منذ فترة طويلة: {الجيش مجرد اسم. إنه كيان مُسِنّ تماماً مثل الجنرالات. نحن أمام هرم معكوس من الجنرلات الذين ينامون ويأكلون ويقبضون رواتبهم، لكن ما من قوة مقاتلة}. (أخبرني مسؤول أمني آخر أن أقل من نصف الجيش المؤلف من 800 ألف عنصر يحضرون إلى العمل، ومن يحضر يأتي للدردشة).

لكنه لا يخفي ازدراءه بجماعة {الثوار} الذين استولوا على السلطة بعد عهد القذافي: {الثورة كانت انتفاضة وليست مشروعاً. لا يمكن إطلاق مشروع ديمقراطي يضمن حصول الناس في أنحاء البلد على حصة معينة عندما يدعي فريق محدد أنه يمثل الثورة وأن البلد ملك له. ولا يمكن اعتبار أن كل من يعارضني يدعم النظام القديم. هذا ما كان يفعله القذافي}.

هذه التعليقات اللاذعة حوّلت بعض الرجال الذين كانوا تحت إمرته إلى أعداء. حتى إن أحد أقارب جحا في مجلس مصراتة يندد بأبسط الانتقادات التي تطاول ثوار ليبيا ويعتبرها خيانة: {قدموا دماءهم في سبيل الديمقراطية ودعموا الانتخابات وحرسوا صناديق الاقتراع. يمنعون البلد من الوقوع فريسة الجنود الذين حاربوا الثورة ويريدون إعادة إحياء النظام الدكتاتوري القديم، ويحمون الحدود والثورة من المعتدين جنوباً}. كان يسهل أن يكون هذا السيناريو من كتابة القذافي.

مدينة مزدهرة

في بلدة جحا، مصراتة، أنشأت الميليشيات ما يشبه المدينة المزدهرة. تتدفق إليها السيارات ومكيفات الهواء والإسمنت لمشاريع البناء، وتخرج منها المخدرات التي يتم تهريبها ضمن حلقة طويلة تمتد من المغرب أو حتى أميركا اللاتينية إلى جنوب أوروبا. تُعتبر فئة المهاجرين (تسلك طرق العبيد القديمة العابرة للصحراء) سلعة مربحة، لا سيما في أشهر الصيف، حين يكون عبور المتوسط أكثر هدوءاً وأماناً. تصطف معارض السيارات الزجاجية ومتاجر الملابس على أطراف الطرقات السريعة. تخلى صاحب مكتبة في آخر الشارع عن مجال الأدب وتوجه إلى تجارة بيع الأسلحة التي تدرّ أرباحاً أكثر.

لكن لا يتمسك جحا بأي أوهام. أخبرني بأن عدداً كبيراً من الثوار مجرمون، {وهم يعملون في الخفاء كسارقي سيارات}، ما ينشر الفوضى التي تبرر المطالبة بعدد إضافي من عناصر الميليشيات لحراسة الشوارع. يتشارك آخرون مع تجار محليين يأخذون الرشاوى، وقد سُرّ هؤلاء بعد التحرر من أحكام الدكتاتورية القديمة التي قامت بين عامي 1978 و1987 بحصر القطاع الخاص وتضييق الخناق على التجارة الخارجية لدرجة أن تجارة التفاح والموز كانت ممنوعة. حتى خلال مشروع القذافي الإصلاحي، وهو الأخير في عهد محمود جبريل (قبل أن يقود الحكومة الأولى بعد الثورة، كان قد عمل لصالح {الزعيم الكبير} كرئيس المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي في ليبيا بين عامي 2007 و2011)، كانت العاصمة تضم مركزاً تجارياً واحداً وكانت الدولة تديره. مبنى باهت ومغطى بالزجاج الأسود وتبدو أجواؤه الداخلية مملة بقدر مركز Gum، سلسلة من المتاجر الروسية خلال الحقبة السوفياتية.

مصراتة أفسدت الثورة؟

يلوم الثوار في الشرق {ثوار} مصراتة على إفساد الثورة التي حاربوا فيها لترسيخ رؤية مستوحاة من مبدأ التحرير. يبدو الشعار الظاهر على مكتب رئيس بلدية إحدى البلدات الشرقية أشبه بشعارات القذافي: {الحرية الحقيقية هي عبادة الله}. حضر واعظ سلفي ذكي طوال ثلاثة أيام إلى بنغازي لمساعدة الثوار على العودة إلى الحياة المدنية، فعمد إلى الترفيه عن المقاتلين السابقين بتقديم عرض عبر برنامج {باوربوينت} حول قاعدة ضبط النفس الإسلامية. ثم أنهى الدرس بعرض فيلم قصير عن شاب أسترالي مسلم قتله الله في حادث سير لأنه ترك أسلوب الحياة الغربي (صُوّر على شكل شيطان يقطر دماً) يُبعده عن الطريق المستقيم. يحذر العرض في النهاية: {أخمدوا سجائركم، أطفئوا الموسيقى الشعبية، لا تستعجلوا في صلواتكم}.

لكن يعتبر العقيد سالم جحا أن سكان مصراتة يخدمون مصالحهم الخاصة بقدر المثاليين الإسلاميين في الشرق. صادق العبيدة مقاتل سابق مع {الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية}، وخالد الشريف مقاتل مخضرم شارك في الحرب الأفغانية، وقد تولى الرجلان منصب نائب وزير الدفاع. كانا يسايران يوسف منقوش (رئيس هيئة الأركان حتى شهر يونيو وهو من مصراتة أيضاً) لإقناعه بتحويل مئات الملايين لشراء الأسلحة لهما ودفع راتبهما. بدل السعي إلى تجريدهما من الأسلحة، منح الكتائب التابعة لهما مكانة رسمية وسماها {درع ليبيا} وعزز دورها باعتبارها الحرس شبه الوطني أو الدرك. يبدو أن {درع ليبيا} المؤلف من 10 آلاف مقاتل يزداد تحريضاً ضد قوى الأمن التابعة للنظام القديم (عددها 30 ألف عنصر تقريباً)، لكن يقول {الدرع} إنه يستطيع الاتكال على 140 ألف عنصر إضافي يحملون بدورهم لقب {الثوار}. قال أبوبكر الرجباني، محاضر في العلوم السياسية يرأس لجنة الأمن القومي في {الكونغرس} الليبي: {لا يمكن أن يشمل البلد جيشين}.

تبدو حلول جحا عقلانية لا بل مبتكرة. يدعم تقاعد كبار الضباط في الجيش وإعادة تدريب المجندين الذين حصلوا على مساعدات من الأردن وتركيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وأخيراً بلغاريا. هو يعارض إدراج عناصر الميليشيات في الجيش، إلا إذا تجندوا على شكل أفراد شرط أن يخضعوا حينها لاختبارات دقيقة. مع انتشار الفوضى العارمة في ليبيا، يعتبر أن الانتخابات ليست أولوية في الوقت الراهن. لقد انحرفت العملية الدستورية بعد عهد القذافي عن مسارها منذ انتخابات 2012، مع أنها التزمت بالمهل الأولية بإرشاد من الأمم المتحدة. يمتنع أكبر حزب سياسي في {الكونغرس} الليبي عن المشاركة، ويفتقر {الكونغرس} إلى النفوذ الكافي لتطبيق قوانينه لذا يبدو أنه يشرّع القوانين وسط فراغ في الدولة. من وجهة نظر جحا، من الأفضل أن يظهر زعيم (على ألا يكون عسكرياً) يتمتع بدعم غربي ويكتسب النفوذ خلال خمس سنوات كي يتخذ القرارات اللازمة.

صراع على الثروات

بعدما أمسك ملحق عسكري بالسلطة في مصر، يعتبر البعض أن دور جحا قد يحين في المرحلة المقبلة. لكن يتساءل المشككون عما إذا كان الأوان قد فات، لا على الديمقراطية فحسب بل على الدكتاتورية أيضاً. في عام 1963، ساهم النفط في جمع أجزاء ليبيا الفدرالية الثلاثة ضمن دولة واحدة (أخبر أرماند هامر، رئيس شركة Occidental Petroleum، الملك إدريس بأنه يفضل التفاوض مع زعيم بدل التعامل مع ثلاثة زعماء متناحرين). بعد خمسين سنة على ذلك، عاد الصراع على السلطة بهدف السيطرة على الثروات يمزق ليبيا. وفق وزير سابق شارك في أول حكومة بعد عهد القذافي، ترزح طرابلس تحت ثقل سوء الإدارة والفوضى تزامناً مع تنامي الدعم لقرار الانفصال من 8% في بداية الثورة إلى 20% في السنة الماضية، وقد توقّع أن تصل النسبة إلى 50% في نهاية السنة. أخبرني آخر دبلوماسي غربي في بنغازي حين كان متواجداً في مكتب مليء بطلبات التأشيرات: {رأينا عدداً كبيراً من البلدان الأصغر حجماً تتفكك في أوروبا الشرقية حين حصل التغيير. كيف يمكن أن ندير بلداً بهذا الحجم؟ يبدو الفريقان مستعدَين نفسياً للانفصال}.

على الورق، يقدم هذا الانفصال منافع كثيرة. مع تركّز 80% من حقول النفط في الشرق، قد تزدهر بنغازي مثل أبو ظبي. وقد تتحول مدن ساحلية ناشئة أخرى إلى معاقل تجارية حرة مثل دبي. لكن قد تصبح ليبيا المقسمة إلى أجزاء صغيرة معرّضة لهجوم المعتدين الخارجيين. قد تنظر مصر، بعددها السكاني المتضخم وقيادتها العسكرية الجديدة، بجشع إلى ثروات برقة النفطية لحل مشاكلها الاقتصادية. ومع تراجع قوة التوازن المضادة من مناطق أخرى، قد تعمد القبائل المسلحة والجماعات الإسلامية والشخصيات النافذة التي تسيطر على السياسة الليبية إلى فرض سيطرتها وإبعاد البلد عن الطموحات الديمقراطية التي أشعلت الثورة في المقام الأول.

back to top